ترشيد الكهرباء.. دعوات عقيمة ومفاهيم قاصرة

                                                    

                         سحبان فيصل محجوب

ترشيد الكهرباء.. دعوات عقيمة ومفاهيم قاصرة

ابتداءً لابد من تأكيد أن الترشيد في الكهرباء هو جزء من ثقافة المجتمعات ووعيها وهو سلوك حضاري متطور .
كثيرة هي الدعوات إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وما يرافقها من شعارات دأبت دوائر الكهرباء المعنية على ترويجها، عبر وسائل الاتصال مع المواطنين، اعتقاداً منها أن هذه الدعوات سوف تحقق ما يمكن من المطلوب في سياسة الترشيد، إذ تلجأ إليها إدارة قطاع الكهرباء عندما يكون الطلب على الطاقة أعلى من الكمية المتاحة في إنتاجها، وتزداد كثافة هذه النداءات في مواسم ازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية نتيجة لتشغيل أجهزة التكييف (تبريد، تدفئة ، تهوية).
يسود اعتقاد أن الترشيد من الموضوعات البسيطة ولا يتعدى كونه فعاليات إعلامية لتوعية المواطن وحثه على إطفاء جزء من الانارة أو الاعتماد على الإنارة الاقتصادية باستعمال المصابيح الحديثة (الليد)، مثلاً، وإحلالها بدلًا عن المصابيح القديمة (التنكستن(.
إن هذا الاعتقاد يدلل، بوضوح، على القصور وعدم إدراك أهمية الترشيد ووسائله المختلفة.
إن العمل باتجاه تحقيق النتائج الملموسة في توفير الطاقة الكهربائية عن طريق أساليب الترشيد له الكثير من المتطلبات العلمية والعملية يرافقها جهد بحثي متواصل يتبناه مهندسون استشاريون وتنفيذيون من مختلف التخصصات (العمارة، الإنشاءات، الميكانيك).. الخ من المجالات ذات العلاقة على ان يوازي ذلك إصدار جملة من القوانين والضوابط الحكومية بخاصة، بمواصفات الأبنية وشروطها بأنواعها والتي تضمن تقليل استهلاك الطاقة، بصفة عامة، والكهرباء، بصفة خاصة .
ولأجل وضع خطط مجدية لترشيد الطاقة الكهربائية علينا معرفة تفاصيل صنوف الاستهلاك المختلفة (منزلي، تجاري، حكومي، زراعي، صناعي) وتحليل هذه التفاصيل إحصائيًا، فمثلًا تشير إحدى الدراسات إلى إن الإنارة المنزلية وكذلك المكتبية تشكل ٥ بالمائة فقط من مجموع الاستهلاك.
كما تشير الدراسات إلى أن نسبة الاستهلاك المنزلي في العراق يشكل نحو ٨٠ بالمائة من مجمل الطاقة المجهزة لأنواع الاستهلاك الخمسة.
على وفق هذه البيانات فإن التركيز على إجراءات الترشيد في الاستهلاك المنزلي يجب ان يكون من أولويات الاهتمام، من خلال تطبيقات العزل الحراري الكفوء عند تشييد الوحدات السكنية، كذلك تشجيع المواطن على استخدام مصادر الطاقة الأخرى غير الكهرباء مثل اللجوء إلى تنصيب السخانات الشمسية، بل الكهربائية، كما أن السيطرة والتدقيق في نوعية الأجهزة المنزلية المستوردة يعد من العوامل الفاعلة والمكملة للوسائل المذكورة.
وهنا لابد من الإشارة إلى ما أوردته، في موضوع سابق، عن جباية الكهرباء ومفاده أن العلاقة الايجابية بين الدوائر المجهزة للكهرباء (البائع) والمواطن (الزبون) سوف تكون الحاكمة في إنجاح الخطط والاجراءات الخاصة بموضوع الترشيد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع