المهندس عادل العطار
جهاز الثيرمين الموسيقي ،، او الصندوق الخشبي الاسود
في عام 1928 كان الزعيم الروسي لينين في مكتبه عندما طلب شابا مقابلته ،،فوقف هذا الشاب أمامه حاملا صندوق خشبي اسود في احد جوانبه حلقة معدنية ،،علم لينين منه ان الصندوق هو آلة موسيقية ،،
انبهر لينين من اداء الشاب الذي عزف بهذا الصندوق بصوت ملائكي وانبهر اكثر بهذه الآلة ،،فحاول لينين ان يعزف بها ،، وعزم على تعلم العزف ،، حتى تمكن بعد جهد من عزف مقطوعة غالينكا الروسية الشهيرة ،،
هذا الشاب هو العالم الفيزياء الروسي ليف ثيرمين ( الصورة له مع الصندوق ) كان يعمل في مجال الراديو ومجال الترددات الموجات القصيرة التي كانت تصدر أصواتا تبعا لقيمة تردد الموجة ،،
في عام 1919 .. وبعمر ( 23 ) عام تنبه الشاب انه عند البحث عن إذاعة ما في الراديو فان أصوات مختلفة تصدر من المذياع وتختلف تبعا لقيمة الترددات ،، ادرك ليف ان هذه الخاصية يمكن الاستفادة منها فصنع حلقة معدنية بجانب الصندوق خشبي لتكون الهوائي للجهاز وصنع مفتاح هوئي لاقط الاشارة ( أريل)بالجانب الاخر من الصندوق ،، وبذلك استطاع السيطرة على تحديد التردد الموجي بواسطة حركة اليد اليمنى فوق الحلقة دون ملامستها ثم تحديد شدة الصوت بواسطة اليد اليسرى فوق مفتاح الصندوق ايضا دون ملامسته ،،
وبذلك استطاع توليد ترددات مختلفة وحسب حركة اليدين بتناغم لإنشاء أصوات موسيقية تبعا لذلك التناغم يخرج من السماعة الموجودة داخل الصندوق ،، فأصبح يصدر موسيقى بيديه الاثنين يتلاعب بها في الهواء دون ملامسة اي جزء من الصندوق ،
اطلق على الجهاز اسمه فأصبح اسمه الة الثيرمين ،،
قام ثيرميم بصنع ( 600 ) صندوق ووزعها على مختلف دول العالم وقام بجولة في المدن الروسية ودول عديدة لتعريفهم بهذه الآلة ،، وأحيا عرضًا موسيقيًا في قاعة كارنيجي بمدينة نيويورك، حيث عرضت عليه مؤسسة الإذاعة الأمريكية توقيع عقد لتصنيع الآلة.
واعتمدت العازفة الامريكية "كلارا روكمور"، على الثيرمين كآلة أساسية في عروضها الموسيقية، لتُصبح رائدة في العزف على تلك الآلة الموسيقية الغريبة، لتُمهّد بذلك الطريق نحو ظهور الموسيقى الاليكترونية الحديثة.،،
اقتصر استخدام "الثيرمين" قديمًا كشكل من أشكال المؤثرات الصوتية، وتحديدًا في أفلام الرُعب والخيال العلمي، كما استخدُمت في بعض الأفلام الكارتون والأفلام الكوميدية في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل فيلم: ‘The Big Bang Theory’. وحتى عزفت في بعض الأفلام المصرية كموسيقى رعب ،،
كما تم توظيفها في بعض الأغاني، كما في ‘Good Viberations’ لفريق The Beach Boys عام 1996.،
1176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع