سعاد عزيز
إرهابيون بلا حدود
عندما تم تسريب حديث صحفي خاص لوزير الخارجية الايراني السابق، جواد ظريف، والذي أکد فيه بأن قاسم سليماني کان يتحکم بالسياسة الخارجية وبعد أن أكد علي غلام رشيد قائد ما يعرف بـ "مقر خاتم الأنبياء" في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق كشف قبيل مقتله بـ3 أشهر أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية بدعم من قيادة الحرس وهيئة الأركان العامة للجيش. واعترف بأن تلك الجيوش تحمل ميولا عقائدية، ومهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم، فقد إعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الجمعة الماضي أن عناصر فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس، "جنود بلا حدود" حسب قوله، في إشارة واضحة إلى مهامهم العسكرية خارج إيران.
عبداللهيان الذي أدلى بهکذا تصريح غريب من نوعه وملفت للنظر خلال لقائه العميد اسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في مقر وزارة الخارجية لتهنئته بتعيينه وزيرا للخارجية کما إنه"أي عبداللهيان" أثنى الوزير المحافظ على نشاط "فيلق القدس، معتبرا أن لهم إسهامات كبيرة في المساعدة الأمنية في البلاد أيضا"، تأتي لتقدم المزيد من التوضيح بشأن ماهية الحکومة المشکلة في عهد قاضي الموت ابراهيم رئيسي، خصوصا وإنه لم يصدر هکذا تصريح فريد من نوعه خلال الاعوام السابقة حيث يتم فيه الإشادة بإرهابيي فيلق القدس الذين کانوا دائما أدوات لهذا النظام من أجل إشاعة الفوضى والفتنة وعدم والاستقرار في بلدان المنطقة والعالم.
فيلق القدس الارهابي والذي تم تصفية قائده سليماني في العراق على خلفية دوره المشبوه في القيام بقيادة النشاطات الارهابية وتوجيهها، فإن قيام رجل کأمير عبداللهيان الذي يشغل حاليا منصب وزير الخارجية بإطلاق هکذا تصريح يصف فيه إرهابيي هذا الفيلق المشبوه بأنهم"جنود بلا حدود" فإن في ذلك إنتقاص للکثير من التنظيمات ذات الطابع الانساني نظير"أطباء بلا حدود" أو"صحفيون بلا حدود" وغيرها، إذ أن هٶلاء الذين يصفهم عبداللهيان بجنود بلا حدود هم في حقيقة أمرهم إرهابيون بلا حدود وقد کانوا ولازالوا يشکلون خطرا وتهديدا على شعوب وبلدان المنطقة والعالم وإن الاحداث والتطورات خلال الاعوام الماضية قد أثبتت ذلك بوضوح، وإن من المهم هنا أن ينتبه المجتمع الدولي عموما ودول المنطقة خصوصا الى مثل هذا التصريح المريب الذي هو في الحقيقة إعتراف بالدور المشبوه للنظام الايراني في تصدير الارهاب بصورة منتظمة من خلال أجهزة ومٶسسات الحکومة الايرانية وعلى رأسها وزارة الخارجية والاهم من ذلك أن يتم التصدي لهکذا وقاحة!
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع