مصطفى محمد غريب
التفجيرات وتهديد صواريخ الميليشيات والطائرات المسيرة
" شر البلية ما يضحك " نشر موقع الطريق للحزب الشيوعي العراقي خبراً من هَول بلوته اضحك سره كل الذين تحت طائلة الأوضاع السيئة المترديةْ في البلاد، أشار الخبر أن " الطائرات المسيرة بين أيدي لصوص المواشي في مأزق أمني جديد، تواجهه القوات العراقية، لصوص يستخدمون الطائرات المسيرة الصغيرة (درونز) في استطلاع حظائر المواشي قبل سرقتها، وسط دعوات لتدخل سريع من السلطات" يعني كل شيء تحت طائلة الحرامية، واشتد الضحك ليس للخبر المذكور فحسب ليصبح قهقهةً مؤلمة عند نشر خبر وصول قائد الحرس الثوري الإيراني قاآني في تدخل سافر وظاهر وكيف تلعب يد ايران "* السي ورق" في شؤون البلاد الداخلية على مسمع وأنظار الملايين والحكومة والأحزاب الحاكمة الشيعية وحلفائهم، وَنُشر بدون خجل: جاء للضغط على مقتدى الصدر كي يدفعه للاتفاق مع بقية الأحزاب والقوى الشيعية لتشكيل الحكومة المقبلة، بالتأكيد يندرج هذا اردنا او رفضنا تحت "شر البلية ما يضحك" هذه القوى بكل صلافة تتحدث في كل شاردة وواردة عن ( الوطنية !!) وإخراج الامريكان وعن احتلال تركيا للأراضي العراقي بحجة حزب PKK ، بينما مسموح للجنرال قاآني الإيراني وقبله لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وللعديد من قادة من الحرس الثوري وغير الثوري وهم بالعشرات، يدخلون ويخرجون بمباركة الوطنيين الاقحاح!! الا تُضحكْ هذه السخرية وهذا الوضع؟ والعراق أصبح كما يقال في المثل " **خانجخان بصاية اصحاب الميليشيات والسلاح والصواريخ والطائرات الإيرانية المسيرة!" كيف وصلت الأمور بعد حكم أحزاب الإسلام وبخاصة الشيعة وحلفائهم منذ 2003 ؟ هؤلاء الذي لا يهمهم الا مصالحهم الذاتية والخاصة وتبعيتهم، كيف وصلت الأمور الكارثة حيث المواطن كشف مستورهم فقام بالمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات وانتفاضة تشرين؟، على فكرة هم لا يبالون ولا يهتمون للغضب الشعبي الواسع ويبررون دون خجل انها الديمقراطية للجماهير يتظاهروا ويشتموا ونحن ماضون فيما نريد ان نفعله ونخطط له وهي ديمقراطية أيضاً!!.
لم تكن الانفجارات والعبوات الناسفة والمفخخات والاغتيالات على ما يظهر من قبل المنظمات الإرهابية فقط حسب سير الاحداث الأخيرة، وظهر ان المليشيات الطائفية المسلحة التابعة كانت بدورها تغتال وتفجر بشكل سري وصامت مادام الاتهام يوجه للقوى الإرهابية، وتم اكتشاف هذا الامر بخاصة التفجيرات الأخيرة والصواريخ التي تضرب الاحياء السكنية والطائرات المسيرة بحجة الامريكان بينما تقع على رؤوس العراقيين ، التفجيرات الأخيرة في بغداد والبصرة واربيل ومناطق أخرى اتهمت فيها ليس داعش الإرهاب إنما جهات تدعي محاربة الامريكان وقد قامت الحكومة بإجراءات امنية مشددة للحفاظ على الامن وبخاصة التشدد شمل "محيط منطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي ولا نعرف مصير المناطق الأخرى" ومرده موجة التفجيرات التي اصابت مقرات البعض من الأحزاب مثل ( كتلتي التقدم وكذلك عزم ) ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ثم محاولة اغتيال لاحقة لمهدي عبد الكرم الفيلي النائب في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم مكتب عبد الكريم عيطان النائب في البرلمان والهجوم على مصارف لرجال الاعمال، لم تسلم البصرة من هذه التفجيرات حيث اعلن مصدر امني عن انفجارين قرب "شركة محلية ومصرف في وسط مدينة البصرة إضافة الى عبوة ناسفة ضد شركة للمقاولات ثم انفجار آخر قرب مصرف خاص وأدت التفجيرات الى اضرار بشرية ومادية، هذه التفجيرات والهجمات الإرهابية مردها نتائج الانتخابات الأخيرة وفشل البعض من الميلشيات الطائفية وصرح ماجد شنكالي القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني إن "تفجيرات بغداد الأخيرة، سياسية بامتياز، من بعض الأطراف التي لها أجنحة مسلحة، وهي لتهديد جهات معينة بشكل واضح". وصرح ( للعربي الجديد) " أن هناك خشية من أن الخلافات السياسية الحالية ستؤدي إلى دخول السلاح في العمل السياسي بشكل أكبر، ما يعني نهاية العمل السياسي الديمقراطي في العراق كلياً" وهذا التصريح يكشف مدى الاخطار المحدقة بالعملية السياسية ومن شبح عودة الاغتيالات والتطاحن الطائفي وصولاً لحرب أهلية وبخاصة وجود قوى تسعى لإبقاء الأوضاع مضطربة كي يتسنى البقاء في موقعها وسيطرتها وتحكمها ان كانت خارج نطاق الحكومة او من خلال استغلال وجود عناصرها في الحكومة لهذا لا يمكن التغاضي عن هذه القوى التي لها يد في الميليشيات الطائفية المسلحة ويد أخرى في الحكومة وهي عملية تمويهية من اجل عدم ادانتها وملاحقتها قانونياً، لكن على الحكومة ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الكشف عن كل من له صلة بالجهات التي تقوم بالتفجيرات واطلاق الصواريخ واستخدام الطائرات الإيرانية المسيرة ، وملاحقة الجهات السياسية المتورطة ورفض الضغوط الخارجية وكبح التهديدات التي تحاول تأزيم الأوضاع بشكل عام في البلاد نقول ان الصبر له حدود.
بعد انتشار الاخبار والاتهامات وإبعاد داعش عن التفجيرات انبرى القيادي في حركة عصائب اهل الحق سعد السعدي ليفند تلميحات إدانة البعض من الميليشيات التابعة لإيران رافضاً الاتهام الموجه الذي يؤكد ان هذه الجهات تقف خلف التفجيرات والهجمات في بغداد ومناطق أخرى وصرح السعدي ( للعربي الجديد) إن "تفجيرات بغداد الأخيرة تقف خلفها أجندات خارجية، تهدف إلى إثارة الفتنة بين الأطراف السياسية، وإلقاء التهم على بعض الفصائل المسلحة بالوقوف خلفها، والتي باتت جاهزة من بعض الأطراف وبدفع خارجي أيضاً". وهو تلميح لاتهام الولايات المتحدة الامريكية كما هي العادة واتهامها بدعم داعش الإرهاب، وكالعادة فقد وجهه مطالبته حكومة مصطفى الكاظمي بالكشف عن الجهات وقال إذا لم يتم ذلك فهذا "يعني تواطؤ الكاظمي مع منفذي هذه المؤامرة، التي تهدف إلى إشعال الفتنة وجر الشارع إلى الاقتتال الداخلي". هذا التصريح واضح فيما يخص التفجيرات الأخيرة بالقرب من مقرات ومكاتب حزبية لكن التحقيقات استبعدت مسؤولية داعش وأشارت أصابع الاتهام الى تلك التنظيمات المسلحة الشيعية التابعة التي بقت تستهدف القوات والمصالح الامريكية بينما التصريحات الامريكية اشارت الى عدم وجود قوات أمريكية وحتى الحكومة العراقية اكدت ذلك ، مع العلم أعاد تنظيم داعش نشاطاته في الفترة الأخير وقام بعدة عمليات عسكرية في اكثر من منطقة وهو دليل على عدم القضاء عليها مثلما اشير من قبل الحكومات في السابق، وكان استشهاد 11 منتسب في الجيش العراقي في ام كرامي منطقة العظيم احدهم برتبة ضابط خير دليل على ما اشرنا له ان هذا التنظيم الإرهابي مازال يتحرك وينشط في العديد من المناطق البلاد.
مرور أكثر من 18 عاماً على سقوط النظام الدكتاتوري واستلام دفة السلطة من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعي وحلفائهم لم يكن الا البلاء ما بعده من بلاء وبخاصة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وانتشار آفة الفساد في جميع مرافق الدولة، الحديث عن الأوضاع الأمنية عبارة عن نكبة دفع ويدفع أكثرية الشعب العراقي الى ادنى درجات الفقر والعوز والخوف على حياتهم المهددة أمنيا واقتصادياً وسياسياً باستمرار، التدهور وعدم الاستقرار دفع الكثير منهم للهروب واللجوء للبلدان الاوربية وغيرها، هذه الأوضاع والمستجدات من تفجيرات التي تتكرر باستمرار دفعت بعثة الأمم المتحدة في العراق الى ادانت هذه التفجيرات التي توجه ضد قوى سنية وكردية بهدف تأجيج الصراعات الداخلية وأصدرت البعثة بيان ادانة بشدة هذه التفجيرات وقالت في بيان "ندين بشدة التفجيرات التي وقعت في الايام الاخيرة في بغداد وندعو السلطات الى محاسبة الجناة وتابع البيان المطالبة في "مواجهة تلك المحاولات السافرة لزعزعة الاستقرار عن طريق التحلي بضبط النفس وتكثيف الحوار للتصدي لازمات العراق". وأكد "التفجيرات الاخيرة التي طالت بغداد أعمال ارهابية اجرامية مدانة تهدد امن واستقرار المواطنين وتأتي في توقيت مريب يستهدف السلم الاهلي والاستحقاق الدستوري بتشكيل حكومة مقتدرة حامية للعراقيين وضامنة للقرار الوطني المستقل".
هذه المطالبة ومطالبات كثيرة من قبل القوى الوطنية والديمقراطية ومن مئات الالاف من المواطنين وما أكدته الاحتجاجات على مدى سنين حتى بعد ان تكللت بانتفاضة تشرين المجيدة واستشهد العشرات في سبيل ان يكون العراق بلداً آمناً مستقلاً يَمنع التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية فليس من المعقول وخلال اكثر من 18 عاماً والشعب يعيش في جهنم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية وتدهور الحياة المعيشية .
1 ـــ ارهاب القاعدة ثم داعش وفلول النظام الدكتاتوري ومافيات تحت أسماء طائفية ودينية
2 ـــ المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة التابعة للجارة الإسلامية إيران وهي عبارة عن اعمال إرهابية تنوعت وتتنوع ما بين الاغتيال والتفجيرات والصواريخ والطائرات المسرة
3 ـــ الفساد المالي والإداري الذي نهب أموال العراق وجعله تابعاً للقوى الخارجية
4 ـــ البطالة والفقر وسوء الخدمات من كهرباء وماء وتعليم وصحة...الخ وفقدان ابسط الحقوق الإنسانية والحريات الشخصية والعامة
هذا "غيض من فيض** *" كما يشار في المثل فهناك مئات القضايا التي دمرت حياة العراقيين وسلبتهم حرياتهم وجعلتهم في وضع مأساوي ليس هنا مجال لذكرها والدخول في تفاصيلها وبدلاً من ملاحقة المتورطين والجهات الداعمة للقتل والإرهاب والتفجيرات وإطلاق الصواريخ تقوم قوات مكافحة الشغب بارتكاب جرائم اطلاق الرصاص على المتظاهرين والمحتجين سلمياً ولذلك ادت هذه الممارسات الى استشهاد العديد من المنتفضين السلمين بدون أي محاسبة قانونية والاقتصاص من القتلة المجرمين ، وتتحمل الحكومة مسؤولية سياسية عما يجري من خرق للقوانين والتجاوز عل حقوق المواطنين المحتجين سلمياً، وكذلك تتحمل المسؤولية لتردي الأوضاع الأمنية وقيام المجموعات من الميليشيات بالتهديد والوعيد واستهداف مكاتب الأحزاب وقد أشار الحزب الشيوعي العراقي «وان ما يحصل هذه الأيام في بلدنا، خاصة بعد انعقاد جلسة البرلمان الأولى، من اطلاق التهديدات ليس لأفراد او جماعات سياسية وحسب بل ولمكونات مجتمعية، كذلك استهداف مقرات أحزاب، واستخدام الصواريخ والمسيّرات".
نعم هذه الممارسات التي هي تنافي القانون والدستور" التعبان!!والتي تهدد السلم الاجتماعي وتتجاوز على الحقوق وتهدد بالحرب الاهلية وعدم تحقيق السلام والأمان لأكثرية الشعب العراقي.. فمتى تقوم الحكومة بواجبها بدون تبعية وباستقلالية لملاحقة الجهات والمليشيات المسلحة التي تمارس الجرائم بكل أنواعها وتقدمهم للعدالة والقضاء؟ متى؟!
ــــــــ
* لعبة خداع لأوراق الكوتشينية
** مثل تركي والخانة يعنى بها البيت
*** غيض يعني قليل وفيض كثير
2183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع