عبدالله عباس
العراق رهينة المساومة :وضوح الرؤيا تجاه مصير الوطن
لابد لدى متابعي الوضع العلاقة مصدر القرار في الادارة الامريكية معلومة بانه ضمَّت قائمةُ الفريق الانتقالي لإدارة جو بايدن خمسةَ أشخاصٍ مِن الخُبراء والأكاديميين ذوي الأصولِ الإيرانية؛ وقد تلقَّفت منصاتٌ إعلاميةٌ إيرانية هذه الأخبار بنظرةٍ تفاؤليةٍ مقرونةٍ بالإشادة بما قد ينعكسُ إيجابًا على العلاقة الإيرانية مع الولايات المتحدة بفعلِ الأدوارِ الحسَّاسة التي يضطلعُ بها هؤلاء الأفراد في الجهات التنفيذية،
ولابد سمع هولاء المتابعين بانه يجري في واشنطن الان استعدادا لعقد مؤتمر للوبي الايراني المؤثر و المعارض للنظام في طهران مع مسؤولين متنفذين في الادارة الامريكية لبحث معالجة وضع العلاقة الامريكية الايرانية على شرط عدم التوجه لاختيار الحرب لمعلاجة هذا الوضع وذلك تماما بعكس ماكان يسمى قبل احتلال العراق بـ ( المعارضة الوطنية )التي ذهبت الى واشنطن راكضة لتتجاوب مع الهدف الامريكى لاسقاط دولتهم ....
بقدر فهمي المتواضع للامور المتعلقه بخلق ( الازمات في منطقتنا ) والتي يتوفر فيها كل شيء ألا شيئين مهمين الاول الارادة الوطنية ضمن حدود اكثرية البلدان الواقعة ضمن ( الشرق الاوسط ) ونتيجة لذلك فقدان الوعي الوطني لعامة الناس فيها لحد تقسيمهم الى شتات في الاختيارات لكنها جميعها مرة ‘ ونتيجة لذلك فأن مشاهدتي وتقلبي للاخبار والتقارير والتصريحات حول ( النفخ الايراني ) و عدوانية امريكا الذي يعلنها بين فترة واخرى مصدر القرار في واشنطن بغباء لايحسد عليه ارى ان مايحصل لا يؤدي الى ما يعلنونة من الاهداف بين طرفي الصراع لذلك مايحصل تحديدا يؤدي بالنتيجة الى بقاء كل شيء على ماكان عليه ولكن بوضوح اكثر امام عيون الذين ماكانوا يرون بوضوح .
حدقوا ‘ بعد مرور اكثر من 30 عاما على انتهاء الحرب العراقية الايرانية وبعد ان انتصر العراق في ذلك الحرب رغم محاولات يائسة لمحو معاني ذلك الانتصار ‘ الان وفي خضم الازمة الحالية يكشفون عن وثائق سرية معلنا ان بريطانيا رفضت خطة أمريكا لضرب إيران خلال الحرب مع العراق وذلك لمنعه من الانتصار على العراق ‘ وهذا الكشف جاء بعد تساؤل اكثر من مصدر الان حول الهدف من معارضة بريطانيا لسياسة الادارة الامريكية تجاه إيران لدرجة تجعلها تقود المساعي الأوروبية لتمكين طهران من الالتفاف على العقوبات الأمريكية ؟.وياتي الجواب من المصادر المعلوماتية على تساؤله بالقول "إنها أهمية إيران الاستراتيجية لبريطانيا وعموم الغرب، كما تكشف وثائق سرية بريطانية".
وكما راينا قبل اكثر من عام انشغل العالم كله وأُستُنفِرت منطقة الشرق الأوسط والخليج بحشد كل القوة العدوانية الاميركية في المنطقة ولكن عندما تدقق انهم دفعوا بقواتهم بشكل كثيف ضمن مناطق صواريخ وتأثير القوات الإيرانية فهذا الحشد بالذات دليل على استعراض تمثيلي فاشل لغاية في عقل مستهترين في الادارة الامريكية التي كانت تقودها في ذلك الوقت الشرير ترامب ‘ لان من ثوابت مصدر القرار الحقيقي في الادارة هو حرصهم على سلامة معداتهم وجنودهم في الحرب ‘ اذا ان عرض عضلات قواتهم بهذا الشكل بالسرعة التى رايناها تؤكد على عدم جديتهم للحرب وان الايرانيين ايضا يفهمون الغاية من العرض الذي ياتي ضمن خطط الحرب النفسية،تجاه ايران و عملية كسب خلالها المال من ( اغنياء الحكم الخليجي )
اذا تعمقنا بموضوعية الى تسريبات ( الوثائق ) اثناء هكذا ازمات ونظرنا بواقعية الى استمرارية تأثير التاريخ والواقع الجغرافي ( رغم تصنعة في انعطافات حادة حصلت ) نفهم أن الغرب ( قطعا ) لايريد اسقاط مايحدث من التجارب في ( أيران وايضا تركيا ) مهما تكون خطورته على الغرب ‘ لايريد اسقاط تجارب البلدين كما فعل في العراق لذلك لايزال نرى أن نتائج الصراع الحالي سيكون نفس توقعنا عرضناه في 22 شباط 2019 ونشر فى ( الزمان ) و الغراء حيث قلنا :
عندما اندلعت ثورة الشعوب الايرانية ‘ استبشرت كل القوى الخيرة الساعية الى تقوية الارادات الوطنية في المنطقة كطريق لضمان الاستقرار الحقيقي فيها ‘ لان النظام الايراني قبل الثورة كانت احد اهم جهه معتمده لدى قوى الهيمنة الغربية عموما و الادارة الامريكية خصوصا بحيث كان النظام يسمى بـ ( الشرطي الامريكي ) في المنطقة ولم يكن للصراع ( العربي الفارسي – او الشيعي والسني ) له وجود في قاموس الحديث عن الوضع السياسي في المنطقة بين الكيان العبري و الانظمة العربية الداعمة للهيمنة الامريكية ‘ لذلك كان لسقوط نظام الشاه و انتصار الثورة في ايران ضوء امل مشرق لتحالف القوى ذات الارادة الوطنية لتوحيد الموقف لضمان مواجهة قوى الهيمنة كما تطمح شعوب المنطقة ‘ وكانت شعارات الثورة الايرانية مشجعه للاعتماد على تحقيق ماكان تتمناه القوى الوطنية الحقيقية لشعوب المنطقة والفلسطينين كانوا في مقدمة المتفائلين بذلك ‘ ولكن لم تمر فترة ليست بالطويلة الا وان النظام الايراني الجديد فاجأ شعوب المنطقة بتوجهاتها التي يشوبها الشك والتناقض الصارخ مع ما اعلنه في بدايات سيطرته على الحكم في ايران متحججا بالحرب التي اندلعت مع العراق ‘ وظهر ذلك من تصرفاتها بعد الحرب مع شعوب و اعراق وطوائف المنطقة ‘ تلك الحرب التي يشوب اسباب اندلاعه و اطالته كثيرا من الشك ماكان للشعوب وللطوائف والمذاهب يد فيها‘ حتى لو كان صحيحا في بعض جوانبها ‘ ماكان متوقع من حكام ايران الجدد يجعلونه حجة لتوجهاتهم التي لاتقل خطورتها من اهداف الهيمنة الغربية للسيطرة على ارادة شعوب المنطقة ‘ بحيث عندما نقرأ الفعل و التصرف للنظام الايراني ‘ نرى ان تمسكهم بتلك السياسة ادى الى تشجيع الادارة الامريكية الشريرة و الكيان العبري المسخ والانظمة المؤيدة للغرب في المنطقة على توسيع تصرفاتهم العدوانية وخلق بؤر الشغب والفوضى و الادعاء بوهم ان الخطر الاكبر على شعوب المنطقة هو النظام الايراني ‘وليس استمرار التوسع الاسرائيلي ورفضه لكل مايتعلق بالقرارات الدوليه لاعادة حق الفلسطينين .
ولكن في الحقيقة ومن خلال تصفح صفحات الصراع ذلك النظام مع الغرب عموما و مصدر القرار الامريكي خصوصا ‘ يبدو ان هدف صراع النظام الايراني معهم اساسه ليس اولوياته حقوق شعوب المنطقة وحرية ارادتهم واختياراتهم الوطنية ‘ بل تقسيم الهيمنه فيها
من هنا نرى ان قراءة الصراع الايراني الامريكي بالرؤيا التي يؤدي الى القول بأن الضغط على إيران لن يرتقي إلى مستوى الحرب قطعا، فالمطلوب وفق الاستراتيجية الأميركية هو الضغط ، والضغط يمكن ان يؤدي الى المساومة و توزيع المكاسب بالتساوي او قليل من الخسارة هنا لكسب شيء اكثر من المتوقع هناك و…الخ .والخطة عقد مؤتمر بتوجه من الادارة الامريكية مع لوبي الايراني متواجد بقوه في امريكا هدفه الاساس اختيار حل معضلة الايرانية دون حرب كخطوا الاولى لنضوج تنفيذ فكرة المساومة والله اعلم
1226 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع