الأسرى في فن العراقي القديم

                                                  

                         د.صلاح الصالحي


الأسرى في فن العراقي القديم

      

شكل 1: الواح حجرية اطلق عليها (لوحات النصر للملك سرجون الأكدي)، الشكل الأول: يحمل سرجون الأكدي (Sargon) (2371-2316) ق.م شبكة مليئة بالأسرى السجناء، ويضرب أحد السجناء الذي يحاول الهرب بالصولجان (المكوار)، (من مقتنيات متحف اللوفر، تحت رقم Sb3) (اليمين)، الشكل الثاني: مشهد يظهر فيه أحد جنود سرجون الأكدي يقود الأسرى المقيدين وايديهم إلى الخلف، ويظهر شعر السجناء مجعد في الأعلى لكنه قصيرة على الجانبين، وهم عراة (من مقتنيات متحف اللوفر تحت رقم Sb2) (الوسط)، الشكل الثالث: لوح ينتمي إلى نصب النصر بسبب موكب الاسرى وهم مقيدين وعراة ويسيرون بشكل طابور في ارض المعركة، ومن الواضح أنها تخص سرجون الذي يلوح بسلاحه برفقة حرسه الشخصي كما هو في الافريز الأسفل واسم الملك الأكدي مكتوب على اللوح (من مقتنيات متحف اللوفر تحت رقم Sb1)
يضم متحف اللوفر في باريس على ثلاث أجزاء من (لوحات النصر لسرجون الأكدي)، وتم العثور على هذه اللوحات في عشرينيات القرن الماضي في سوسة عاصمة عيلام (إيران حاليا) حيث تم نقلها كغنائم في القرن الثاني عشر ق.م بعد حوالي ألف عام من نحتها، واطلق على الأجزاء الثلاث (Sb1 و Sb2 و Sb3)، ومن الواضح أن الأجزاء (Sb2 و Sb3) هي من نفس المسلة لأنها منحوتة من نفس الحجر وتطابق تسريحة شعر السجناء على كلا الجزأين (الشعر مجعد في الأعلى لكنه قصيرة على الجانبين)، وبذلك اعتبرت كأجزاء من نفس النصب، أما الجزء لوح ( (Sb1فهو مختلف فالمسلة شكلها مستطيل بدلا من الشكل المستدير كما في الشظايا الأخرى، كما ان لون الحجر مختلف ولا يتطابق حتى في الارتفاع مع Sb2) و Sb3) ومن الواضح أن هذه القطعة تنتمي إلى لوح نصر آخر حيث نرى طابور الأسرى في أرض المعركة، ويعتقد انها جزء من لوحة نصر مختلفة تماما، وحتما هناك جزء مفقود بسبب التلف.

                                   

               شكل 2: حملة اشورية على المستنقعات

هذه القطعة من النحت البارز من قصر الملك آشور بانيبال (668-627) ق.م، عثر عليها في العاصمة الآشورية نينوى (شمال العراق)، وتعود اللوحة الحجرية إلى السنوات الاخيرة للإمبراطورية الآشورية، وكانت في الأصل جزءا من مشهد أكبر بكثير، ويُظهر في النقش زورقا طويلا ضيقا من القصب، ويقف في مؤخرته على جهة اليمين جندي آشوري ملتحي، يرتدي خوذة مخروطية الشكل مع واقي الخدين، بالإضافة إلى لفائف من القماش لحماية ساقيه، ولكن ليس درع واقي للبدن بكامله والتي نراه في منحوتات أخرى، كما يرتدي سترة ورداء قصير يصل للركبتين وهي عادة من الملابس التي تصور في معظم منحوتات الجنود الآشوريين، ويحمل على ظهره جعبة للسهام، على الرغم من عدم وجود قوس معه، كما هو في النقوش الأخرى التي تظهر ارتداء جعبة السهام على الظهر، ويحمل في يده اليسرى رمحا طويلا، وقد صور النحات الاشوري الرمح يمر بشكل غير طبيعي خلف ذراعه اليمنى من أجل إظهار ذراعيه كاملين، ويحمل الجندي في يده اليمنى عصا قصيره يستخدمها على ما يبدو لتوجيه الشكل الأصغر (الشكل الثالث) الذي يدفع القارب بعمود (مردي)، هذا الرجل القصير الشكل أيضا ملتحي ويرتدي لباس وتسريحة شعر مرتبطة عادة بالفن الآشوري التي تصور أناس من عيلام، وهي دولة في جنوب غرب إيران خاض ضدها الملك آشور بانيبال عدة حروب، وحدد الموقع المحتمل لهذا اللوح الحجري في مستنقعات جنوب العراق المجاور لعيلام، ولكن من المحتمل أن المنطقة في اللوح تقع داخل أراضي عيلام، اما الشخصان الآخران في القارب هما امرأتان، وكلاهما على الأرجح من العيلاميين، يجلسن على وسائد مملوءة بأغصان نباتية جافة، و قد يكونوا أكياسا تحتوي على متعلقاتهم، كلاهما يقوم بإيماءة مميزة، حيث يرفع كلتا يديه مفتوحتين مع راحة اليد نحو الوجه، شوهدت في العديد من الالواح التي تصور الأسرى وهم جالسين، ويبدو أنها تهدف إلى إظهار الحزن والتوسل ويأس السجناء.
في الجزء السفلي من اللوحة، على ما يبدو أن العمود (المردي) المستخدم لدفع القارب قد اصطدم بجثة في الماء، وكما يلاحظ من الالواح الاشورية تصوير قتلى العدو، وعلى النقيض من ذلك لا يظهر الجنود الآشوريون يتعرضون للأذى، وهذا الغياب معروف في الشرق الأدنى القديم لان المفهوم من إنشاء الصور واللوحات الجدارية اظهار قوة الدولة في تصوير النصر وإبراز خسائر العدو، فلا يتم تصوير موتى الجنود الآشوريين، وبالتالي تظهر النقوش الحملة الآشورية دائما الهيمنة الآشورية الكاملة، على العموم اعتبرت الأهوار منطقة فقدت فيها الهيمنة الاشورية القائمة على التفوق في معركة مفتوحة أو في حرب الحصار على المدن، ولذلك يضطر الجيش الآشوري لمحاربة الأعداء المراوغين في المستنقعات التي تعتبر بيئة صعبة وغير مألوفة، اما خلفية اللوح الحجري فتظهر المياه تحيط بالزورق من كل جانب، وتعتبر قوارب القصب من هذا النوع صغيرة ونحيلة وقابلة للمناورة ومثالية للاستخدام في القنوات التي تمر عبر الأهوار، وقد تم تصوير بناء قوارب القصب بعناية في رسومات الفنانين الآشوريين، ولا تزال القوارب من هذا النوع مستخدمة في أهوار جنوب العراق حتى يومنا هذا.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع