سيف الدين الألوسي
حدثان أثبتا للعالم أجمع أن الشعب العراقي هو كتلة واحدة لم ولن تتجزأ مهما حاول الخبثاء والماكرين من مختلف الدول والجهات والأحزاب والمجرمين أن يقسموها !!
الحدث الأول هو حلول شهر رمضان المبارك حيث تهافت أهل العراق جميعا على تبادل التهاني بحلول هذا الشهر الكريم , شهر التسامح والصبر والمغفرة .
أكثر ما أسعدتني حقا هي رسائل التهنئة الكثيرة جدا والمعبرة من أخوة غاليين في الوطن وهم الأخوات والأخوة المسيحيين وكذلك من بقية العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم ومللهم , ومن داخل الوطن الحبيب وخارجه في كل أرجاء المعمورة !
قسما بالله العظيم لم أرى تكاتفا وأحتراما بين مجتمع , مثل مجتمعنا العراقي الملون الجميل ..
الحدث الثاني هو بطولة كأس العالم للشباب , حيث تابعها أهل العراق في الداخل ومن أقاصي كوردستان الى الفاو ومن بدرة وجصان الى القائم والرطبة , ومن نيوزيلندا الى هاواي والآسكا , الجميع لهم هدف واحد وهو تشجيع أبنائهم الأبطال على رفع أسم بلدهم عاليا , هنالك من تابع المباريات فجرا وهنالك من تابعها في وقت متأخر من الليل , وهنالك من أخذ أجازة من عمله ليتفرغ لمشاهدة ما يربطه ببلاده وهو في ديار الغربة .رأيت الدموع في أعين الجميع وأنا البعيد المستكين, رأيت الجميع داخل الوطن وخارجه لهم قاسم مشترك أعظم هو بلدهم ووطنهم الغالي .
خسرنا المباراة مع الأوروغواي بضربات الجزاء , وقد أضاع سيف ضربة الجزاء ( قلت لأولادي ما دام أسمه سيف فأنها ستضيع !!!) , ومع كل هذا فقد كسبنا لأول مرة منتخبا شابا وقف له الجميع أحتراما لأبطاله ولمدربه الوطني الحكيم شاكر ( كان المرحوم الخالد شيخ المدربين عمو بابا يضيف ال التعريف الى الأسماء مثل الحبيب جعفر والعدنان حمد وغيرهم !رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه في هذا الشهر المبارك).
لقد كسبنا معرفة شعور هذا الشعب الطيب تجاه وطنه , لقد كسبنا معرفة حقيقة العراقيين و ليعرفها كل العالم وكل أعمى بصيرة وضمير !!
أبارك أرض وطني وشعبها الكريم أين ما كانوا بأبنائها,فاصالة القوم تأتي في أيام المصاعب وقد أثبت أهلك أصالتهم يا أرض العراق الطاهرة .
رمضان مبارك وكريم ومتسامح وموحد لكل العراقيين مسلمين, ومسيحيين, ويهود, وصابئة, وأيزيدية , ولكل قومياته وأطيافه دون أستثناء ،رحم الله شهداء العراق كافة على مر العقود.
675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع