وائل القيسي
الماسونية وسلاح الجيل الخامس
في أواخر تموز عام 1939 بعث العالم ألبرت انشتاين رسالة مذيلة بتوقيعه إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت يخبره ان علماء المانيا الهتلرية قد اكتشفو الانشطار النووي وبدأوا باستخدامه لأغراض الطاقة والطب، وفي ذات الوقت يُمَكّنهم هذا الاكتشاف من صنع سلاح جديد وفتاك، غير مسبوق يستطيع تدمير كل شئ بقوة تزيد آلاف المرات عما تدمره الأسلحة التقليدية.
وخلال سنتين تمكن الاميركان من صنع القنبلة النووية وضربت اليابان في هيروشيما وناكازاكي وانهت بهذا السلاح الحرب العالمية الثانية.
ورغم ان ألبرت انشتاين قد أعلن في عام 1947بعد ضرب اليابان، عن ندمه على الرسالة آنفة الذكر، ومؤكدا انه لو يعلم بتأخر وعدم تمكن الألمان من صنع السلاح النووي ماكان ليبعث بهذه الرسالة المشؤومة ويتسبب في ظهور السلاح النووي لكن حصل الذي حصل ولا ينفع الندم.
كانت الحروب والى عهد قريب تجري بين تصادم الجيوش وبقوة السلاح والاقوى هو الذي يربح الحرب، وتطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام الصواريخ والمدافع عن بعد، كذلك الحصار العسكري، وقطع الإمدادات عن العدو واضعافه ثم الاجهاز عليه.
ثم تطور الأمر إلى قيام الحروب بالوكالة من خلال تسخير العملاء، وإنشاء المجاميع الإرهابية، او استغلال وسائل الإعلام والتحكم بما يسمى اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي( social media) ، واستغلال المنظمات الاقتصادية والإنسانية او التحكم في تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد وعُمْلة التداول النقدي ك(الدولار والبتكوين والذهب) وغير ذلك الكثير من الوسائل.
ومن اجل ان نعرف شكل الحروب القادمة والمتوقعة، ينبغي أن نعرف الوسائل الجديدة التي تسعى لاستخدامها من اجل تركيع الدول والشعوب...
داربا (DARPA) هي وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتطورة (Defense Advanced Research)، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية ومقرها في ولاية فيرجينيا، وكان قد انشأها ايزنهاور في عام 1958 ردّا على السوفيت لأطلاقهم القمر الصناعي سبوتنك1 في عام 1957.
كان لهذه الوكالة قصب السبق في استخدام شبكات الحاسوب التي أصبحت اساس الانترنت الحديث وواجهة المستخدم في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا العصبية.
داربا هي وكالة مستقلة في ما يتعلق بالبحوث والتطوير العسكري وترتبط مباشرة بالادارة العليا لوزارة الدفاع الأميركية.
في 20 مايو 2020 أعلنت داربا في بيان لها عن رغبتها في تطوير أجهزة تتيح للجنود التحكم بعقولهم، من خلال آلات متطورة تكنولوجيا، باستخدام بيانات الهندسة الوراثية للدماغ البشري وتكنولوجيا النانو والأشعة تحت الحمراء، وغيرها من البيانات العلمية الرقمية الدقيقة وغيرها، وعلى هذا الأساس قامت 6 جهات بتمويل هذا المشروع الكبير لتطوير واجهات بينية قابلة للأرتداء من اجل التحكم بالدماغ البشري من غير تداخل جراحي، وبدون زرع اي جهاز، وبدون لوحات تحكم أيضا، ويتم ذلك عن طريق التهام او بلع حبة مثل حبة الدواء.
ومن مميزاته انه يستخدم في الأمن القومي والأمن الإلكتروني والسيطرة على التحكم بالصواريخ والدبابات الميكانيكية والطائرات من غير طيار، واستشعار حركة المتسللين على الأرض او الاختراق الإلكتروني.
إن برامج هذا العصر كما تصفها الكاتبة (آلي جاكوبسن) في كتابها الصادر عام 2015 بعنوان (دماغ البنتاغون) عادة ما وصلت إلى مستويات العالم المجنون.
إن مشروع (الأداء الاستمراري المساعد) الذي يهدف إلى صنع جندي 24/7 بوسعه الاستمرار دون نوم لمدة تصل إلى اسبوع كامل.
وكان ديك تشيني يتابع بشغف، ويستمتع بهذه الأبحاث ويتحمس لها، خصوصا وأن جورج بوش الابن كان قد أبدى اهتماما غير مسبوق بوكالة DARPA، حتى وصلت ميزانيتها إلى اكثر من ثلاثة مليارات دولار، وقد حدد سقفا زمنيا هو اربع سنوات لأنجاز هذه المشاريع، مع العرض انها بدأت في عام 2018.
وبعد أن بدأت DARPA مشروع الشريحة التي تزرع في الدماغ والمُعَرَّفة ب شريحة( ID2020)، بحجة معالجة مرضى المحاربين القدامى من الأمراض النفسية والإدمان حسب ما صرحت به وكالة (داربا) ، لكنه بالحقيقة يستخدم في الجوانب العسكرية والتحكم بعقول البشر وبالتالي مصائرهم ومعتقداتهم وافكارهم.
ويتم زرع هذه الشريحة من خلال عملية جراحية صغيرة جدا في الجمجمة لا تترك سوى ندبة صغيرة لا تكاد ان ترى.
وفي يوم 1 مايو 2019 عُقِدَ مؤتمر الاستخبارات العالمي في الصين، الذي تم فيه الكشف عن شريحة (برينتوكر). ولدى هذه الشريحة القدرة على انتقاء الإشارات العصبية للمخ البشري بل وتفتح للمخ بابا، كونه يتحكم في الموبايل واللابتوب وأجهزة الكومبيوتر المتطورة وتجعله أمهر وأسرع واذكى بكثير.
لكن الخطير في الموضوع هو أن هذا الباب يبقى مفتوحا، مما يجعل الأجهزة قادرة على قراءة افكار المخ البشري وتتحكم في الإنسان، وتنتهك خصوصية العقل او الدماغ ، بمعنى انها تستشعر كل الأفكار والأصوات التي تدور في الدماغ قبل خروجها وتحولها إلى بيانات (داتا) على الجهاز.
وأكد المؤتمر ان هذه الشريحة أصغر واكفأ وأسرع جهاز يربط بين الأجهزة والدماغ.
إن السؤال الكبير هو أن هذه البرامج والمشاريع والاجهزة تحتاج إلى ميزانيات وبأرقام فلكية من الأموال، وربما تفوق احيانا ميزانيات بعض الدول...
من الذي يمولها اذن ولماذا وكيف ؟؟؟.
للأجابة على هذه التساؤلات لابد من الخوض قليلا في خفايا ال 25 أسرة التي تكاد ان تتحكم في أموال العالم بأسره، وهذه العائلات هي التي تتحكم بكل شئ، ك الموارد الطبيعية والغذاء والاقتصاد والسياسة والدواء والسلاح والبنوگ وحتى المنظمات الإرهابية بكل مكان...إلخ
ومن أبرز وأشهر هذه الأسر هي أسرة روتشيلد التي يمتد تأريخها إلى عهد نابليون نونابرت، وهم سادة أوراق المال والسندات في العالم، بل وربما تسيطر على نصف ثروات العالم، وتمتلك معظم بنوگ العالم إلى درجة انها تُقْرِض دولا وحكومات كثيرة ، وتذكر بعض المصادر ان هذه الأسرة تملك ما يربو على ال 500 ترليون دولار وربما اكثر .
وكذلك أسرة روكفلر التي تهيمن على قطاع النفط العالمي، وأسرة وولتون، وأسرة مارس المشهورة بنفوذها في مجال الحلويات وغير ذلك، وأسرة اوبن هايمر وهي تحتكر الذهب والألماز في العالم، وأُسر أخرى، كأسرة هيرس، وهوفمان، ودونكان، وداسو، وجونسون، وطومسون، وراوينج، وبريتزكر، وكارجيل، وموليز، والبريشت، وبورنجير، وفيرتهايمر، ودوماس.
بالنظر للامكانيات الهائلة لهذه الأسر ال 25 ، فأن اية دولة تحتاج لتمويلات كبيرة من اجل القيام بمشاريع وبرامج تكنولوجية وعلمية وطبية وعسكرية وغيرها ستلجأ في غالب الأحيان للاقتراض من هذه الأسر، مما يجعلها خاضعة لشروط وتوجهات اباطرة المال لهذه الأسر.
واذا كانت هذه الأسر تملك المال وكل شئ وتتحكم بمصير الدول والشعوب، حتما ستلجأ لوسائل تضمن لها الهيمنة والاحتكار المطلقان فكريا وعقائديا وماديا، والأهم من كل هذا هو السيطرة على القرار في تلك الدول.
من هنا انبثقت ما يسمى بالماسونية العالمية، والماسونية تعرف نفسها بأنها حركة أخوية عالمية، هدفها كما تزعم هو المساعدة المتبادلة، ونشر الخير ومحاربة الشر بالسلاح لو تطلب الأمر، مع العلم انها كانت على عداء مع الكنيسة ببداياتها الأولى في العصور الوسطى، والتي كان من المفترض أن تشترك مع الكنيسة في أهدافها المعلنة، ٠ماعدا عن ان الرهبان والقساوسة غير مكلفين بحمل السلاح.
وفي سنة 1129، بعد فترة من ظهور الماسون بعيدا عن سلطة الكنيسة، تمكن برنارد دي كليرفو وهو كبير مستشاري البابا من الحصول على اعتراف الكنيسة بهم.
وفي سنة 1139 حصل لهم على امتيازات كبيرة تزيد من نفوذهم مثل عدم شمولهم بدفع الضرائب، ودخولهم لأي مملكة او دولة دون قيد او شرط، بمعنى انهم اصبحو غير خاضعين للقوانين بشكل مطلق.
وأن اهميتهم للكنيسة ظهرت أثناء الحروب الصليبية، حيث كان فرسان الهيكل الماسوني ، محاربون منظمون جدا، واقوياء، ولديهم ادواتهم الخاصة للفوز بأي حرب او معركة يخوضونها. وبسبب دعمهم ومساعدتهم للجيوش الصليبية وتحقيقهم لوجهة نظرهم وغاياتهم كما يزعمون بمحاربة الشر، اضطرت الكنيسة على الاعتراف بهم، ما أدى إلى أن تنهال عليهم الهبات والعطايا من الملوك والنبلاء وغيرهم، بل ان هنالك قسم من الملوك كانوا عندما يخرجون للحروب يودِّعون أموالهم عند فرسان الهيكل، بمعنى انها كانت أقرب إلى فكرة البنوگ.
واذا مات او قتل الملك فإنهم يعيدونها، وأحيانا يستولون عليها، وبهذه الطرق ازدادت قوتهم المادية والعسكرية.
ومع الوقت تزايدت اعداد فرسان الهيكل وزادت مهاراتهم، واخذوا يستثمرون الأموال في إدارة المشاريع، كالمزارع وتربية الخيول والتجارة وإقراض الأموال الربوبية المشروطة.
وفي سنة 1200 زاد البابا من قوتهم، من خلال اصداره مرسوما ينص على عدم خضوع الأفراد والاموال والبضائع داخل مقرات فرسان الهيكل ومنازلهم للقوانين المحلية للبلدان التي يتواجدون فيها، ما جعل منهم قوة سياسية حقيقية.
يشير الكثير من الباحثين إلى أن عدد فرسان الهيكل كان يتراوح مابين 20 إلى 50 الف.
ولكنهم اختفوا عندما تم اعلان حلّ المنظمة، واختفت جميع وثائقهم وبياناتهم المالية وكذلك اختفت أصول ثرواتهم بل وتفرقوا تماما.
وبعضهم أنظم لمنظمات أخرى، وبعض آخر اندمج في الحياة المدنية للمجتمعات التي يعيشون فيها، وقسم آخر غيّر الإسم فقط من( فرسان الهيكل إلى فرسان المسيح) ، واستمرو على هذه الحال إلى أن ظهرت ما تسمى ب (الماسونية).
ولو بحثنا في اصل الماسونية سنجد ان الكاتب الماسوني (بات مورغان) في كتابه (أسرار الماسونيين الأحرار) وكذلك الكاتبان الماسونيان (جون هامل) و(روبرت وولبرت) في كتابهما الماسوني (الحركة الماسونية احتفال بالصنعة)، يؤكدان على ان الماسونية هي امتداد لتنظيم عسكري منقرض كان يعرف باسم فرسان الهيكل.
ورغم ان الحركة الماسونية تُعرِّف نفسها على إنها حركة أخوية عالمية، أهدافها هي المساعدة المتبادلة والصداقة والخير للناس، ولكن الناس تنظر لها بنظرة شك وريبة من أهدافها، ويتهمونها بنشر تعاليم شيطانية.
نستطيع تعريف الماسونية اذن، بأنها حركة سرية مبهمة للغالبية العظمى من الناس، لذلك توصف بأنها حركة عندها نفوذ وأهداف غير معلنة، وهي السيطرة على العالم من خلال ربط صلات قوية بين رؤساء الدول وأصحاب النفوذ، وزرع اتباعها في كل المحافل الفكرية والعلمية والثقافية وفي المراكز السياسية والاقتصادية، بل وحتى القضائية والعسكرية الحساسة في دول العالم، اي انهم ينتشرون بكل أماكن مقومات القوة، ومن اهمها في العصر الحديث هي التكنولوجيا.
وهناك شخصيات كبيرة ومؤثرة في العالم على مدار التأريخ كانت تعتنق الأفكار الماسونية.
وهناك 8 شخصيات على الاقل من بين الذين وقعوا على استقلال أميركا عن بريطانيا، وهم ماسونيون، و 13 ماسونيا من ضمن الذين وقعوا على الدستور الأميركي و16 رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ضمن التنظيم الماسوني، منهم اول رئيس لامريكا وهو جورج واشنطن وكذلك فرانكلين روزفلت وترومان وجورج بوش الاب والابن... الخ
حتى ان مؤلف رواية (تشارلك هولمز) الكاتب آرثر دول، وكذلك جون سمث ملحن النشيد الوطني الأمريكي هما من التنظيم الماسوني أيضا .
لكن هذا لا يعني ان الماسونية كانت حكرا على أميركا فقط، بل ان اغلب دول أوربا وخصوصا بريطانيا والمانيا وفرنسا تتواجد فيها الماسونية بقوة، بالإضافة إلى الصين وروسيا وايران وحتى بعض الدول العربية.
الماسونية لها شقان، شق عقائدي ينكر وجود الله، ويقولون بوجود مهندس عبقري وغير ذلك من الفكر الالحادي، وشق دنيوي يتلخص في الاقتصاد وهو الأهم بالنسبة لهم، حيث انهم من خلال امتلاكهم الأموال والهيمنة على اقتصاديات البشر يستطيعون التغيير والتأثير في أفكار وعقائد البشر.
ولا ننسى كيف انهم يمولون مشروع الشرائح الصغيرة وزراعتها في ادمغة الناس لتتحكم في حياتهم وافكارهم ومعتقداتهم.
نستخلص من هذا ان الماسونية كالمثلث بثلاثة أضلاع:
الضلع الأول هو التكنولوجيا الجديدة لبرمجة عقول البشر والتحكم في أفكارهم.
الضلع الثاني هو أن عدد محدود من الأسر تتحكم في أموال العالم وبالتالي تتحكم بالعالم.
الضلع الثالث هو عقيدة فكرية للتحكم والهيمنة وبسط النفوذ.
وعندما التقت وتناغمت هذه الأضلاع الثلاثة انتجت الماسونية، التي لم تتوقف عن سعيها ابدا بل مازالت، وستستمر اجيالها الخبيثة...
و المضحك المبكي ان الكثير من الناس عندما تُطْرَح هذه الخفايا يقولون انكم من اتباع نظرية المؤامرة.
1115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع