بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة العرس التقليدي - الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://www.algardenia.com/maqalat/54283-2022-06-11-16-27-47.html
دخلت نديمة غرفة ابنها حسن فوجدته جالساً امام التلفاز، ممسكاً بعصى القيادة ويلعب لعبة قتالية تدعى (نداء الواجب) على جهاز اكس بوكس. غضبت كثيراً وصرخت به قائلةً،
نديمة : ويحك، ما هذا يا معتوه؟ الازلت تلعب تلك الالعاب الطفولية؟ متى ستستعد وتذهب للمطار فتستقبل عروسك؟
حسن : دعيني انتهي من هذا الشوط يا امي. اللعبة جداً مهمة، هي تكاد ان تنتهي وانا في الطليعة. لقد قتلت جميع جنواد العدو ما عدى اثنين فقط.
نديمة : تباً لك من غلام مراهق. طائرة زوجتك ستهبط بالمطار بعد قليل وانت لازلت تلعب كالاطفال.
حسن : انت تعلمين ان المسافرين سيستغرقون اكثر من ساعة قبل ان يخرجوا الى الصالة بعد الوصول. لذا هناك المزيد من الوقت، اطمئني.
نديمة : يا بني، الساعة الآن السابعة والنصف ليلاً. لقد حطت طائرتها قبل نصف ساعة. هيا توقف عن اللعب وارتدي ملابسك لتستقبلها، هيا فلقد بح صوتي وساصاب بالجلطة.
حسن : انتظريني قليلاً يا امي، ساقتل هذا الجندي ثم اغلق اللعبة وارتدي ملابسي، هذا وعد مني.
نديمة : كم انت طفل غير ناضج وعديم المسؤولية يا حسن.
<<<<<<<<<<
في مطار لندن وصلت طائرة الخطوط الباكستانية تمام الساعة السابعة مساءاً. خرجت سميحة من بوابة الوصول وصارت تفتش بناظريها عن حسن لكن حسن لم يكن واقفاً بين المستقبلين. بقيت تتفحص وجوه الواقفين فرداً فرداً فلم تجده بينهم. صارت تتأفف وتتسائل عن الموقع الذي يقف به لانها لم تتفق معه على مكان محدد عندما تكلمت معه عبر (السكايب) قبل المغادرة. لكنها وبعد ان انتظرت لاكثر من ساعة ونيف، فقدت الأمل وقررت ان تطلع الى خارج مبنى المطار علها تجده ينتظرها هناك. دفعت عربتها المحملة بثلاث حقائب كبيرة وخرجت خارجاً لتجد الكثير من سيارات الاجرة السوداء الشهيرة تقف على حافة الطريق والكثير من الحافلات السياحية الكبيرة التي يهم بركوبها سواح اسيويون، لكن حسن لم يكن بالاجواء. بقيت واقفة في خارج مبنى المطار لاكثر من ساعة اخرى حتى مر منها رجلان اسيويان، تقرب منها احدهم وسألها،
الاول : هل انت تنتظرينني؟
سميحة : ومن تكون يا اخي؟
الاول : جئت لاخذك معي.
سميحة : هل انت من طرف حسن؟
نظر الرجل بوجه صاحبه وابتسم ثم قال لها،
الاول : اجل، اجل بعثنا حسن كي نأتي بك من المطار.
سميحة : ولماذا لم يأتي بنفسه كي يستقبلني؟ الستُ زوجته الآن؟ ما هذا التصرف المشين؟
الثاني : انت تعرفين ان حسن مشغولٌ جداً ولم يتمكن من المجيء، لكنه طلب منا احضارك اليه. قال انه اعد لك مفاجئة جميلة.
سميحة : واين هي سيارتكما؟
الثاني : انها في المراب. تعالي معنا سوف نأخذك اليها.
دخل الثلاثة مرة اخرى الى قاعة الوصول حتى بلغوا مصعداً كهربائياً فركبوه ليأخذهم الى الطابق الاول حيث خرجوا منه وساروا بالمراب لحين وصولهم الى سيارة شحن صفراء صغيرة. وقف الاول وفتح الباب الخلفي. شعرت سميحة ان هناك امراً مريباً يجري بالافق لذلك اعترضت وقالت، "كلا انا لن اتي معكما بسيارة شحن قذرة. ساعود الى قاعة الوصول". الا ان الثاني كان قد اعد منديلاً شبعه بمادة مخدرة ووضعه باحكام على انفها وفمها فغرقت على الفور بغيبوبة عميقة. امسكا بها من الطرفين وجرجروها الى داخل السيارة ليدخل احدهم معها بينما استدار الثاني الى الجهة اليمنى وجلس على كرسي القيادة فأنطلق بهما الى خارج المراب.
بهذه الاثناء وصل حسن قاعة الوصول بالمطار وراح يتفحص وجوه الركاب علّه يجد عروسه بين القادمين. بقي واقفاً بمحله لاكثر من ساعة كاملة لكنه لم يلمحها تخرج من البوابة. سار الى مكتب الاستعلامات وطلب من الموظفة ان تنادي اسم سميحة على المذياع فنادتها وقالت في ندائها ان زوجها حسن ينتظرها لدى مكتب الاستعلامات. لكن احداً لم يستجب للنداء. بقي حسن ينتظر ساعة اخرى حتى بدأ اليأس يدب بقلبه. استدار ورجع الى سيارته ليعود بها الى منزله. ولما وصل هناك كانت والدته واقفة خارج البيت تستعد لاستقبال عروس ابنها. الا انها اصيبت بالدهشة لما نزل حسن من السيارة بمفرده.
نديمة : اين سميحة؟ اين عروسك يا ولدي؟
حسن : لا اعلم. لقد ذهبتُ الى المطار وانتظرتها كثيراً فلم تكن مع المسافرين الواصلين.
نديمة : وهل ناديتها بمكبر الصوت؟
حسن : اجل يا امي، نادوها عدة مرات ولم تظهر. يبدو انها لم تركب الطائرة وهي لاتزال في اسلاماباد.
نديمة : ما هذا الهراء يا حسن؟ الامر ليس بلعبة. هل طلبت ان ترى اسمها على قائمة الركاب؟
حسن : كلا، لم يخطر ببالي ان اطلب ذلك.
نديمة : دعنا نتصل باهلها ونرى إن كانت غادرت اسلاماباد فعلاً.
حسن : حاولي ان لا تخبريهم بكل الحقيقة كي لا يقلقوا.
نديمة : وكيف لا يقلقوا يا فهيم؟ انها ابنتهم الوحيدة.
ضغطت على رقم والدة العروس السيدة روحية وقالت،
نديمة : السلام عليكِ سيدة روحية. كيف جرت الامور عندكم؟
روحية : لقد غادرت ابنتي سميحة قبل اكثر من عشر ساعات، الم تصل اليكم بعد؟
نديمة : بالحقيقة لا... لقد ذهب ابني الى المطار كي يستقبلها، لكنه لم يشاهدها تخرج من البوابة، لذلك عاد الى البيت من دونها.
روحية : ماذا تقولين يا نديمة؟ هل هذا يعني ان ابنتي ما زالت بالمطار؟
نديمة : لا نعلم بعد. ساحاول الاتصال بالخطوط واستفسر منهم.
روحية : انتابني القلق كثيراً. ارجوك اتصلي بي فور حصولك على اي معلومة.
نديمة : ساتصل بك. لكن ارجوك لا تقلقي، نحن نحاول العثور عليها.
روحية : كيف لا اقلق وانت تقولين ان ابنتي تبخرت من فوق سطح الارض.
نديمة : دعيني اغلق الهاتف معك كي اتصل بالخطوط وساعود لاخبرك عما سيدور بيننا.
اغلقت الخط مع والدة العروس ثم نظرت الى ابنها حسن وقالت،
نديمة : دعنا نتصل بالخطوط الباكستانية ونحاول الاستفسار منهم.
حسن : لدي شعور انها لم تركب الطائرة.
نديمة : وما الذي جعلك تفكر هكذا يا عبقري؟
حسن : لانها كانت مستاءة مني عندما كنا بالخلوة الشرعية.
نديمة : كم كنت اتمنى لو كنت قد انجبت فتى ذكي لكن الله وهبني حماراً بدلاً من ذلك.
حسن : اتقصدين انني غبي يا امي؟
نديمة : كلا حبيبي، انا اقصد وزير خارجية الباكستان هو الغبي. كفاك ثرثة واعطني رقم الرحلة وساعة الوصول، دعني اتصل بالخطوط الباكستانية.
مد يده بجيبه ليخرج هاتفه الذكي، بحث به حتى عثر على الرسالة النصية التي ارسلتها له سميحة قبل مغادرتها مطار اسلاماباد. اعطى هاتفه لوالدته وقال،
حسن : كل معلومات الرحلة مدونة بهذه الرسالة يا امي.
امسكت نديمة بهاتف ابنها ثم طلبت عبر هاتفها الخاص مكتب الخطوط الباكستانية فاجابتها موظفة في مكتب الخطوط بلندن لتقول،
نديمة : سيدتي الكريمة انا في حيرة من امري ولا يستطيع احد مساعدتي غيرك ارجوك انجديني.
الموظفة : تفضلي سيدتي، كيف استطيع مساعدتك؟
نديمة : كنا ننتظر مجيء زوجة ابني من اسلاماباد رحلة رقم 0703 Pهذا اليوم الا انها لم تخرج من صالة الوصول. هل لك ان تتأكدي من قائمة المسافرين رجاءاً؟
الموظفة : ما هو اسم المسافرة؟
نديمة : سميحة جاد الله.
غابت قليلاً ثم عادت وقالت،
الموظفة : سيدتي هذه المسافرة قد وصلت مطار هيثرو فعلاً. ولم تخبرنا السلطات البريطانية عن وجود اي مشكلة معها. مما يدل على انها خرجت من صالة الوصول.
نديمة : ولكن اين هي يا ابنتي؟
الموظفة : لا اعلم، ربما ستتصل بكم لاحقاً. يجب عليك اخلاء هاتفك كي تسمحي لها بالاتصال بكِ.
نديمة : حسنا. شكراً لك صنيعك.
اغلقت الخط مع الموظفة ثم عادت وطلبت امها روحية بالباكستان لتخبرها بما دار بينها وبين موظفة الخطوط فقالت،
روحية : ارجوك اتصلي بالشرطة الآن. فلربما وقع لها مكروه ارجوك اتوسل اليك.
نديمة : سافعل ذلك فوراً.
<<<<<<<<<<
في مكان آخر وعلى الخط السريع رقم M25 جلس احد الخاطفين يقود شاحنة البضائع الصغيرة فسأله زميله،
الاول : اين نحن الآن يا جيمي؟
الثاني : الم نتفق ان لا نستعمل اسمائنا الحقيقية؟ قلت لك اسمي السري هو باتمان وانت اسمك روبن.
روبن : لا تقلق، فاميرتنا النائمة مخدرة ولا تزال مستلقية على فراش وثير بسابع نومة.
باتمان : مع هذا يجب ان نكون حذرين.
روبن : حسناً يا باتمان، اين نحن الآن؟
باتمان : امامنا نصف ساعة حتى نصل الى مدينة ملتون كين.
روبن : ولكن كيف خطرت لك فكرة اختطاف هذه الفتاة؟
باتمان : الفتاة التي جئنا من اجلها قد غادرت المطار قبل ان نتمكن من اختطافها، والزعيم سيقوم بتوبيخنا إن لم نعود له بفتاة اخرى بدلاً عنها. لذلك كانت فرصة فريدة ان تسألنا هذه الغبية عن زوجها.
روبن : وهل تعتقد ان زوجها سيخبر الشرطة؟
باتمان : دعه يخبر الشرطة، لكنه لا يعرفنا ولا يعرف اوصاف شاحنتنا هذه.
روبن : هل سيسمح لنا الزعيم بمضاجعتها؟
باتمان : سيسمح بالتأكيد لان جميع الفتيات اللواتي يأتين عندنا هنا علينا ان نضاجعهن مرات عدة قبل ان نشحنهن الى وجهتهن النهائية حيث سيصبحن عاهرات ونجني الكثير من النقود من جراء ذلك.
روبن : انا متحمس جداً لمضاجعتها. انها فائقة الجمال.
باتمان : بعد ان جربنا مئات النساء. يبدوا لي انهن جميعاً يشبهن بعضهن البعض بعد ان يتعرين من ملابسهن.
روبن : هذه الفتاة تبدو مختلفة عن البقية. ارجو ان يسمح لي الزعيم بمضاجعتها اولاً.
باتمان : سيسمح لك، اطمئن. كذلك سيضاجعها بعدك باقي الشباب بشكل متواصل لمدة 3 اشهر حتى تنكسر وتتعود على المخدرات التي سنضخها بجسدها كل يوم كي تصبح سهلة المراس.
بعد مرور نصف ساعة وقفت سيارة الشحن الصفراء امام هيكل خرساني كبير بوسط حقل مهجور فنزل منها باتمان وروبن والتفا حول السيارة ليخرجا صيدهما الثمين. كانت سميحة لا تزال تحت تأثير المخدر الا انه بدأ يتوارى عنها قليلاً لذا كانت تصدر بعض الانين والكلام الغير مفهوم. دخلا يحملانها الى داخل الهيكل فرآهما زعيمهما الملقب بـ (الفس برسلي) ينزلوها على الارض قال،
الفس : هذه ليست الفتاة التي ارسلتكم لاحضارها. الم تنظرا الى صورتها؟
باتمان : نظرنا جيداً لكنها افلتت من ايدينا. لذا قررنا ان لا نرجع خالي الوفاض. وهذه الفتاة جميلة اليس كذلك؟
الفس : حسناً، ادخلوها الى الغرفة الشاغرة رقم 7.
روبن : هل تسمح لي يا زعيمي ان اضاجعها اولاً؟
الفس : اجل، اجل ولكن حاول ان لا تترك عليها اي علامات عنف. فالبضاعة التالفة سوف لن تقبل منا ونضطر للتخلص منها.
رفعها باتمان وروبن من الارض وسارا بها حتى آخر الممر ليدخلاها بالغرفة رقم 7 ويضعاها على سرير قذر ليس به اغطية. قال روبن،
روبن : سابدأ انا يا باتمان ثم بامكانك ان تمارس معها بعدي.
باتمان : حسناً ولكن حاول ان تعاملها برفق.
روبن : اطمئن، ساكون جداً حنون معها.
خرج باتمان من الغرفة ليترك شريكه حتى يقوم بمهمته. بدأت سميحة باسترجاع وعيها فشاهدت رجلاً يبدو عليه انه اسيوي وربما باكستاني مثلها وهو يهم بخلع سروالها الداخلي. نظرت اليه وقالت،
سميحة : من انت وماذا تفعل؟
روبن : بامكانك ان تناديني روبن. انا هنا كي ابعثك الى الجنة.
سميحة : ما هذا الهراء؟ اي جنة هذه؟
روبن : ساضاجعك يا مجنونة. ساجعلك تتمتعين برجل لم يسبق لك ان جربتيه من قبل.
سميحة : اي رجل هذا؟ انا عذراء ولم يمسسني احد من قبل.
روبن : بما يعني ان ذلك سيكون ممتعاً اكثر لاني تعودت على مضاجعة الفتيات اللواتي سبق لهن ان مارسن الجنس من قبل.
سميحة : ما هذا الهراء؟ انا جئت الى بريطانيا كي اقابل زوجي اسمه حسن عبد الودود، ربما تعرفه يا اخي ارجوك.
روبن : لا اعرف حسن ولا ودود ولا بطيخ. اليوم ساضاجعك يعني ساضاجعك. فاما ان ترضخي وتتقبلي ذلك او انني ساضطر لتقييد يديك وقدميك واكمم فمك كي لا تسببي لي الصداع.
هنا علمت سميحة ان ذلك الفتى مصمم على اغتصابها وسوف لن تنفع معه اي مراوغة. قفزت من السرير وركضت الى الباب محاولة الهرب فركض ورائها ليمسك بها ويتفوق عليها بمسكة محكمة كالكماشة ويعيدها الى السرير ثم يربط اقدامها باصفاد من حديد وبوضع منفرج. ثم يربط يديها كذلك على حافتي السري وسط صراخها الذي كان يتصاعد بشكل كبير. الا انه لم يأبه لشيء حيث جاء بقطعة قماش وحشرها بفمها وثبتها بقطعة قماش اخرى ليربطها حول رأسها، بذلك اصبحت مسمرة على السرير مفتوحة الساقين واليدين. تقدم نحوها وهو يبتسم كي يبدأ بتعريتها. كشف عن ثدييها الكبيرتين وصار يتلذذ بالمنظر ويدعكهما بشهوة كبيرة ثم قطّع فستانها وامسك بسروالها الداخلي وسحبه سحبة واحدة قوية ليقطّعه ويرميه جانباً الا انه عندما تفحص فرجها اصيب بصدمة. صار يلعنها ويبصق عليها فتوقف عما كان ينوي فعله، انتصب واقفاً وهو مستاء جداً. عاد وارتدى ملابسه ليخرج من الغرفة فقابله زميله باتمان قال،
باتمان : ما المشكلة يا روبن؟ لماذا خرجت بسرعة كبيرة؟ هل اتممت مهمتك؟ او ربما لم تقف عندك الامور!
روبن : كلا، انها تنزف من العادة الشهرية وقد تقززت من منظر الحفاضة التي ترتديها. لقد كانت مشبعة بالدم.
باتمان : وما المشكلة؟ بامكانك ان تعملها حتى لو كانت بفترة العادة الشهرية.
روبن : لا يا اخي، ان ذلك شيء مقزز. ساقوم بمضاجعتها عندما تنتهي من العادة.
باتمان : هل فكيت وثاقها؟
روبن : كلا، انها لا زالت مكبلة بالسرير.
باتمان : كان الاجدر بك ان تفتح وثاقها كي نستطيع اطعامها.
روبن : ادخل انت وازل الاصفاد عنها فانا لا اريد ان ارى وجهها ثانيةً حتى تشفى من العادة.
باتمان : العادة الشهرية ليست مرضاً كي تشفى منه يا غبي.
دخل عليها باتمان وصار يزيل اصفادها ثم ازال الخرقة التي بفمها فصرخت بوجهه قائلة،
سميحة : كلاب، مجرمين اوغاد، كيف سمحت لذلك السافل ان يمسسني؟
باتمان : ما الامر يا اميرة الامراء؟ هل قام بضربك؟ كل ما فعله زميلي هو اراد ان يدخل السعادة الى ... الى ... الى قلبك. لكن يبدو انك في حالة لا تسمح بالوقت الحالي. كلما تقبلت هذا الواقع كلما اصبحت بسلام مع نفسك.
سميحة : انا عذراء يا حيوان. زميلك اراد ان يضاجعني. اتعرف ما معنى ذلك؟ انه سيهدم حياتي، سوف لن يقبل بي زوجي بعد ذلك ويطلقني. سوف تذبحني عائلتي وسوف ينهار مستقبلي.
باتمان : اطمئني حبيبتي، سوف لن ترين زوجك ولا عائلتك في حياتك بعد الآن. هنا سوف نؤهلك كي تصبح لديك مهنة تأكلين من ورائها الشهد. سوف نشحنك الى كرواتيا بعد ان تخضعين لدورة تأهيل مكثفة هنا.
سميحة : اي دورة واي تأهيل؟ انا امرأة متزوجة وعليّ ان التحق بزوجي حسن انه كان سيأخذني من المطار. لكنه بالتأكيد اخبر الشرطة كي يبحثوا عني. لكنك إن تركتني الآن فسوف اخبر الشرطة انك ساعدتني وعاملتني برفق.
قهقه بصوت مرتفع ثم قال،
باتمان : لديك روح نكتة رائعة يا فتاة. الا تعلمين اننا سنحصل على 150 الف يورا عندما نبيعك اليهم؟
قالها وهو يهز برأسه ثم خرج من الغرفة ليقفل الباب ورائه. ركضت خلفه وصارت تطرق على الباب وتصرخ، "اخرجوني يا كلاب، اخرجوني يا مجرمين. يجب ان التقي بحسن، انه زوجي، انا سيدة متزوجة، لا يمكنكم ان تفعلوا بي ذلك. سادخلكم السجن جميعاً". لكن احداً لم يستجب لندائاتها. بقيت تطرق الباب لفترة من الزمن حتى صار معصمها يؤلمها وانبح صوتها من شدة الصراخ فخرت على الارض لتجهش بالبكاء والعويل. بقيت تبكي طويلاً حتى تعبت ولم يبقى لديها اي طاقة فنامت على الارض. لا تعلم كم بقيت نائمة لكنها شعرت بشيء يمسس خصرها. فتحت عينيها كي تتحقق من الامر واذا بها الباب يدفعها شخص ما فتمس خصرها. بدا لها ان هناك من يحاول فتح الباب لكنها كانت تعيقه بجسدها. صرخت قائلةً، "اتركوني بحالي ايها الاوغاد". فسمعت من وراء الباب صوتاً خافتاً يقول لها، "جئتك بالطعام والماء واشياء اخرى سيدتي". فردت عليه، "لا اريد البراز الذي تقدمونه، كل ما اريده هو الخروج من هنا والعودة لزوجي حسن" فاجابها، "سيدتي انا لا املك السلطة على اطلاق سراحك، مهمتي هي تقديم الطعام والشراب لك فقط، سامحيني". فتحت الباب فوجدت شاباً متوسط الطول ابيض البشرة في غاية الوسامة بالعشرينات من العمر يحمل صينية معدنية فيها صحن مليء بالطعام وكأس فيه ماء وعلبة كارتونية وردية. فتحت له المجال كي يدخل ليضع الصينية فوق الطاولة قال،
الرجل : انا اسمي بول، استسمحك عذراً. اتمنى لك شهية جيدة.
سميحة : يبدو عليك انساناً طيباً. ارجوك ساعدني يا بول، فانا جئت الى بريطانيا كي التحق بزوجي حسن. انه ضابط في الجيش البريطاني. اراد زميلك اغتصابي لكنه توقف فجأة عندما علم انني بفترة العادة الشهرية، فانا عذراء ولم يمسسني بشر، ولو اغتصبني هذا الوغد فان حياتي ستنهار وسوف يلفظني زوجي وسوف تذبحني عشيرتي.
بول : يؤسفني ان اسمع كل هذا الكلام يا آنسة اقصد يا سيدة ولكن، انت وقعت في براثن عصابة خطيرة وهم يتاجرون بالبشر. يختطفون الفتيات مثلك ويحوّلونهم الى عاهرات بعد ان يجبروهم الادمان على المخدرات ثم يبعثوهم الى وجهات عدة في البلدان مقابل مبالغ كبيرة من المال.
سميحة : ولما كنت شريفاً لهذه الدرجة ولا ترضى على افعالهم، فلماذا تعمل معهم وتساعدهم؟
بول : انا لا اساعدهم بارادتي، فقد اختطفوا امي وهددوني إن لم اتعاون معهم فسوف يذبحوني ويذبحون امي.
سميحة : انا آسفة لسماع ذلك، لم اكن اعلم. انا اسمي سميحة.
بول : وانا اسمي بول.
سميحة : هل احتجزوا امكَ هنا بهذا الهيكل الخرساني؟
بول : اجل، لقد حبسوها هنا معنا. لكنني اتنقل بحرية لانني وعدتهم بان اتعاون معهم مقابل ان لا يعتدوا عليها. لذا اناطوا بي مهمة توزيع الطعام على السجينات وبعض المهام الاخرى.
سميحة : ما هي المهام الاخرى؟
بول : ان مهنتي هي طباخ محترف وكنت اعمل بفندق الهلتون بوسط لندن. خدروني واختطفوني من امام الفندق ليحضروني الى هنا كي اقوم بطهي الطعام. ولما رفضت التعاون معهم قاموا بخطف والدتي من بيتها كي يلووا ذراعي ويجبروني التعاون معهم والذعن لمطالبهم.
سميحة : وهل هناك الكثير من الفتيات المختطفات بداخل هذا المجمع؟
بول : اجل، هناك 20 فتاة قاموا باغتصابهن مراراً وتكراراً بعد حقنهن بالمخدرات فاصبحن مدمنات وصرن مسلوبات الارادة يتحركن كالروبوت. هذه الفتيات اصبحن جاهزات للشحن. سيرسلن عبر شبكة مواصلات خاصة خلال بضعة ايام.
سميحة : ومن اين تأتي الكهرباء للانارة؟
لديهم مولدات كهربائية تعمل بالگاز الذي يجلبونه بحاويات كبيرة. اما الطعام فانا اطبخه على طباخات بدائية تعمل على الفحم الذي يحضرونه للمطبخ كل اسبوع.
سميحة : ومن الذي يتسوق المواد الغذائية.
بول : يبعثوني الى السوق مع احد المرافقين الذي يمسك مسدساً بكاتم صوت يخفيه تحت ملابسه. واذا ما نطقت بكلمة واحدة تفشي اسرارهم فانه يقتلني على الفور.
سميحة : يا الهي، ما هذه الورطة التي نحن فيها؟
بول : انها عصابة منظمة كبيرة وخطيرة للاتجار بالبشر. لديهم شبكة كبيرة واذرع القذرة توفر لهم الموارد والسبل كي يقوموا بتصدير فتياتهم.
هنا سمعا وقع اقدام تقترب منهما فانتصب وقال،
بول : عليّ ان اغادر غرفتك الآن لانهم امروني ان لا اتحدث مع السجينات.
سميحة : هل ستأتيني ثانيةً؟
بول : اجل ستريني كثيراً عندما اجلب لك الطعام. اتمنى ان تأكلي جيداً لان الطعام نظيف وجيد فانا الذي اعددته بنفسي.
سميحة : حسناً يا بول، لحسن الحظ انك هنا.
خرج بول من غرفتها ودفع العربة التي تحمل باقي الصحون التي صار يوزعها على السجينات الاخريات. بقيت سميحة تفكر بالمصيبة الكارثية التي وقعت بها وكيف ستكون ردة فعل اهلها بالباكستان عندما يعرفون ان ابنتهم اصبحت عاهراً. اوه يا الهي، ستقوم القيامة وسيتسابقون لذبحي وتنقية الشرف مني. كيف يفعلون ذلك وهي مسلوبة الارادة؟ كيف لا يعذرونها وهي الفتاة التي كانت لا تسمح لزملائها الفتيان من التحدث اليها او حتى التقرب منها بالجامعة. والآن عــــــاهر؟. يا ساتر ياربي. بقيت تفكر بمصيرها وما ستؤول اليه الاحداث القادمة. لقد توقف عن مضاجعتها ذلك الوغد المجرم الذي اختطفها فقط لانها تحيض. ماذا لو انتهت العادة الشهرية؟ تقربت من صينية الطعام التي جاء بها ذلك الشاب اللطيف. ماذا كان اسمه؟ اجل، قال ان اسمه بول انه فتى في غاية اللطف وهو ضحية مثلي تماماً فالمسكين يحاول انقاذ والدته. تفحصت الصينية فوجدت صحناً فيه فخذ دجاج وبطاطا مهروسة وبعض الخضار المسلوقة وبجانب الصحن وجدت صندوقاً صغيراً فيه حفاظات نسائية. علمت ماذا كان يعني عندما قال (جئت لكِ بالطعام والماء واشياء اخرى سيدتي). يبدو انه خجل من ذكر الحفاظات. بدأت تتناول الطعام لكنه لم يرق لها لانه خالٍ من التوابل التي اعتادت عليها ببلدها الباكستان. ساطلب من بول ان يعد لي بعض الاطعمة بتوابلنا كي استطيع ان استسيغها. ولكن الآن عليّ تجرع ذلك السم حتى استطيع تحمل الوضع الكارثي الذي اعيشه هنا. فلربما وبأي لحظة ستدخل الشرطة لتداهم المكان ومعهم حسن. فهو ضابط بالجيش وخبير بفنون القتال. سيدمر هذا المجمع على رؤوس المجرمين القتلة. وبينما هي تغوص بافكارها وتتناول طعامها انفتح الباب ودخل عليها روبن. كان يبتسم وهو ينظر اليها بشهوة وتلمظ. بقي يدور حولها ثم قال،
روبن : ما هي آخر اخبار العادة الشهرية؟
سميحة : لقد احضر لي الطاهي حفاظات نسائية ساقوم باستعمالها بعد قليل لذلك يجب عليك مغادرة الغرفة.
روبن : ولماذا اغادر؟ دعيني اراقبك وانت تضعين الحفاظة فوق عضوك. انه امر مثير جداً.
هنا فقدت سميحة صوابها وصارت تصرخ وتقول،
سميحة : اخــــــــــرج من هنا ايها اللعين. اخرج والا قتلتك هيا اخرج.
روبن : على رسلك يا حلوة، انا كنت امازحك وحسب.
سميحة : وهل هذه مزحة يا حيوان؟ هيا اخرج من هنا.
خرج روبن وهو يبتسم ابتسامة خبيثة ويترنح وكأنه يرقص من شدة السعادة.
لم يأتي الى غرفتها احد بعد تلك المواجهة فنامت في سريرها حتى اليوم التالي عندما سمعت الباب يُفتح ليدخل بول حاملاً صينية افطار، وضعها على الطاولة واخذ الصينية القديمة التي احضرها بالامس. دنا منها وسأل،
بول : كيف تشعرين اليوم يا سام؟
سميحة : اسمي سميحة.
بول : اعذريني فانا اجد صعوبة بتلفض اسمك.
سميحة : لا عليك، بامكانك ان تناديني سام. والآن اخبرني، ماذا يجري بالخارج؟
بول : اليوم شحنوا الفتيات جميعاً لينقلوهن الى جهات مختلفة من العالم.
سميحة : كم هذا مؤلم. الم يبقى احد هنا؟
بول : بذهاب الفتيات، رحل جميع الحرّاس من هنا لانتفاء الحاجة اليهم ولم يبقى سوى الخاطفين (باتمان وروبن) الذين جاؤوا بك من المطار.
سميحة : وامك طبعاً، اليس كذلك؟
بول : اجل امي في الغرفة المجاورة لغرفتك.
سميحة : هل هناك مجال للهرب من هنا؟
بول : انه امر صعب للغاية يا سام. اذكر ان احدى الفتيات حاولت الهرب قبل بضع اسابيع فامسكوا بها وارجعوها الى هنا ثم قاموا بتعذيبها امام باقي الفتيات كي تكون عبرة لهم ثم قطعوا رأسها وسط صراخ الجميع.
سميحة : يا الهي، هؤلاء من اعتى المجرمين. ولكن قل لي هل استطيع ان اطلب منك شيئاً؟
بول : تفضلي.
سميحة : هل بامكانك ان تطهي لي طعاماً اسيوياً.
بول : ساحاول ان افعل ذلك ولكن لا تتاملي كثيراً.
سميحة : شكراً لك يا بول. انا لم استطعم الطعام الذي احضرته لي بالامس.
بول : هذا شيء طبيعي فالذي يعتاد على الطعام الاسيوي، لا يجد لذة بطعامنا الغربي. سافعل ما في وسعي يا سام.
سميحة : شكراً لكَ عزيزي.
خرج بول بالصينية القديمة واغلق الباب ورائه ولم تراه ثانية حتى جاء وقت الغداء حين فتح الباب ودخل عليها حاملاً صينية تفوح منها روائح صارت تدغدغ عصاراتها. "يا الهي لقد جاء لي بما طلبت!".
بول : كيف حالكِ يا سام؟ لقد احضرت لك طعاماً سوف يعجبك.
سميحة : الرائحة قاتلة. لقد تهيجت كل احاسيسي، اكاد اموت من الجوع.
رفع بول الغطاء عن الصحن ليريها الوجبة الدسمة التي اعدها لها. نظرت اليها وصاحت،
سميحة : لا اصدق، لقد اعددت سمبوسة وكاري دجاجا بالرز وخبز نان. انت عظيم يا بول.
بول : لقد اخجلتني يا سام. لم افعل سوى ما طلبتِ.
سميحة : تعال واجلس معي كي نتناول سوياً.
بول : لا، لا استطيع. سيعنفوني ويضربوني لو علموا انني اقيم علاقة صداقة معك. كُلي انتِ وتهني بطعامك وساعود لاحقاً لاسترجاع صينية الطعام.
سميحة : اكرر شكري لك يا بول. انت رجل شهم وطيب.
<<<<<<<<<<
بلندن وبالتحديد في مقر الشرطة الرئيسية (سكوتلاند يارد) في منطقة ڤكتوريا وقف قائد التحقيق العقيد مكورمك يتحدث الى مجموعة من فريقه ويقول، "مرة اخرى تقوم العصابة من النجاح في خطف سيدة جديدة من امام اعيننا، هذه المرة من مطار هيثرو. المخطوفة الجديدة اسمها (سميحة جاد الله) الجنسية باكستانية، جائت للالتحاق بزوجها البريطاني حسن عبد الودود. يبدو ان زوجها تأخر عن استقبالها في المطار لذلك خرجت الى خارج مبنى المطار لتبحث عنه لكن عنصرين من افراد العصابة قاما بخطفها من هناك. لقد تحققنا من كامرات المراقبة فوجدنا الضحية تختطف من قبل رجلين لديهم ملامح غير معروفة. حاولنا ان نجري كشفاً باشكالهم على الحاسوب فعلمنا وقتها اسمائهم بعد تطابق وجوههم في سجلاتنا بقاعدة البيانات. اما رقم المركبة التي جاؤوا بها واختطفوا الفتاة فيها فهي شاحنة بضائع صفراء صغيرة من نوع فورد. تبين لنا انها مسروقة منذ اكثر من اسبوعين سرقت من مدينة برمنگهام. بعدها تتبعنا كامرات مراقبة الطريق فوجدنا المركبة تسير بالخط السريع رقم M25 بقينا نتتبع التسجيلات حتى اختفى اثرها بالقرب من مدينة (ملتون كين) لذا علينا ان نكثف الدوريات والبحث بتلك المدينة وحواليها. لقد اخترت المحققة رحمة كي تكون المسؤولة بتلك المهمة. هل لديكم اي تعليق؟".
هنا وقفت المحققة رحمة وقالت،
رحمة : انا أفضّل ان لا نتأخر في اجرائاتنا لان الفريق برمته سينتقل الى ملتون كين بعد ظهر اليوم. لذا، من كان لديه اي امور يريد عملها قبل الرحيل فليقم بها الآن.
بنفس اليوم وفي حوالي الساعة الواحدة ظهراً انطلقت من العاصمة لندن سبع عربات ذات دفع رباعي من صنف روڤر حاملة فريقاً كبيراً من شرطة سكوتلانديارد وخبرائها متوجهة الى مدينة ملتون كين. فور وصولهم الى مركز شرطة ملتون كين استقبلهم رئيس المركز هناك واخبرهم ان جميع الموارد والامكانيات ستكون مسخرة لتوفير الدعم اليهم كي يتمكنوا من القاء القبض على العصابة. لذلك قام بتخصيص جناح كامل للفريق الزائر القادم من لندن. دخلوا الجناح الكبير فاختارت المحققة رحمة منضدة كبيرة وُضِعَتْ فوقها شاشة حاسوب لتفتحها وتبدأ العمل عليها بينما جلس باقي اعضاء الفريق واختاروا مكاتبهم وصاروا يهيئون انفسهم للعمل بموقعهم الجديد. دخل عليهم قائد التحقيق العقيد مكورمك وقال، "سيداتي سادتي، نريد ان نقدم نتائج ملموسة خلال فترة وجيزة، وزير الداخلية يضغط على دبري عدة مرات باليوم عبر الهاتف يطلب منا تحقيق تقدم بهذه القضية التي فاحت رائحتها وعلينا ان نمسك بالعصابة التي تختطف النساء وتصدّرهن الى عدة جهات من العالم. لدينا كل الموارد والسلطة والسبل كي تنجح هذه العملية وانا اطالبكم جميعاً ان تقدموا 110% من طاقتكم لنصل الى هدفنا ونوقف الجناة عند حدهم. لا اريد تقاعساً او كسلاً البتّة. سوف يكون لدينا الكثير من الوقت كي نسترخي ونحتفل بعد ان ننجح بمهمتنا. لا اريدكم ان تهملوا اي بلاغ او اي تقرير حتى لو كان من شخص معتوه او من طفل وإن كان رضيعاً. في الختام اتمنى للجميع الظفر على العصابة.
بدأ الفريق يعمل بشكل مكثف كل حسب اختصاصه ومجال خبرته وراحوا يهيئون انفسهم للحرب الضروس المرتقبة.
<<<<<<<<<<
بعد مرور اربعة ايام على اختطاف سميحة دخل بول غرفتها حاملاً صينية فيها اطعمة اسيوية. نظرت اليه وقالت،
سميحة : كيف حالك يا بول؟ لقد اشتقت اليك كثيراً. اشعر بنقص كبير عندما لا اراك.
بول : بالحقيقة انا كذلك اشعر بارتياح كبير عندما اراك واكون معك. كيف تشعرين اليوم؟
سميحة : انا بخير لكنني خائفة جداً. فاليوم هو اليوم الرابع على وصولي هنا وهذا يعني ان موعد انتهاء العادة الشهرية قد قرب وان السفلة سيقومون باغتصابي باي وقت الآن يا بول.
بول : اجل هذا صحيح ولكن ما العمل؟ ماذا أستطيع فعله؟ فانا لا اقوى على مقارعتهم، لانهم مسلحون وخبراء بالاجرام. لو حاولت اي شيء فانهم سيقتلوني ويقتلون امي.
سميحة : اسمع مني يا بول، هل انت مستعد لان تتعاون معي كي ننقذ انفسنا وننقذ والدتك معنا؟
بول : اتمنى ذلك، ولكن كيف، كيف، كيف؟ فالهروب من هنا صعب جداً بل هو مستحيل.
سميحة : لا ليس مستحيلاً، اسمع مني بول. انا لدي خطة قد تنجح باخراجنا من هنا ووصولنا الى بر الامان فهل انت مستعد للتعاون معي؟
بول : حتى وان سرقت اسلحتهم منهم. فهم سيقتلونني لا محال. وانا لا اجيد استعمال السلاح بكل الاحوال.
سميحة : كلا، كلا، انا لا اريد منك ذلك، ارجوك اسمعني للآخر ثم دعنا ننفذ خطتي.
بول : انا اسمعكِ يا سام، تفضلي.
سميحة : متى ستذهب للتسوق؟
بول : اليوم بعد الظهر. لماذا؟
سميحة : إذاً، اريدك ان تختار مادة كيمياوية تشتريها من الاسواق تستعمل كسماد للزهور. اسمها نترات البوتاسيوم. ورمزها هو KNO3.
بول : وكيف اعرف هذه المادة؟ ما شكلها؟
سميحة : اطلبها من باعة السماد الكيمياوي وعندما تُعرَض عليك انظر الى محتوى المادة فاذا وجدت الرمز KNO3 اشتريها.
بول : وكيف ساقنع الحارس الذي معي بشرائها؟
سميحة : لا اعلم استعمل ذكائك. اسمع، قل له انها تساعد في جعل اللحم طرياً ولذيذاً.
بول : طيب وماذا بعد ذلك؟
سميحة : تأتيني بتلك المادة، كذلك اريدك ان تشتري لي عدد 2 من رقائق البطاطا تشيبس من نوع ݒرنكلز اتعرفه؟
بول : اجل بالطبع انه يأتي بعلب اسطوانية. يبدو انك تحبين ذلك التشيبس.
سميحة : عليك ان تفرغ محتواها من رقائق البطاطة وتأتيني بالعلبتين فارغتين. كذلك اريد منك ان تشتري السلك المستعمل لحك وتنظيف اواني الطبخ اتعرفه؟
بول : اجل، اجل اعرفه. هناك اسود وهناك الفضي.
سميحة : اريد الاسود منه. على ان يكون زغبي كالقطن.
بول : هذا موجود عندي فعلاً بالمطبخ، لا داعي لشرائه.
سميحة : كذلك اجلب لي بطاريتين مربعتين ذات 9 ڤولت. واريد سلكاً طويلاً ذو قطبين لا يقل عن 20 متراً. كلا، كلا اريده 30 متراً.
بول : حسناً. ساحضر كل هذه الاشياء.
سميحة : هناك شيء اخير. اذكر انك قلت بانك تستعمل الفحم في الطهي اليس كذلك؟
بول : اجل هذا صحيح.
سميحة : هل تحصل على غبار اسود عندما تفرغ الفحم؟
بول : اجل يتبقى الكثير من الغبار باسفل الحاوية واضطر لتنظيف موقع الطبخ كلما استعملت الفحم.
سميحة : إذاً اريدك ان تجمع غبار الفحم في علبة وتأتيني به مع باقي الاشياء التي طلبتها.
بول : لماذا؟ ما هي خطتك؟
سميحة : ساصنع متفجرات نستطيع وضعها على الباب خلفنا عندما نهرب من هنا.
بول : لكن الباب هو المخرج الوحيد لهذا المجمع الخرساني وهذا يعني ان باتمان وروبن سيقبعان بالداخل الى الابد وقد يموتان هنا.
سميحة : وهل تفضل ان تموت انت وامك واتحول انا الى مدمنة مخدرات وعاهر يا بول؟
بول : حسناً ارجو ان تعي ما تفعلين.
سميحة : اطمئن فانا كيميائية واعرف مهنتي جيداً.
بول : انتِ دائماً تدهشيني بقدراتك. وفوق كل هذا وذاك فانت اجمل فتاة عرفتها بحياتي.
دنا منها وقبلها من شفتيها فاستجابت لقبلته وبقيا يتعانقان طويلاً ثم تذكرت شيئاً فتوقفت وقالت،
سميحة : سيكون لدينا الكثير من الوقت لمثل هذه الامور، الآن يجب علينا الفرار من ايدي المجرمين.
بول : اجل، اجل، لديك الحق. ساحضر لك كل ما طلبتِ اليوم.
سميحة : ساكون بانتظارك يا بول.
خرج بول من غرفتها واغلق الباب ورائه لتبقى سميحة تتأمل وتدعو من الله ان يتوفق في جلب المواد التي طلبتها. وبينما هي جالسة في حجرتها انفتح الباب من جديد ودخل عليها روبن. نظر اليها وهو يبتسم بشكل احمق وقال،
روبن : هل انتهيت من العادة الشهرية، اريد ان اضاجعك الآن.
سميحة : لا لم تنتهي بعد.
روبن : دعيني ارى.
سميحة : مستحيل. اذهب بعيداً. لن اسمح لك ان تلمسني.
لكنه لم يخنع لطلبها بل طرحها ارضاً وسحب سروالها الداخلي ليقطعه فوجده ملطخاً بالدماء من الاطراف ملصوقٌ عليه حفاظة مشبعة بالطمث. رماها على الارض ووقف وهو بغاية الانزعاج قال،
روبن : عليك اللعنة يا فاجرة. متى ستنتهي هذه العادة اللعينة.
سميحة : بعد غد اعدك بذلك. ستستمتع بوقتك معي.
روبن : حسناً بعد غد ساضاجعك مهما حصل.
خرج من الباب واحكم غلقها من الخارج. صارت سميحة تبكي وتقول، "اتمنى ان تنجح خطتي كي اتخلص من ذلك الفاجر قبل ان يغتصبني".
بآخر النهار انفتحت باب غرفتها ودخل عليها بول حاملاً صينية مغطات بقطعة قماش بيضاء فاندهشت سميحة وقالت،
سميحة : لماذا لم تحضرالمواد التي طلبتها منك. لماذا احضرت الطعام فقط؟
ابتسم بوجهها وقال،
بول : ازيلي قطعة القماش لو سمحت.
رفعت سميحة القماش فوجدت كل الاشياء التي طلبتها بالاضافة الى شطيرة لحمة مع الخردل. فابتسمت بوجهه وقالت،
سميحة : شكراً لك عزيزي بول. ساباشر عملي فوراً.
بول : ارجو ان تنجحي بخطتك فحياتي وحياة امي بين يديكِ.
سميحة : سابذل قصارى جهدي، اطمئن.
قبلها قبلة مقتضبة من فمها ووقف ليهم بالخروج لكنها وقفت امامه وسحبته كي تقبله قبلة ساخنة ثم دفعته ليخرج من غرفتها ويحكم قفل الباب.
بدأت سميحة بخلط المواد ووضعها جانباً كي تتناسق ثم اخذت كمية قليلة من سلك التنظيف لتجربه، لامست به البطارية فاشتعل فوراً. رجعت لخلطتها وصارت تعبئها بعلب البطاطا ݒرنكلز حتى امتألت برمتها ثم حشرت بداخل البارود حفنة من سلك التنظيف واوصلت اليه الاسلاك الكهربائية. وبهذا اصبحت القنبلة جاهزة للاستعمال. بتلك الليلة جائها بول وطرق على بابها برفق كي لا يسمعه الباقون ففتحت له ليسألها،
بول : هل انت جاهزة؟
سميحة : اجل لقد جربت اسلاك التنظيف وقد توهجت عندما اوصلت الكهرباء اليها، بعدها دفنت المزيد منها لتصل الى البارود الذي بداخل العلبتين. الآن بامكاننا ان نربطها على باب المجمع بعد خروجنا منه فنهدم الباب والممر كي لا يتبعنا باتمان وروبن.
بول : انت اجمل واذكى فتاة عرفتها بحياتي. هيا إذاً، دعنا نحضر والدتي ونخرج من هنا.
ذهب بول الى غرفة والدته ليخرجها فاستقبلتهما بكل صمت لان لديها علم بكل شيء. سار الثلاثة بتأني كبير كي لا يصدروا ضجيجاً اثناء هروبهم. وصلوا الى البوابة الرئيسية ففتحها بول بمفتاحه اذي زوده به المجرمون ليخرجوا جميعاً الى خارج المجمع ثم يغلق بول الباب ويكسر المفتاح بداخل القفل لزيادة الاحتياط بينما راحت سميحة تربط العبوتين على الباب من الخارج ومدت الاسلاك منها حتى وصلت الى نهاية السلك. نظرت اليه واومأت برأسها بمعنى انا جاهزة. فاومأ هو الآخر برأسه بمعنى هيا اهدميها على رؤوسهم. اوصلت البطاريات بالاسلاك ونظرت الى الباب لكن شيئاً لم يحدث. اعادت واوصلت البطاريات من جديد وانتظرت قليلاً. فجأة سمعوا انفجاراً عنيفاً كاد يهدم المبنى الخراساني باكمله. امسك بول بيدها وسحبها وقال،
بول : هيا دعنا نهرب. انظري هناك شاحنتهم الصفراء دعنا نركبها ونهرب بها.
سميحة : هل لديك مفتاحها؟
بول : كلا ولكن انا اعرف كيف اربط اسلاكها لتشتغل. لقد رأيتها بالافلام الامريكية كثيراً.
دخل الثلاثة بداخل الشاحنة فبدأ بول يبحث عن الاسلاك تحت المقود حتى عثر عليها. صار يحاول بالبداية دون ان يفلح لكنه نجح أخيراً بان يجعل المحرك يدور. قاد الشاحنة بالطريق الزراعي يبحث عن المسلك الذي اعتاد ان يسلكه مع افراد العصابة عندما يخرجون للتسوق. ولما وصل اليه استدار يميناُ ودخله فصارت المركبة تسير والجميع متوتر. هنا قالت امه لسميحة،
الام : لم يتسنى لنا ان نتعرف على بعضنا البعض. انا ديانا ام بول.
سميحة : تشرفت بمعرفتك يا ديانا، وانا اسمي سميحة.
ديانا : اجل لقد اخبرني عنك بول فهو معجب بك كثيراً.
سميحة : انه شاب رائع وطيب القلب.
ديانا : اتمنى ان تتهنوا ببعضكما.
هنا تدخل بول وقال لامه،
بول : ماذا تقصدين يا امي؟ سميحة امرأة متزوجة.
ديانا : اجل ولا تعرف عن زوجها اي شيء. نحن ببلد حر وبامكانها ان تختار من تحب. ليس لدى زوجها اي حق ان يفرض نفسه عليها.
سميحة : بصراحة انا معجبة جداً ببول يا سيدتي لكنني مرتبطة بزوجي حسن. وتقاليدنا تفرض عليّ ان اطيع زوجي بالرغم من ميول قلبي نحو بول.
ديانا : انت ادرى بنفسك يابنتي لكنني اعلم ان بول قد وقع بحبك ويتمنى ان تكملي مشوار حياتك معه.
سميحة : بالمناسبة يا بول، لم يتسنى لي ان اسألك، كم عمركَ؟
بول : انا 26 سنة وانتِ؟
سميحة : انا 26 سنة ايضاً. باي شهر ولدت؟
اجابتها امه،
ديانا : ولدته بشهر اكتوبر.
سميحة : انا ولدت بشهر نوفمبر وهذا يعني انني اصغر منك بشهر واحد فقط.
ديانا : ستليقون لبعضكما البعض.
بهذه الاثناء اوقفت دورية شرطة الشاحنة فابتسم بول وقال،
بول : كنا نبحث عن الشرطة وها هي الشرطة تطلب منا التوقف.
اوقف السيارة فقرب الشرطي منه وقال،
الشرطي : لينزل الجميع من المركبة.
بول : يا حضرة الضابط لقد كنا محتجزون في...
قاطعه الشرطي قائلاً بصيغة الامر،
الشرطي : قلت لك انزل من المركبة.
استدار الشرطي الثاني من ناحية سميحة وطلب منها النزول بينما قال الاول،
الشرطي : قلت لك انزل من المركبة فهي مسروقة وسالقي القبض عليكم جميعاً، كل شيء تقولوه سيدون ومن الممكن ان يستعمل ضدكم بالمحكمة.
نظرت سميحة الى الشرطي وقالت،
سميحة : بما انك ستدون كل ما نقوله فانا لدي اعتراف خطير، نحن كنا محتجزون من قبل عصابة تتاجر بالبشر وقد فرينا منهم قبل قليل واحكمنا اغلاق مقرهم. كنا في طريقنا الى مركز الشرطة كي نبلغ عن عملية الاختطاف حتى داهمتمونا.
امسك الشرطي بجهاز اللاسلكي وراح يقدم البلاغ لمركز الشرطة الذي يعمل به. فسمع البلاغ احد افراد الفريق الذي حضر من لندن فاسرع الى المحققة رحمة واخبرها بما سمع. رفعت الهاتف واتصلت بالعقيد مكورمك لتزف له الخبر فطلب منها ان تذهب الى المركز الذي احتجز فيه المختَطَفون وتُفْرِج عنهم ثم تجلبهم الى مركز ملتون كين. بعد ساعتين جلست سميحة وبول مع والدته في مركز ملتون كين الرئيسي واحضروا لهم القهوة والكيك والاغطية وصاروا يعتنون بهم بشكل جيد. حتى وصلت المحققة رحمة فابتسمت بوجوههم ابتسامة عريضة وقالت،
المحققة رحمة : كنت انتظر ان التقي باحد ضحايا عصابة الخطف باي ثمن وها انتم جئتم الي بانفسكم دون عناء.
بول : قبل ان نتحدث يجب عليكم ان تنقذوا رجلين في موقع الاحتجاز. لقد قمنا بغلق الطريق عليهم وإذا لم يخرجوا الآن فوراً فسوف يلاقون حدفهم.
المحققة رحمة : تمهل واخبرني انت بكل شيء ثم سنأخذ اقوال والدتك واقوال سميحة.
هنا بدأت سميحة بالحديث فاخبرتها كيف انها حضرت الى بريطانيا كي تلتقي بزوجها حسن بمطار هيثروا فقاطعتها رحمة وقالت،
المحققة رحمة : اجل لقد رأيناك بتسجيل كامرات المراقبة وكيف امسكوا بك الرجلين وادخلوكِ بشاحنة البضائع الصفراء.
سميحة : اسمهما باتمان وروبن وهما عالقين بداخل المجمع الآن.
بول : انها اسماء مستعارة استعملوها فيما بينهم كي لا ينكشف سرهم.
سميحة : اعتقد ان احدهم غلط امامي ونادى صاحبه بـ "جيمي".
المحققة رحمة : اجل نعلم ذلك، اسمه الحقيقي جميل شفقة الله. محكوم سابق، دخل السجن ثلاث مرات لاكثر من 10 سنوات متهم بتهم كثيرة من بينها العنف والتحرش الجنسي.
ديانا : انا سمعت كذلك من الفتيات اللواتي اغتصبهن ان الثاني يدعى ريك.
المحققة رحمة : انه رحيم محمد خان. حتى في السجن كانوا يسمونه روبن. اكملي تقريرك يا سميحة.
سميحة : اجل انا جئت الى بريطانيا لمقابلة زوجي حسن بعد ان تمت اجرائات الزواج بشكل تقليدي بالباكستان. زوجي يدعى حسن عبد الودود وهو ضابط بالجيش البريطاني ويعمل اغلب الوقت بالثكنة العسكرية.
المحققة رحمة : يبدو انه كذب عليك يا سميحة. بعد ان تحققنا من هويته علمنا ان حسن يعمل كبواب بنادي ليلي يدعى (سانداون) بلندن.
سميحة : ربما كان يعمل بالجيش سابقاً.
المحققة رحمة : كلا، هذا غير صحيح. انه لم ينتمي للقوات المسلحة في حياته. عمل بسوق شعبي يبيع الصحون والمواد المنزلية بسوق شبربوش ثم بعد مرور سنتين عمل كموصل لوجبات الطعام باحدى مطاعم الاطعمة السريعة (دومينوز). ثم انتهى به الامر كحارس بملهى ليلي في منطقة هاكني بلندن.
سميحة : يا الهي لقد كذب علي وقال انه ضابط بالجيش البريطاني.
المحققة رحمة : حسناً دعك من حسن الآن واكملي سرد قصتك.
راحت سميحة تخبرها بكل ما جرى لها من اللحظة التي اختطفوها لحين تمكنوا من الهرب من الاسر ووقعوا بايدي دورية المرور. بعدها بدأت تأخذ اقوال بول ووالدته ديانا. ولما اكملت كل الافادات وقفت وقالت،
المحققة رحمة : والآن اريدكم ان تأخذوني الى موقع الاحتجاز.
انطلق ركب كبير من المركبات باتجاه موقع الاحتجاز وعندما وصلوا اليه وقفت سميحة تشرح للمحققة كيف بنت القنبلتين اللتين فجرتها على الباب كي يعلق المجرمين بداخلها. اتصلت المحققة رحمة باللاسلكي كي تحصل على دعم فني لغرض اخراج المجرمين من موقع الاحتجاز. وبعد قليل وقفت بضع مركبات ومعها ادوات حفر ليبدأوا بالحفر حتى نجحوا بعد ساعتين بالنفوذ فدخلوا الى الممر ليجدوا المجرمين باتمان وروبن ملقيين على الارض. فحصهم الطبيب جونستون وقال انهما على قيد الحياة وهما فاقدا الوعي فقط من اثر الانفجار.
بعد ان تمت جميع الاجرائات عاد الجميع الى المركز الرئيسي بملتون كين واكملوا كل المتطلبات، وبالختام اخبرت المحققة رحمة الجميع ان بامكانهم المغادرة. خرجت سميحة الى خارج مبنى المركز مع بول ووالدته ديانا وساروا حتى ابتعدوا قليلاً ليقف بول ويسأل سميحة،
بول : اين ستذهبين الآن يا سميحة؟
سميحة : اعتقد انني ساتصل بزوجي حسن كي يأتي من لندن ليأخذني من هنا.
بول : وماذا عنا؟ انا وانت. بصراحة انا... اقصد انني...
سميحة : اجل اعرف ذلك يا بول لكنني مقيدة بعاداتنا وتقاليدنا فانا امرأة متزوجة ويجب عليّ الالتحاق بزوجي.
بول : على العموم دعيني اعطيك رقم هاتفي ربما ستحتاجين اليه وتتصلين بي ولو حتى كي ندردش قليلاً. اريد ان اعرف ان كل شيء جرى على ما يرام فاطمئن عليك.
كتب رقمه على قصاصة ورق صغيرة واعطاها لسميحة. هنا طلبت منه ان يعيرها هاتفه كي تتصل بزوجها حسن. ضغطت على المفاتيح ووضعته على اذنها فسمعته يرن. رفع حسن السماعة وقال،
حسن : الو من الطالب؟
سميحة : انا سميحة يا حسن، انا زوجتك.
حسن : اين كنت طوال هذه المدة؟ لقد جن جنوني. بحثنا عنك كثيراً واخبرنا الشرطة كي يبحثوا عنك.
سميحة : ساقص عليك كلما جرى لي ولكن هل لك ان تأتي لتأخذني؟
حسن : اعطني العنوان.
اعطته العنوان واغلقت الهاتف ثم شكرت بول فامسك بيد والدته وابتعدا باتجاه محطة القطار ليعودا الى منزلهما. بقيت سميحة تنتظر لاكثر من ساعتين حتى وقفت امامها سيارة قديمة من نوع ڤوكسهول يقودها حسن. ركبت بجانبه ليعود بها الى لندن وفي الطريق سألته،
سميحة : انت تأخرت ساعتين لانك كنت بالثكنة، اليس كذلك؟
حسن : اج... اج... اجل كنت بالثكنة. وقمنا بالتدريب على الذخيرة الحية.
سميحة : ما اسم ثكنتكم؟
حسن : ليس لها اسم انها ثكنة عسكرية وحسب.
سميحة : ربما اسمها ثكنة سانداون؟ او ربما عليّ ان اقول نادي سانداون الليلي.
سكت قليلاً ثم قال،
حسن : انا آسف، انها ليست فكرتي. انا لم اشأ ان اكذب عليكم لكن والدتي وخالتي شفيقة هما اللواتي كذبن عندما حضرنا للباكستان كي تُعَلّيان من شأني امام عائلتك.
سميحة : ولذلك احرجك خالي باسئلته عندما كان يريد ان يعرف منك باي سلك كنت تعمل.
حسن : هذا صحيح، كنت وقتها ساخبر الجميع بالحقيقة لكن والدتي امسكت بيدي وهمست باذني لتقول بان عملي لا يهم.
سميحة : وكيف تجرأت ان تسألني إن كنت اجيد القراءة والكتابة عندما كنت انت مازلت لم تتخرج من الثانوية حتى؟
حسن : كنا نعتقد ان اغلب الباكستانيين اميّين وبالاخص نسائهم.
سميحة : كلا، انتم فقط المتعلمون هنا ببريطانيا، هذا واضح مما رأيت.
لم يستطيع ان يجيب على ما قالته سميحة. بقي يقود السيارة حتى وصلا الى بيته فشاهدت امه تنتظرهما خارج البيت. كان الاستياء بادياً عليها وكأن سميحة كانت قد ذهبت برحلة استجمام وعادت للتو. دخلوا البيت وجلست سميحة على الاريكة فسألتها،
نديمة : احكي لنا كل ما حصل معك منذ اللحظة الاولى التي وصلتِ بها الى مطار هيثرو وحتى مجيئكما الى هنا.
راحت سميحة تقص عليهما قصة اختطافها من البداية وحتى النهاية لكنها طبعاً اخفت المشاعر التي تبادلتها مع بول. وبعد ان انتهت من سرد القصة نظرت اليهما كي تتبين عن ردة فعلهما فلاحظت الوجوم يتلبس حسن وامه قالت،
سميحة : ماذا هناك؟ اليس لديكما تعليق؟
حسن : اسمعي يا سميحة، انا بصراحة لا اعلم ماذا حصل هناك بداخل موقع الاحتجاز وفيما إذا وقع الاغتصاب او لم يقع لكنني عندما اردت ان اتزوج من امرأة اسيوية من الباكستان اردتها ان تكون عذراء وغير ممسوسة. اما انت فقد مسك الرجال حتى وان لم يمارسوا الجنس معك. لذا ارى ان زواجنا باطل وسوف ارمي عليك يمين الطلاق الآن. انت طالق، طالق، طالق.
استدارت سميحة الى والدته نديمة وسألت،
سميحة : هل انت موافقة على ما فعله ابنك يا خالة نديمة؟
نديمة : ان ابني له كل الحق، لانه اراد ان يتزوج من فتاة غير مستعملة وانت الآن اصبحت مستعملة حتى وان كان ذلك عن دون قصد منك، لذا فانا اءيده تماماً.
سميحة : يا للهول، لا اصدق ما اسمع من اثنان متخلفان يقيّمان جريمة نكراء من خلال افكارهم المتخلفة وعاداتهم البالية الوضيعة. انا تعرضت لاعتداء غاشم بعد ان قاموا بتخديري وتكبيلي ثم احتجزت في مكان لا يصلح للجرذان ان تعيش فيه، اطعمت طعاماً اقل ما يقال عنه انه قمامة. وبحكم تعليمي وذكائي صنعت اداة لنجاتي وفررت من ايدي المجرمين القتلة. والآن ارى امامي مهرّجان تافهان يحكمان على شرفي وكرامتي بشكل مخزي. مع ان الخزي والعار يتلبسكما من الاعلى الى الاسفل فقد دخلتما عليّ وعلى عائلتي باكذوبة دنيئة وقلتم ان حسن ضابطاً بالجيش بينما كان مجرد قواد يقف امام ملهى ليلي وتعتقدون اننا سنرضى بكل شيء على الفور لانه سيحضرني الى بريطانيا. سيجلبني الى جنة الخلد. انا جداً سعيدة لانكَ طلقتني يا حسن. فانا من الوهلة الاولى بغضتك ومقت طريقتك بالسؤال عن حجم نهدي، لماذا؟ لانك سافل وضيع واقرب ما يمكن للرجل الامي المتخلف. بالحقيقة انت وامك لا تختلفان كثيراً عن المجرمين الخاطفين الذين كنت بالامس في قبضتهم. انت يا حسن لا تستحق ان تكون زوجاً لانسانة متعلمة مثقفة مثلي. انا اشكرك لانك عتقتني وجعلتني حرة. فالحرية لها اشكال والوان عدة وهذه اجمل وارفع انواعها التي منحتني اياها اليوم. انا اشكرك يا حسن وانا اشكركِ يا نديمة على اكاذيبك واكاذيب اختك شفيقة. لقد حررتموني وجعلتموني اختار بنفسي بدلاً من ان اكون عبدةً لشخص دنيء. انا ذاهبة وسوف لن اودعكم. هيا ابعدا عن طريقي.
خرجت سميحة من بيت حسن وهي ترتعش من شدة ما اصابها من الغضب على هذه العائلة المتخلفة. بقيت تسير بشوارع منطقة (ساوثهول) لاكثر من نصف ساعة حتى رأت مطعماً يقدم الاكلات الهندية فدخلت وطلبت وجبة دسمة من الاطعمة التي تحبها كثيراً. بعد ان اكملت تناول طعامها، جائها النادل بالفاتورة. وضعت يدها بجيبها واخرجت النقود الا ان ورقة صغيرة سقطت من جيبها على الارض. لم تنتبه لسقوط تلك الورقة. وضعت النقود على الصحن فوق الفاتورة فاخذها النادل. همت بالخروج فناداها النادل ثانية وقال،
النادل : سيدتي، لقد سقطت منك هذه الورقة على الارض.
التفتت اليه لتجده ممسكاً بالورقة التي دون عليها بول رقم هاتفه. ابتسمت واخذتها منه وشكرته ثم قالت،
سميحة : اين استطيع ان اشتري هاتفاً نقالاً مدفوع الثمن؟
هز رأسه بطريقة اسيوية معهودة ثم قال،
النادل : هناك محل بآخر الشارع يدعى (اتصالات مومباي)، ستجدين عنده كل ما يلزمك يا سيدتي.
سميحة : شكراً لك يا اخي.
النادل : انتظري سيدتي، ساحضر لك باقي نقودك.
سميحة : ليبقى الباقي عندك.
خرجت من المطعم وسارت بالاتجاه الذي نعتها النادل حتى وجدت متجر الهواتف فدخلت واشترت منه هاتفاً صغيراً رخيص الثمن. امسكت بالورقة وتفحصت الرقم لتجد الرقم مكتوباً كالتالي ♥02555454321 ♥
"يا الهي لقد رسم قلوباً على رقم هاتفه".
ادخلت الارقام فاجابها بول بصوت غاضب وقال،
بول : مـــــــاذا تريدون عليكم اللعنة؟
سميحة : انا سميحة يا بول.
بول : سميحة؟ اهذا انت يا عمري؟ أنا آسف جداً، كنت اظن انها احدى مكالمات الدعاية كما يحصل دائماً لان رقمك كان غريباً عليّ ولانه غير مدون بهاتفي. ارجوكِ سامحيني يا سميحة.
سميحة : لا عليك يا حبيبي.
بول : لحظة، لحظة، لحظة، ماذا قلت؟ هل سمعتك جيداً؟ هل قلتِ حبيبي؟
سميحة : اجل يا حبيبي استطيع الآن ان اصرح بما يجول بخاطري وما يهواه قلبي. اقولها بملئ فمي يا حبيبي فانا احببتك كثيراً.
بول : ولماذا الآن؟ الم تقولي انك متزوجة من ذلك اللعين الذي يدعى حسين او حسن او ماشابه؟
سميحة : اجل، لقد طلقني من اللقاء الاول لانني لم اعد اصلح له فانا كما قال، "قد تلوث شرفي واصبحت مستعملة". هل تصدق ذلك؟
بول : يا للسافل المنحط. انه هو عديم الشرف ذلك الخنزير اللعين. وماذا ستفعلين الآن؟
سميحة : لا اعلم يا بول. فانا لا استطيع العودة الى الباكستان لان عائلتي سوف تذبحني فور عودتي اليهم فهم ولشديد الاسف يحملون نفس افكار حسن المتخلفة ويتصورون انني لوثت شرفهم.
بول : إذاً دعيني اراك الآن وسوف نتحدث بالموضوع بشكل مطول. اين انت الآن؟
سميحة : لا اعلم، لحظة واحدة دعني احاول ان استطلع الامر.
سارت قليلاً فوجدت لوحة مثبة على جدار عليها اسم الشارع قالت،
سميحة : هناك لوحة مكتوب عليها (ذه برودواي).
بول : هل انتِ بساوث هول؟
سميحة : اجل، اجل انها منطقة ساوث هول.
بول : اعرف المكان جيداً. اذهبي الى مطعم ماكدونالد بنفس الشارع وانتظريني هناك، ساتي لاخذك بعد نصف ساعة
سميحة : حسناً سانتظرك حتى وان تأخرت العمر كله.
بول : اقبلك يا حياتي.
اغلقت الخط مع بول وسألت بعض المارة عن ماكدونالدز فادلوها لتسير قليلاً وتجده. دخلت الى الداخل، اشترت فنجان قهوة وجلست على احدى الطاولات تنتظر قدوم بول. وما هي الا نصف ساعة او اكثر بقليل ودخل بول المطعم يرتدي معطفاً جلدياً بنياً انيقاً ونظارات شمسية غامقة. كان منظره كممثلي السينما. بحث بداخل المحل حتى عثر على سميحة فتوجه اليها ومد يده كي يصافحها الا انها وقفت وتقربت منه لتمسك بوجهه ثم قبلته قبلة ساخنة من شفتيه واجلسته بجانبها. فسألها،
بول : ماذا جرى يا سميحة؟
سميحة : لقد اصبت بخيبة امل من ذلك المتخلف حسن. لقد طلقني يا بول طلقني. والآن لا اعلم كيف اتصرف.
بول : اسمعي مني يا سام، انت جئت الى لندن بظروف غير اعتيادية وتعرضت لجريمة غير متوقعة. ولكن ربما كان القدر يريد ان يلعب دوره هنا. انا جداً سعيد لانك تخلصت من ذلك الكابوس الذي جثم على صدرك. وانت الآن هنا وقد انقذتِ حياتي وحياة امي. انت ستبقين معي.
سميحة : انا لا اريدك ان تشعر بانك مدان إليّ بسبب خروجنا من الاسر.
بول : انا احبك يا معتوهة. انا لا اريد ان افارقك ولو للحظة واحدة. اريدك ان تبقي معي.
سميحة : باي صفة سابقى معك يا بول؟
بول : بصفتك زوجتي يا سميحة.
سميحة : لكنني لا استطيع ذلك.
بول : لماذا؟
سميحة : لا استطيع وحسب.
بول : هل هو بسبب الدين؟
سميحة : اجل.
بول : اطمئني يا روحي ساغير ديني لاي دين تشائين. فانا مستعد لان اكون مسلماً، يهودياً، بوذياً، زرادشتياً او كلهم مجتمعين معاً.
سميحة : لا، يكفيني ان تكون مسلماً.
بول : سادلي بشهادتي الآن فوراً.
سميحة : كلا، يجب ان آخذك الى المسجد وتدلي بالشهادتين هناك وسوف يعقدون قراننا هناك ايضاً.
بول : ساجعل امي تنطق بالشهادة معي يا روحي لانها معجبة جداً بك وبدينك. المهم اننا سنكون معاً الى الابد.
سميحة : لدي شرط اخير لو سمحت.
بول : اشرطي كما تشائين فسوف البي جميع شروطك.
سميحة : اريدك ان تطهي لي الاكلات التي كنت تحضرها لي في المعتقل.
بول : سيكون ذلك من دواعي سروري.
<<<<<<<<<<
بعد مرور ثلاثة اعوام وقف مصطفى (بول سابقاً) في جامعة الملكة ماري بلندن. فجائته سميحة وهي مضطربة ومتوترة تمسح دموعها والقلق بادٍ عليها قالت،
سميحة : بحثت عن احمد بكل مكان ولم اجده. الم اطلب منك ان تمسك بيديه.
مصطفى : لا تقلقي يا عمري، لقد ذهب مع امي (فاطمة) لتشتري له المثلجات.
من بعيد لمحت ابنها احمد مع جدته قادمين نحوهم.
سميحة : آه حمداً لله، تصورت اننا فقدناه الى الابد.
مصطفى : هيا عودي الى مكانك فسوف يعلن العميد عن النتائج.
فجأة سمعوا عميد الجامعة يعلن عن حصول سميحة على شهادة الدكتوراه بالكيمياء.
1485 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع