عندما تستعيد مصر دورها وهويتها ؟

                                           

                              أحمد صبري

مثلما فرض شعب مصر إرادته بالتغيير وطوى صفحة نظام مبارك بطريقة حضارية نالت أعجاب العالم أستجاب جيش مصر في موقف تأريخي لنداء الشعب المصري ليجدد حيوية ثورة 25 يناير ويفتح الطريق أمام أستكمال عملية التغيير التي تعطلت بسبب الأنقسام والأستقطاب السياسي وأخفاق الطبقة السياسية في تلبية مشاغل وتطلعات المصريين

وطبقا لحال الأنقسام الذي شهدته مصر منذ ثورة  يناير وتراجع دورها ومديات تاثيرها في الأقليم العربي والمنطقة عموما بسبب ضبابية توجهها السياسي وأتساع دائرة المعارضين لنهج  حكامها الجدد بات لازما على الحريصين على مكانة مصر ودورها التأريخي أن يستجيبوا لدواعي المسؤولية الوطنية والقومية لوقف تداعيات أنهيارها من خلال خارطة طريق واقعية لأنقاذ مصر من محنتها ودوامتها
أن خارطة الطريق التي أعلنها قائد المؤسسة العسكرية المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي هي وصفه حقيقية لعلاج الوضع المصري المأزوم ومحاولة لدرء الاخطار عن مصر وتفادي الانقسام المجتمعي فيها
وعندما نتحدث عن الدور الوطني للقوات المسلحة المصرية التي أستجابت لمطالب الشعب في التغيير في ثورة  25 يناير وعملية تصحيح مسارها في الثالث من تموز /يوليو الحالي  فأننا نشهد واقعا جديد ا بدأ يتشكل  ينبغي أن يستوعب جميع الاطراف من دون أقصاء او الغاء للاخر يتزامن مع مصالحة حقيقية تجنب مصر الفوضى وعدم الاستقرار
ومهما قيل عن عملية التصحيح في هرم السلطة في مصر بأنها إنقلاب عن الشرعية الدستورية فأن عملية التصحيح أستمدت شرعيتها   من نزول الملايين إلى ميادين وشوارع مصر كانت سببا في أقدام المؤسسة العسكرية المصرية على خطوتها التي عدتها شرعية شعبية مكملة لشرعية  الحراك الشعبي الذي أسقط نظام مبارك
ومثلما  فرضت ثورة الأتصالات والمعلوماتية  قوانينها على العالم وحولته إلى قرية صغيرة فأن أرادة الشارع وقوانينه لاسيما أذا كانت حركته سلمية وحضارية ومشروعة فأن  خيار الشارع  فرض هو الأخر مشروعيته على المشهد السياسي مجسدا آمال وتطلعات  المصرين في شتى الميادين
ولتعزيز الخطوات التصحيحية التي أعلنتها المؤسسة العسكرية المصرية المدعومة من قوى وأطراف دينية وسياسية ينبغي توفير المناخ السياسي السليم لجميع الأطراف باجراءات سريعة وجذرية لطمأنة الجميع وتأكيد دورهم في الحياة السياسية وفي رسم مستقبل مصر
أن قدر مصر أن تكون موحدة  ودولة مدنية وقوية ومصدر ألهام لشعوب الأمة العربية كما  كانت وأي خلل أو أرتداء أو تراجع عن هذا الدور الطليعي سينعكس سلبا على مجمل الاوضاع العربية ومنظومة العمل العربي المشترك  والأمن القومي العربي مثلما أدى غزو العراق وإحتلاله وخروجه من معادلة  الصراع مع الكيان الصهيوني إلى الاخلال  بموازين القوى بالمنطقة لصالح أطراف وقوى لها أطماع ومشاريع بالمنطقة  تتقاطع مع المشروع القومي العربي وأشتراطاته
 من هنا تكمن أهمية أستعادة مصر لدورها وحيوتها وتجاوز كبوتها وعودتها إلى أمتها رائدة وأملا لمشروعها القومي المناهض للهيمنة الاستعمارية والصهيونية التي تسعى لمصادرة قرارالأمة المستقل وأخضاعها لمشروعها الذي يتقاطع مع أرادتها الحرة
ويقينا  إن أنتقال مصر من حال السكون والتردد  والتراجع إلى فضاء التأثير وأستعادة مكانتها ودورها القومي المعهود ستكون له أرتدادات  إيجابية كبيرة في محيطها العربي والأقليمي لاسيما في دول الربيع العربي  مثلما أحدثت  ثورة23 يوليو عام 1952 بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر صحوة قومية  ونقلة نوعية في الوضع العربي لم تتحمله قوى الأستعمار والصهيونية لمخاطرها على مصالحها الحيوية  وخاصة أمن الكيان الصهيوني
ونختم  بالقول عندما تنحاز المؤسسة العسكرية  الوطنية لمطالب  الشعب لتحمي  وحدته وحقوقه تغدو الضمانة الحقيقية لتطلعاته وليس كما يجري في العراق من صدود وأنكار لمطالب الحراك الشعبي السلمي المتواصل منذ أكثر من خمسة أشهر من دون أمل للاستجابه لمطالبه المشروعة والسبب معروف
فالفرق واضح بين كلا الحالتين؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع