(نجاد) يبصق بوجوه حثالاته في بغداد؛نهايتكم وشيكة

                                                  

                         أحمد العبدالله

(نجاد) يبصق بوجوه حثالاته في بغداد؛نهايتكم وشيكة

استوقفني التصريح أو التغريدة التي أدلى بها الرئيس الإيراني الأسبق؛ محمود أحمدي نجاد, عن قصف الحرس الثوري الإيراني لأربيل بصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى, بزعم استهداف مقر للموساد الإسرائيلي, إذ قال متهكما؛(أستبعد صحة المعلومة التي تتحدث عن وصولنا لمقر إسرائيلي في العراق, لأننا لم نتمكن حتى الآن من الوصول للمقر الإسرائيلي في طهران, الذي انطلق منه الموساد وقتل العالم النووي فخري زادة)!!. ويضيف نجاد : الموساد الإسرائيلي (يسرح ويمرح) في إيران, والدليل قيامه بإغتيال أكبر عالم نووي إيراني (فخري زاده), في طهران قرب منزله في منطقة (أبسرد)الرئاسية التي يسكنها كبار المسؤولين الإيرانيين ومنهم رئيس جهاز المخابرات.

ويقول أحمدي نجاد, مستغربا: (من غير المعقول نصل لمقر اسرائيلي في العراق, ونحن نفشل بالوصول الى مقرات الموساد الإسرائيلي في إيران, وخاصة مقر الموساد في طهران الذي انطلقت منه خلية الموساد ودخلت مقر حكومي إيراني شديد الحراسة وسرقت الأرشيف الخاص بالملف النووي الإيراني)!!.
والأهم من كل ذلك, هو الاعتراف الخطير لـ(نجاد) ونصّه؛( إذا أراد البعض تحقيق نصر وهمي داخلي في إيران عبر خداع المجتمع, توجد ألف طريقة ناجحة وليس مثل تلك الطريقة الساذجة بقصف دولة جارة تعاني من أمراض مزمنة بسبب عملائنا الذين دمروا بلد عظيم مثل العراق, وبهذا خسرنا شيعة العراق وأصبحوا يكرهوننا بإستثناء العملاء ونهايتهم وشيكة)!!.
وفي هذا التصريح يعترف رئيس إيران الأسبق بين 2005-2013, وهي الفترة التي تزامنت تقريبا مع فترة حكومة نوري المالكي, حيث كان هذا الأخير خلال زياراته المتكررة لطهران يقف حافيا وبمنتهى الخضوع والذلِّة والانكسار في(حضرة نجاد), وينزع ربطة عنقه, بعد أن نزع كرامته مسبقا, فـ(مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ). وشهدت تلك الفترة أبشع صفحات التدخلات الإيرانية المدمرة في الشأن العراقي الداخلي تحت سمع وبصر الغزاة الأمريكان, يقرُّ(نجاد) بالأمور التالية؛
1. إن العراق بلد عظيم.
2. إن ما يعانيه العراق من مشاكل وفوضى ودمار سببه إيران وعملائها.
3. إقراره بخسارة شيعة العراق, والذين باتوا يكرهون الإيرانيين.
4. اقتراب نهاية عملاء إيران في العراق.
ومكمن الأهمية والخطورة في هذه التصريحات إنها صادرة من شخصية مرموقة في إيران, فهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام حاليا, ويوصف بأنه من؛(تلاميذ خميني), وشارك في حرب الثمان سنوات ضد العراق, وهو يُعد من التيار المتشدد في إيران ومن المقربين للمرشد(خامنئي), والذي يعتبره(والده الروحي). ونتذكر تلك الصورة الشهيرة وهو يقبّل يد خامنئي عند تسلمه للعهدة الرئاسية قبل أن ينقلب عليه ويبدأ بالتشنيع على المرشد خلال ولايته الثانية. ومع ذلك لم يجرؤ خامنئي على مسّه بسوء على شاكلة (بني صدر), والذي فرَّ بجلده من بطش الملالي عام 1981, وليموت في منفاه الفرنسي سنة 2021.
ستنتاب الحثالات حالة من الفزع والرعب من مستقبل عبوس قمطريرا ينتظرهم على يد العراقيين, ومن الشيعة تحديدا, والذين تاجروا بهم ولعبوا على مشاعرهم الساذجة مستغلين شعار(المظلومية), ومارسوا معهم لعبتي التخويف والتجهيل, ليتفرّغوا للنهب والاستعلاء. وامتصوا أموالهم بـ(الخمس) وانتهكوا أعراضهم بـ(المتعة)!!. فمشغّلوهم الفرس المجوس ينظرون إليهم بهذه الدرجة من الازدراء والدونية والاحتقار, و(يبشّرونهم) بأن نهايتهم التعيسة, قد أزفت واقتربت.
والنظام الإيراني له سوابق في التخلي عن هذه الحثالات بعد استنفاذ أدوارهم أو من خلال صفقة, حيث يجيدون هذا الإسلوب(البازاري). فبعد انتهاء حربهم العدوانية على العراق بالإنتصار العظيم وتجرّع دجالهم كأس السم العراقي, قاموا بطرد عملائهم من حزب الدعوة وغيره من إيران بعد أن باتوا عبئا وحملا زائدا عليه وورقة محترقة, وذهبوا يتسكعون إلى سوريا وبعض الدول الأوربية التي قبلتهم كمشردين, قبل أن تدب فيهم الروح بعد احتلال الكويت. وحتى بعد ذلك, عرض النظام الإيراني على العراق صفقة يتم بموجبها(تبادل المعارضين)!!.ولكن الرئيس صدام حسين رفض العرض المذكور بشدة, وياليته قَبِل!!. وهذا الكلام ذكره علنا مدير جهاز المخابرات؛ سبعاوي إبراهيم الحسن أمام محكمة الاحتلال, وكان العرض الرسمي برسالة تحريرية من رئيس (اطلاعات) الإيراني, نقلها له سفيرهم في بغداد أواخر سنة 1990.
وفي الختام, أستعيد هذه الواقعة الهامّة وذات الدلالات.. ففي عام 1982, صنع النظام الإيراني ما يسمى بـ(المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق), من المرتدين والتبعية الإيرانية, ويرأسه شخص فارسي هو(محمود شهرودي), وذهبوا للدجال الهالك خميني لنيل(بركاته)!!, فلما تفرّس الدجال في وجوههم القبيحة, خاطبهم قائلا؛ هل أنتم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أم (في إيران)؟!!. والمفارقة إن هؤلاء (العلوج) تربعوا بعد عشرين سنة على سدة الحكم في بغداد وبرعاية(الشيطان الأكبر)!!.
يا أيتها الدنيا التافهة؛ ما أوسخك!!.. والأوسخ منك؛ بعض من يمشي على ظهرك.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع