العراق يرفع بكل فخر راية الجهل والامية

                                                     

                              بيلسان قيصر

العراق يرفع بكل فخر راية الجهل والامية

مازال موكب الجهل في العراق يسير بكل قوة ونشاط الى الأمام، على المستوين الوطني والعالمي، ففي الوقت الذي تفتخر به دول العالم بالقضاء على الأمية، ورفع مستوى التعليم فيها، وتحقيق مرتية عالية على المستوى الدولي، ينحدر التعليم في العراق على المستوين الأولي والجامعي والشهادات العليا الى الحضيض، بجهود كبيرة من قبل الحكومة العراقية، التي خصصت في الميزانية الوطنية أقل من 6% للقطاع التعليمي، مما يضع العراق في أسفل الترتيب لدول الشرق الأوسط. إضافة الى مباركة مرجعية النجف، لأن الخمس يأتي من الجهلة وليس من المثقفين، لذلك فهي تبارك وتدعم مواكب الجهل والأمية لأنها أكثر أهمية من المواكب الحسينية.

وما تزال فاعلية الشهادات المزورة في أوج قوتها نشاطها، لا تزحزحها اية قوانين نافذة، ولا يجرأ اي من القضاة بالنظر فيها، لأن المزور أقوى من القاضي، فهو وزير ونائب وقائد وزعيم ميليشيا، فمن يجرأ ان يقول للأسد ان رائحة فمك كريهة؟
أعلنت وزارة التربية بأنها سجلت (765) شهادة مزورة خلال العام الحالي فقط، في المؤسسات الحكومية لتضاف الى الجبل المتراكم من الشهادات المزورة، والحقيقة ان الحكومة تؤسس للتزوير، بل دعمت المزورين دعما لا يقل عن دعم لصوص رفحاء، فقد أعفت المزورين من الأحكام القضائية، وأبقتهم في مناصبهم، بل انها لم تعتبر التزوير جريمة مخلة بالشرف، أي على العكس تماما مما كانت الأنظمة السابقة تعمل به.
اعتراف حكومي وأممي عن حال التعليم

أكدت لجنة التربية النيابية بالقول (الواقع التربوي والتعليمي في البلاد يسير نحو الأسوأ، وينعكس سلبا على الواقع التعليمي في المدارس والجامعات، ويؤدي إلى تخرج أجيال ضعيفة تعليميا. العراق في ظل غياب استراتيجيات التربية والتعليم يتجه نحو التجهيل التربوي والثقافي)
ومن جهتها أعلنت منظمة اليونسيف" أن هناك اليوم ما يقرب من 3.2 مليون طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدرسة"، والحقيقة كما عبرت عنها وزارة التربية هو وجود (7) مليون عراقي أمي أو متسرب من الدراسة في العراق.
أما على المستوى الجامعي، فقد أثار خروج العراق من مؤشر دافوس لجودة التعليم حفيظة الحكومة العراقية، فبدلا من الإعتراف بالهزيمة الدولية والفشل التربوي، باتت تتحدث عن ذرائع لا تقنع أي طفل عراقي، على العكس من ذلك كان موقف المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، التي اعتبرت أن خروج العراق من التصنيف العالمي للتعليم يمثل انتكاسة للمنظومة التعليمية وتراجعا في مستوى التعليم.
حاولت الوزارة ان تستر عورتها بالقول (أن مؤشر التنافسية العالمية (GCI) الذي يصدره منتدى دافوس مختص بقياس المؤشرات الاقتصادية وإيضاح قدرة الدول على توفير مستويات الرخاء لمواطنيها ويعتمد على مدى إنتاجية البلدان في استخدام مواردها المتاحة لتشخيص التنافسية العالمية عبر مجموعة المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد المستويات الحالية والمتوسطة الأجل للازدهار الاقتصادي).
وزعمت وزارة التعليم العالي ان مؤشرات دافوس تعتمد على إستطلاعات الرأي والمسوحات، متجاهلة ان (12) مؤشرا تعتمده المنظمة لتقيم جودة التعليم، وهذه المسوحات لا تطبق على العراق حصرا بل على جميع دول العالم، ولها مصداقية في جميع دول العالم ما عدا العراق، فالمنظمة لا تعادي العراق، بل تقدم صورة حقيقية عن واقع التعليم في جميع دول العالم، ولا نظن ان الحكومة العراقية تريد ان تمتحن المنظمة (40) مليونا عراقي لتحكم على جودة التعليم في العراق.
ومن المعروف ان وزارتي التربية والتعليم العالي تخضعان الى المحاصصة الطائفية، ولا علاقة للوزراء بمهنة التعليم، فهم غرباء عنها، فالفشل يبدأ من الوزير الى الأساتذة والمدرسين الى المناهج الدراسية، والمدارس الطينية في العراق تؤشر مدى صدق المؤشرات الدولية.

                  


طلقة طائشة
من الجدير بالإهتمام ان تقدم الحكومة العراقية الى منظمة اليونسيف صورة البروفيسور (خالد العادلي) عميد كلية التربية في جامعة القادسية، وهو يرتدي الدشداشة السوداء، ويفترش قارعة الطريق حافيا، وحاملا على رأسه (الفارغ من العقل) إناءا يوزع الطعام على زوار الحسين (ع) في مناسبة عاشوراء. الصورة تقدم لوحة حقيقية عن واقع التعليم العالي للعراق، علقت على الصورة بقولي: بهذه الطريقة يمكنك ان تحتفظ بمنصبك الحالي، وتفكر بمنصب أعلى.
ولله في خلقه شؤون.

بيلسان قيصر
البرازيل
تشرين أول 2021

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

570 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع