زيد الحلي
عراقية تقدم آثارنا على طبق لذيذ
قد يكون العنوان غريبا لدى قراء الگاردينيا الاعزاء ، لكني وجدته مناسبا لما اريد قوله ، فانا اتابع بشغف ، ما تنشره الدكتورة انتصار احمد حسن من منشورات تاريخية عن العراق القديم ، بأسلوب السهل الممتع الذي يسحب القارئ الى قراءة ممتعة رغم ان علم الاثار كما هو معروف ، صعب في إيصاله الى المتلقي لجمود مفرداته ، فرقمه الطينية صماء ، لكنها ناطقة وملآى بعمق التاريخ.
ولاشك ،ان الاهتمام ، منقطع النظير ، من سيدة اكاديمية بهذا الجانب المهم من التاريخ ، ولاسيما تاريخ بلاد الرافدين ، الذي يدعو إلى التأمل والتفكر في المعالم التَّاريخيَّة التي تجسد الماضي العراقي الموغل بالقدم ، بكل تفاصيله الفنية والثقافية والهندسية والاجتماعيَّة وتمد المعالم الحديثة على مر الأيام بضياء من نور حضاري لا ينضب .. يدل على ان الافق المعرفي للدكتور انتصار، شاسع المدى ، عميق الاثر في مسيرتها الاكاديمية ، منذ ان اكملت دراستها الاولية وحصولها على شهادة البكالوريوس( آثار قديم) بدرجة جيد جدا من جامعة بغداد/ كلية الآداب/ قسم الاثار عام 2004 ، وحتى نيلها شهادة الدكتوراه في الاثار ..
كم اشعر بالفخر ، حين ارى مثل هذه القامة ، وهي تنير دروب الاجيال بتاريخ امتهم ، فهي لم تكتف بنيلها اعلى شهادة علمية بتخصصها الدقيق بالأثار ، بل اتجهت بكل عنفوانها الى تبسيط المفاهيم الاثارية الى عامة الناس ، وبمطالعة مستفيضة لكتابها المهم ( تاريخ بلاد الرافدين في سؤال وجواب) يستطيع المرء ان يرى الجهد المبذول في صفحاته التي نشرت فيها صورا ومعلومات عن تاريخ بلدنا .
ومعروف ، انه توجد على وداخل تربة وطننا المتكئ على آلاف السنين ، أعداد كثيرة من الآثار التَّاريخيَّة العريقة التي تُثير الإعجاب والدهشة وتجذب إليها اهتمام المهتمين بالتراث ، وتستولي على شغاف قلوبهم في كل مكان وزمان وتدفعهم إلى التأمل والتفكر في المعالم التَّاريخيَّة التي تجسد الماضي بكل تفاصيله الفنية والثقافية والهندسية والاجتماعيَّة وتمد المعالم الحديثة على مر الأيام بضياء من نور حضاري لا ينضب بل ترتبط معها على الدوام بحبل سري لا ينفصل ..
قد يظن البعض أن التنقيب عن الآثار هو لمجرد الحفر الدائب في سبيل الحصول على آثار ثمينة فقط ، لكن الامر اهم من ذلك ، فعلم الآثار بمدلوله الحديث يبحث عن الغاطس من تاريخ الامم ، وحضارة بلاد الرافدين ، تبقى هي الاهم في تاريخ البشرية ..
لك مودة وتقدير د.انتصار على هذه الجهود .. وباركك الله .
2998 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع