هوية المواطنة لا هوية الطوائف والاعراق

                                         

                        يوسف علي خان

نجد اليوم في الدول العربية صراع داخلي مرير يكون في معظمه صراع فئوي بين شرائح شعوبها انفسهم ولكنه متنوع ومختلف بين قطر وأخر فقد نجد في هذه الدولة  العربية صراع عقائدي في المباديء والافكار

او قد نجد صراع ديني بين هذا الدين وغيره وقد نجد في بلد أخر صراع قومي بين قومييتين مختلفتين وقد نجد في دولة اخرى صراع طائفي كما نجد في معظمها تتجمع مجموعة مختلفة من الصراعات أو قد يتجمع في احداها كل هذه الصراعات وهو مع كونه امر مؤسف لكنه هو موجود ولا يمكن اغفاله او نكرانه ....وهو السلاح الامضى الذي تستعمله الامبريالية لتحطيم الدول وتمزيقها ..لذا  علينا ان نعترف بوجوده وعلينا ان نتعايش معه ولكن بالود والتفاهم لا بالصراع والتصادم  كي نحبط مخططات الغرب والامبريالية جمعاء ...ولا يتم ذلك إلا بالهوية الوطنية فهو الطريق الوحيد الذي ياخذنا الى بر السلام ...وبهذه الهوية الوطنية يكون بامكاننا ان نسد المنافذ على الطامعين في بلداننا والذين لا يمكنهم من خلال هذا التنوع البشري  النفاذ لو رصت الصفوف وتوحدت الشعوب ..ولا يمكن لاي شعب في الوقت الحاضر ان يدعي بانه صاحب الارض ووريثها لوحده في اية بقعة من بقاع العالم خاصة في بلدان المشرق العربي الذي اثبتت الحفريات وشواهد الاثار التي اخرجت من بواطن اراضيه قد ايدت بان شعوبها التي تعيش على ارضها في الوقت الحاضر هي غير شعوبها التي عاشت فيها منذ الاف السنين فقد توافدت عليها العشرات من الاقوام المختلفة من شرق البلاد ومغاربها ولم يبقى فيها من اصول اهلها غير افراد قلة وهم انفسهم قد هجنوا بتزاوجهم خلال قرون من الزمن واختلطت الدماء فلم يعد هناك عنصر نقي بقي على نفس جذوره خلال حقب طويلة من العهود ... فإن كان هذا يسري على الاعراق فهو يسري تماما على المباديء والافكار والمعتقدات فقد تعددت الاديان وتعاقبت فمن كان يعبد الاصنام اضحى يعبد الله ومن كان يرتبط بهذا الدين قد تغير الى                            دين اخر.... وحتى في الطوائف والمذاهب فقد تتغير النفوس  وتتبدل الاهواء فالتشبث بمعتقد واحد وإيمان ثابت وهم وادعاء كاذب فقد لا يتم  التغيير خلال يوم أو يومين بل قد يتطلب ذلك عقود أو قرون ولكنه في النهاية لا بد ان يحدث التغيير ..فقد تتفق البشرية على وجود الخالق الاوحد لهذا الكون مع أن هناك بعض الملحدين الذين قد يتجاوز تعدادهم الالاف ولربما الملايين إن لم يكن بالعلانية فهم مقتنعين بذلك خفية ولكن داخل سرائرهم000 وحتى لو اتفق الجميع على اله واحد  فانهم من دون شك سوف يختلفون على طريقة عبادته فتتعدد الاديان وتتعدد المذاهب مع أن المعبود هو واحد وهو الله ولكن من يعبده هم العديد من الاديان مثل اليهود والمسيحييين والمسلمين وكل هؤلاء يمكن أن يعيشوا داخل بلد واحد مما يقتضي أن يتقبل كل منهم الاخر ولا يعترض على طريقة عبادته لله كما قد يكون في نفس الوقت من جاء من الغرب وهو ما يحدث في مصر ودول شمال افريقيا من القوميات المختلفة فقد حكمها الرومان واستقروا فيها لعدة قرون وتزاوجوا وانجبوا واختلطت الدماء واصبحوا كلهم ابناء وطن واحد وكذا الحال بالنسبة لبقية الدول العربية وخاصة دول ما بين النهرين والهلال الخصيب فقد سكنه اقوام عدة من شرق البلاد وغربها فاحتلها التتار والمغول واحتلها الرومان واستقر الكثير منهم فيها  ولكنهم جميعهم قد اصبحوا مواطني هذه البلدان واخلص العديد منهم لها واعتبروها موطنهم وهو نفس ما حدث بعد ظهور الاسلام فقد نزحت الى بلاد الهلال الخصيب من الجزيرة العربية  الكثير من القبائل والعشائر واستقرت فيها ولا زال احفاد الاحفاد يعيشون فيها واضحت هذه البلدان موطن لهم ..ثم بعد التكوين الجديد للبلدان الذي اوجدته الحروب حيث وضعت خرائط جديدة لهذه البلدان وهو ما كان يجب أن يكون فقد اضحى لكل مجموعة من ملايين البشر مستقر من الارض حددت له حدود فهذه مشيئة القدر فقد اضحى كل جزء من الارض العربية التي كانت تحت سيطرة الاحتلال العثماني  دولة مستقلة .. مع ما قد تسكنها من اقوام مختلفة فلم يراعى عند التقسيم تعدد القوميات واختلاف الاجناس حبث كان قد انتشرت العديد من القوميات في جميع البلدان العربية فتعذر جمعهم في مكان واحد أو لربما هكذا كانت سياسة الكبار المنتصرين وتلك كانت مشيئتهم فهو النظام العالمي الجديد الذي فرضته القوى الامبريالية  الدولية وبموجبه نشأت تلك الدول على هذه الشاكلة من تنوع العرقيات والطوائف  داخلها  وتكونت لها حكومات فتغيرت المفاهيم ولم يعد للمنظور القديم الذي سار عليه السلف الذي بنى انظمته على الهيمنة الدينية  كما هي الحال في الخلافة في العالم الاسلامي او سلطوي كما كانت عليه الحال في الامبراطورية البريطانية أو كما حدث في العصر الروماني الذي اخضع العديد من الشعوب والقوميات لسلطانه ونشأت الامبراطوريات ثم جاء العصر الاسلامي ففتح البلدان تحت شعار نشر الدعوة الاسلامية واخضع العديد من البلدان لسلطة الخلافة الاسلامية التي استمرت ما يقارب الاف واربعمائة سنة حتى الغيت سنة 1924 وقد توارثت الخلافة الاسلامية الاولى  العديد من القوميات والقيادات امثال دول الطوائف  وتبرقعت ببرقعه حتى استولى العثمانييون على معظم بلاد المسلمين واعلنوا خلافتهم عليها بل امتدت سلطتهم الى اوربا وسيطروا على العديد من دولها واخضعوها لدينهم الاسلامي واستمر الحال حتى نشوب الحرب العالمية الاولى فتشكل النظام الدولي الجديد وانتهى عصر الامبراطوريات وخرجت عن هذه الخيمة  معظم الدول التي كانت خاضعة لها واضحى لكل دولة حدود وحكومة  ونظام ...واحتوت كل دولة عشرات القومييات والاعراق والطوائف واصبحت هذه شعوب لها هويتها الوطنية الجديدة بما رسم لها من حدود يجب على هذه الشعوب الاستقرار فيها والاعتراف بها... وتعايش جميع مكوناته داخلها والقبول بالامر الواقع الذي لم يعد بالامكان تغييره عن طريق الحروب وبنفس الطريقة التي سار عليها العالم في العصور القديمة فقد ظهر عصر جديد تكون فيه نظام عالمي تحكمه هيئات دولية عالمية لها القدرة على التحكم وتقرير المصير... ولم يعد الحال كما كان... فعلى الشعوب أن تعي هذا الواقع الجديد ..وتتفاعل بما يقتضيه ولا يمكن مجابهته إلا إذا توحد شعب كل دولة واقتنع بانه شعب واحد بغض النظر عن جذوره العرقية  القديمة ومعتقده الديني او العقائدي والعمل من منطلق هذا الفهم..... وبعكسه فسوف يحدث اكثر  مما هو حادث ولن يصيبه سوى الويل والثيور وعظائم الامور ..وان يدرك البشر الذي يعيش داخل هذه البقع التي يطلق عليها بالدول بانه لا مناص من التعايش وهو ما لا يحدث في غياب الادراك0000 والادراك بحاجة الى ثقافة والثقافة معدومة والحمد لله والله يستر...... بسبب نوايا بعض الاوساط الدولية التي تحاول تجزاة ما هو كائن وموجود ... ولكنه هو المنفذ الوحيد وهو ما قد لا يدرك بغياب العقل والتفكير السليم ...  فالتدرك شعوب كل دولة مهما اختلفت اعراقها بان في توحدها قوة تمكنها من مجابهة المخاطر وبتجزأتها ضعف يسهل ضربها والتغلب عليها وتدميرها والتأخذ العبرة من الاتحاد السوفييتي السابق كيف كان قوة عظمى وكيف اضحت دوله ضعيفة  بعد تفرقتها وباعتراف رئيس احدى دوله ((بوتين)) حيث قال نحن الان اضعف من الولا يات المتحدة ب 25 مرة وهو ما ادركته  كل دول الاتحاد السوفييتي السابق الان..... وخطأ ما اقدمت عليه من الانفصال عن بعضها وهي تحاول اليوم لملمة شملها واعادة تجميع صفوفها والعودة الى ما كانت عليه ايام الاتحاد السوفييتي بقوته وعظمته فعلى جميع الشعوب التي تفكر بالانفصال بمختلف المسميات ..... ان تعي ما سيحصل لها لو اقدمت على هذا الخطا الكبير ومحاولة التقوقع بجزء صغير وهو ما تدعو اليه بعض الاطياف في الدول العربية  وما ستتعرض له من مخاطر فيما اذا فعلت ذلك وعندها سوف لن ينفع الندم ....!!!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

900 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع