أحمد الكناني
معالم مدينة واسط التاريخية (منزل الجنرال طاونزد)
منزل قديم يقع وسط مدينة الكوت أرخا لمرحلة مهمة من تأريخ العراق المعاصر يحكي قصة مليئة بالأحداث و المفاجئات فهو يرجع للحرب البريطانية العثمانية التي جرت آنذاك انه منزل الجنرال البريطاني طاونزد كان يتخذه مقراً له في الحرب التي جرت بين الطرفين اتخذ هذا المكان مقراً لقيادة العمليات العسكرية و الاشراف على الجيش و مركزاً للتنسيق المشترك و المفاوضات يتجاوز عمر هذا البيت الذي يتوسط المدينة اكثر من قرنين و تبلغ مساحته 500مائة متر مربع وهو من طابقين و يضم غرفاً عديدة و متداخلة و تحمل جدرانه نقوشاً و زخارف ذكريات تناقلتها الاجيال و لا زالت عالقة بذهان الشيوخ المدينة الذين سمعوا بها من أباءهم لكنه اليوم يعاني من الاهمال بعد عده مطالبات من الاهالي الجهات المعنية بالاهتمام بهذا الارث التاريخي للمدينة وما بين الماضي والحاضر” تمثل المواقع الاثرية إرثاً ثقافياً للمحافظة وأبنائها الذين عاشوا الاحتلالين العثماني والبريطاني، والاهتمام بهذا الإرث الثقافي وما يمثله من تاريخ مشرق للمدينة، يمثل مسؤولية كبيرة من مسؤوليات الحكومة المحلية..
ولم تفلح جميع الحملات التي نظمها ناشطون ومهتمون بالتراث في مدينة الكوت في وقف ضياع واندثار المواقع التراثية، بل لاتزال الكثير من المواقع تعاني الاهمال الواضح.
“المحافظة على قيمة القصر التاريخية واستملاك أرضه وتحويلها إلى مكان تراثي يحفظ جزء من تاريخ المدينة” يراه مدير البيت الثقافي في محافظة واسط مناف العتابي حلاً ملائماً لحفظ قيمته التاريخية ، معتبراً أن” وجود الأملاك الشخصية المحيطة ببعض المعالم التاريخية حدَّ من إِمكانية تأهيلها وتطويرها”.
ويبدي العتابي استغرابه مما يسميه “ضياع تاريخ المدن دون أن تحرك الجهات المعنية ساكناً” داعياً إلى “انتشال مثل هذه المواقع من واقعها السيئ”.
وليس بعيداً عما يقوله المعنيون يرى (حسنين على محمد) مفتش آثار وتراث واسط أن ملكية الدار الخاصة بالبيت هي التي حالت دون الاهتمام به وترميمه ، موضحاً بأن دائرته سبق وان طالبت الهيئة العامة للآثار باستملاك الدار، إلا أن ارتفاع السعر الذي طلبه صاحبه الشرعي، وقلة التخصيصات المالية الممنوحة للهيئة هي التي حالت دون استملاكه”.
وتضم مدينة الكوت العديد من المواقع التاريخية الاثرية التي تعرضت للاندثار والنبش والاهمال عقب العام 2003، وهو ما يعظم من مسؤولية الحفاظ على قصر طاونزد بصفته بيتاً تاريخياً يمثل أهمية خاصة لسكنة المدينة.
وعلى الرغم من دعوات الحفاظ على الممتلكات الا ثرية في مدينة الكوت، إلا أن مفتش الآثار في واسط يعبر عن خيبة أمله في تحقيق ذلك ، موضحاً ” بأن دائرته لا تمتلك أي خيار لإنقاذ المكان بعدما كنا نفكر بتحويله الى متحف تراثي ، لكن احلامنا جوبهت بقلة التخصيص المالي الممنوح لدائرتنا”.
وبحسب مهندسين معماريين فان نسيج القصر العمراني مهدد بالسقوط الحتمي خلال السنوات المقبلة إذا لم ينتشل، وهو ما يعني ضياع قصصه القديمة التي تستنشق جدرانها وفناءها وزواياها المختلفة عبق الماضي.
613 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع