بقلم المهندس عادل العطار
الانتحار في العراق
نقلت الوكالة العراقية الرسمية، عن المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا، قوله: "بلغت حالات الانتحار خلال العام الماضي ( 2021) بلغت ( 772 ) شخصا ( 663 حالة انتحار عام 2020 ) ،،اي بزيادة حوالي ( 100) ،،
وأوضح المحنا أن "36.6 بالمئة من المنتحرين ( 280 شاب شابة ) خلال العام الجاري كانت أعمارهم دون ال (20 ) عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور ( 55.9 ) بالمئة، والإناث (44.1 ) بالمئة". اما النسبة الباقية فالأغلبية منهم هم اقل من سن الثلاثين والقليل من كبار السن .
وعزا ( خالد المحنا ) المتحدث، بأسم وزارة الداخلية ان أسباب ارتفاع حالات الانتحار إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد.
وتبلغ نسبة البطالة في العراق، الغني بالنفط، (27 ) بالمئة فيما تبلغ نسبة الفقر (31.7 ) بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط .
▪️▪️▪️▪️
ما جاء في اعلاه هو نص الخطاب الرسمي والإعداد المعرفة لدى السلطات والأسباب الرسمية ،،
اما الإعداد الحقيقية فانها أضعاف هذا العدد بسبب ان الاهل لا يبلغون عن اكثر حالات انتحار ابناءهم خجلا من الآخرون او عن العرف العشائري والتي قد تصل الإعداد الى اكثر من ( 100 ) حالة انتحار شهريا خلال هذا العام الجاري ذلك حسب ماذكرته وزارة الهجرة ومنظمات حقوق الانسان الذين ذكروا ان ثلث العراقيين تعرضوا للتهجير ،، وبالنتيجة ان ثلث عدد المنتحرين هم من المهجرين في الخيم لقهر العيش .
لو أخذنا أسباب حالات انتحار الفتيان والفتيات بعمر الورد وكذلك الشباب ،، لنرى .
▪️ طالب الثانوي لا يتمكن من شراء لفة فلافل وهو يرى اصدقاء له يحمل الايفون اخر موديل
▪️ طالب الجامعة لا يستطيع شراء ملابس مناسبة او رصيد موبايل ،، ويرى من عنده سيارة اخر موديل ،، فكيف سيفكر في مستقبله
▪️ خريج تجامعي بعد سنين عديدة من تخرجه لا يجد فرصة عمل لا عند الحكومة ولا في القطاع الخاص ،، فكيف سيبني مستقبله ويتزوج ويبني بيتا
▪️ الاب كبير السن يرى اولاده جوعا ،، ولايتمكن من إعالتهم ،، فماذا سيقول لهم
▪️ وهناك الاف الحالات من مر العيش والكورونا والغبار كلها تدخل ضمن الضغوط على الشباب ليجدوا كل الطرق مقفلة والمنتحر لا يرى سوى باب واحد للخروج من الضغوط سوى باب الاستراحة الأبدية
▪️حالات الابتزاز الاليكتروني والمخدرات ،، وبعض الاعلام المشجع في طروحاته الملتوية على الانتحار
▪️ التفكك والعنف الأسري
▪️العيش في جحيم الخيم والخوف والبطالة وذل العوز والحاجة
الفتيان والشباب لا يسعهم التفكير بالصبر والإيمان ،، فسعة صدرهم أضيق من ان حتى التفكير بالأمر ،، فلا مناص له سوى الحزن وتحميل الاهل والدولة و القدر الذي بيد خالقه على حد سواء المسؤلية
كل هؤلاء الضحايا تتحمل مسؤليته الدولة التي لا نسمع خبر عن انتحار الورود سوى احصائيات بين فترة واُخرى تذيعه الشرقية او غيرها كسبق صحفي ،، لكن كل ما نسمعه من اخبار هي :…
(المكون السني ) ( والاتحادية ) (والإقليم الكردي )(والأغلبية الشيعية )( والتوافقية) ( والغبار )(والإرهاب)( والتصحر )كوالكورونا)( والحرب الروسية الاوكرانية)( وبوتين وبايدن)( الكتلة الاكبر )(وطريق الحرير)( ورئيس الجمهورية من حصتنه )(وتجار المخدرات )(وتحذيرنا من المجاعة القادمة) ،، وغيرها من الاخبار التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا من نهاية أفق .
فيضيع دم الشباب بعمر الورد هدرا بدل ان يكون نافعا و منتجا .
السؤال ،،
ان كان الانتحار الانسان المدرك حراما ومن كبائر الذنوب فهو قتل نفس التي حرم الله قتلها ،،
فما مصير شرعا من انتحار الفتى او الفتاة بعمر الورد الذي لا يدرك ومخنوق ومعدم ومجبر ومقتول حيا ،،؟
لا افتي مشرعا
لكن اسال الرحمن ان يرحم كل مات منتحرا جراء قهرا وظلما
ولعن من قهره وظلمه
والله أعلم..
………………
المصادر
وكالة الأنباء العراقية / الداخلية تُحصي حالات الانتحار وتشكل لجاناً لدراسة الظاهرة / 25/12/2021
سكاي نيوز العربية / الأرقام لا تكذب.. الانتحار في العراق "أكثر من أي وقت مضى" 4/8/2021
1168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع