علاء کامل شبيب
إعادة قراءة متأنية لثورة 14 تموز و الامور و الجوانب المختلفة المتعلقة و المرتبطة بها ومن ضمنها شخصية الزعيم عبدالکريم قاسم، تدفعنا للإقرار بعدة مسائل هامة لعل أهمها ان الثورة قد حدثت و الشعب العراقي کان في بداية فوران فکري ـ سياسي ـ إجتماعي من دون أن تتبلور لديه الصورة النهائية عن إتجاه فکري ـ سياسي ـ إجتماعي عام متفق عليه.
إسقاط"وليس سقوط"النظام الملکي في العراق، لم يکن يرتبط بفشل ذلك النظام او عدم إيفائه بالمطلوب منه، وانما إرتبط برأينا برؤى و وجهات نظر خاصة لدى عسکريين عراقيين و من ضمنهم عبدالکريم قاسم نفسه، هؤلاء الذين شددوا على جانب من الصورة و تناسوا او بالاحرى لم يفمهوا او يستوعبوا الجوانب الاخرى من الصورة.
في ظل النظام الملکي، کان هنالك دستور و قوانين ثابتة و واضحة للعيان، لکن مجئ النظام الجمهوري وفق مزاجات و أهواء و رؤى إنفعالية للعسکريين العراقيين، جلب معه أيضا نظاما به مزايا خاصة لايمکن الاقرار بإيجابيتها، إذ و بدلا من أن يرکز العسکريون على الدستور و القانون فإنهم جعلوه أمرا ثانويا غير ذات أهمية ورکزوا على شعارات و مسائل حماسية و وقتية، وهم بذلك فتحوا الباب على مصراعيه للمغامرين العسکريين کما حدث في بعد من إنقلابات او محاولات إنقلابية فاشلة جرت العراق الى معترکات و مفترقات کان في غنى عنها تماما.
عبدالکريم قاسم الذي کان عسکريا متميزا بشهادة أقرانه و معاصريه و کان متميزا أيضا بوطنيته عن الجميع و بعلاقته و حبه للعراق و لشعب العراق، لکن المشکلة أن الرجل لم يمتلك ثمة رؤية سياسية او لنقل مشروع سياسي لدفع العراق خطوة أکبر للأمام قياسا الى النظام الملکي، وهو مافتح على العراق بابا من أبواب جهنم قاده الى ماصار و جرى و يجري، لکن والحق يقال أن الرجل کان وطنيا نظيفا طاهرا بکل ماللکلمة من معنى و کان يهدف الى تقديم کل مافيه الخير للعراق و شعبه لکن التأريخ عودنا على أن النية وحدها لاتکفي مثلما أن الشجرة التي لاتکون لها جذور قوية فإن الاعصار إن ضربها سيقتلعها بسهولة، وهذا ماحدث للزعيم الذي کان رجلا وطنيا لمرحلة خاصة من تأريخ العراق ولو عاد اليوم لما کان بإمکانه أن يقدم شيئا للعراق من الناحية السياسية، رحم الله الزعيم و حفظ الله العراق و شعب العراق.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع