مبدعة من واسط (الرسامة التشكيلية مريم البرغوثي)

                                                     

                               أحمد الكناني

   

    مبدعة من واسط (الرسامة التشكيلية مريم البرغوثي)

سجدت الواقع بريشة قلمها المبدع جمعت بين مهنتين انسانيتين الطب و الرسم لوحاتها تتغني بالواقع الثري و خصوصاً الواقع العراقي انها المبدعة الرسامة التشكيلية مريم البرغوثي ..
لفنانة التشكيلية العراقية مريم البرغوثي ابن محافظة واسط شخصية مركبة تربط الخيال بالواقع، مدت جسور التواصل بين الطب والفن حيث انها تدرس في مجال التقنية الطبية وفِي نفس الوقت تعمل كمعاون طبي في مستشفى الصويرة بدأت فن الرسم منذ الطفولة ورسوماتها كانت بسيطة جدا ولكن الموهبة كانت موجودة آمنت بها والدتها وكانت المحفز الاول والمتبني لها اكملت مراحل دراستها بتفوق وبدأت الرسم بالفطرة لم تدرسه اكاديميا رسمت لوحاتها بالإحساس لذا حينما انظر الى رسوماتها اجد احساسا ومتغيرات نفسية تتولد عندي اشعر بها في كل لوحاتها الفنية لذا اجزم هنا كانت تضحك وهنا كانت تبكي وهنا كانت متقلبة المزاج.. احداث العراق قرأتها جميعا لذا حينما أرى رسوماتها افهم جيدا باي موقف كانت هناك.. تمتلك موسيقى تصويرية عالية مهذبة بخطوطها رائعة بطروحات افكارها في اللوحة..

• لنبدأ اولا بتعريف مختصر عن مريم البرغوث..
ـ امرأة منبثقة من الثقة، تصطحب الرضا، محبة للخير، مزودة بالمعرفة ومحاطة بالحب، محاطة بعائلتي. خطواتي الاولى نحو الرسم ابتدأت منذ الصغر مع حبي وشغفي بالمهنة الطبية، لم يكن محفل أو معرض فني إلا وشاركت به، لكن اهتمامي انصب للرسم بصورة كثيفة في السنوات الاربع الاخيرة، أرسم لأجسد لحظات ومواقف ومشاعر لأجعل اللامرئي مرئيا.
• هل يستطيع الرسام توصيل رسالته إلى مجتمعات تختلف عنه باللغة والتفكير؟
ـ الفن رسالة سامية لا تحتاج إلى لغة وإن ما يصل إلى الاعماق دون ترجمة أو شرح ذلك هو الفن الحقيقي، تقرأه وتستوعبه وأنت تتأمل دون صوت يقطع هذا الاتصال او شرح يبعث الملل، لنرى الجمال بتجرد.
• هل يوجد عامل مشترك بين العمل الطبي والرسم؟
ـ الانسانية عامل مشترك بين الطب والفن، كلاهما يصب في إنقاذ الجسد والروح حيث لا يمكن للعطاء أن يحده حد، العطاء الطبي والفني تجمعه الصفة الانسانية والتشريحية.. أشعر بوجع أحدهم فأجسده على الورق.
• هل تستطيع مريم البرغوث الرسم بالفكرة المقلدة فقط بدون إحساس؟
ـ ما في روح الفنان يولد على اللوحة الفنية، وعمر اللوحة يكبر بقدر عمق الاحساس، هذه الطاقة الهائلة يجب أن تجسد على أي شاكلة من الفنون وأجملها الرسم، اللوحة الفنية التي ترسم دونما إحساس تمر مرورا عابرا على الناظر ومن ثم تتلاشى، الفن الذي يولد من القلب يصل الى القلب ويخلد.
• لم أر للتراث البغدادي مكانا في أرشيف ولوحات مريم البرغوث علما إن أغلب الرسامين في العالم يكونون سفراء لبلدانهم من خلال لوحاتهم؟
ـ أنا سفيرة الحاضر لبلدي وأيقونة الماضي، وريشة تحمل رونق المستقبل.. نستطيع أن نصنع من الحاضر ماضيا جميلا، أما التراث فغني عن التعريف بجماله وأصالته، غايتي الابتكار وخلق الافكار.
• الرجل مغيب تماما عن لوحاتك، هل هي عقدة أم حب الأنا أم ثورة ضد المجتمع؟
ـ إن ما لا يختلف فيه اثنان، هو أن المرأة إذا خضعت لاستقطاع العقل إلى نصفين لوجد أن نصفه رجل ونصفه الآخر امرأة. لدي عدة أعمال عن الرجل، لكن لا أضعه موضوعا للعمل الفني لأني أرى المرأة محورا للجمال أكثر من الرجل، المسألة تقتصر على الشكل وإن كنت سأثور فلأجادل الانسانية امرأة كانت أو رجلا.
• لكوني قريبا من فناني أوربا اثناء نقل لوحاتهم تكون عبر شركات خاصة وبإجراءات فنية وأمنية عالية المستوى حدثيني عن طريقة نقل لوحاتك في العراق تحديدا.
ـ اواجه صعوبة شاقة عند نقل الاعمال، لأني وكما ترى أرسم بمساحات كبيرة ولكوننا لا نمتلك الشركات التي تهتم بهذا الجانب، أحمل على عاتقي عناء النقل والمحافظة قدر الامكان عليها، الشكر موصول لعائلتي التي تساندني دائما في كل شيء.. ومن ضمنها ما ذكرت في أعلاه.
• تسويق اللوحات والاعمال الفنية هل هي حالة صحية علما إن الجميع يعتبر أعماله أبناءه؟
ـ إلى الآن لم يكن هناك سعر حقيقي يصل لمستوى إحساسي الذي يولد على اللوحة، ولهذا سوف يكون من الصعب علي التفكير بتسويق إحساسي.
• حدثينا عن ورشة العمل التي أقيمت في دبي.. مع ذكر بعض المواقف المهمة؟
ـ تضمنت الورشة فنانين أجانب من استراليا وبوسطن ولوس انجلس، وكنا وفدا يمثل العراق من اربع فنانات الكاتبة والمخرج المسرحي والرسام والشاعرة، تجربة رائعة جدا لكونها جسدت التلاقح الثقافي الفني بغض النظر عن الانتماء والمكان والدين وهكذا يجب أن يكون الفن في كل البقاع ودليل كاف وشاف على السؤال الثاني. من أهم المواقف الوقفة الانسانية من أناس لا يربطنا بهم سوى الفن، وقفتهم معنا تجسدت بدمعة وضحكة وتآخ، مثلنا العراق خير تمثيل بكل ما فيه و ما حدث له.. وسأكرر التجربة في بلدان أخرى.
• ماذا تمثل لك المرأة الأرستقراطية؟
ـ تمثل قوة الجمال والعقل والبديهة وأرى إن كل امرأة لديها مسحة ارستقراطية دون أن تتوارثها موجودة بالفطرة، ومن كانت بغير هذه الصفة ستفتقر للكثير.
• بأي الادوات تبدعين أكثر، بالفرشاة ام اقلام الرصاص؟ و هل يختلف عامل الوقت بالتنفيذ بهذه الادوات والالوان؟
ـ الابداع لا تحده أداة أو لون، لكني احب الرسم بالالوان لمتعتها وتنوعها ولطالما ترسم البهجة والامل عند المتلقي بغض النظر عن الموضوع.. وأجدها تمنحني المساحة الواسعة للتصرف، نوع الادوات المستخدمة وحجم العمل وكذلك الموضوع ودقته هو من يحدد الوقت.
• حدثينا بشكل موجز عن المعارض الداخلية والخارجية في مسيرتك الفنية؟
ـ شاركت في محافظات عديدة كانت أولها في غاليتي بغداد بعدة مهرجانات، معرض بغداد الدولي، معارض في المتنبي، ثم انطلقت من شمالنا الحبيب في السليمانية مع مؤسسة هواجس إلى الغالية البصرة وايضا في الكوت في أصبوحة ثقافية أقيمت لي وكذلك في محافظة كربلاء وفي قضاء العزيزية. وأيضا في مدينتي الصويرة والذي يعتبر اول معرض شخصي بتاريخ المدينة، وآخر النشاطات كان ورشة عمل في دبي.

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع