فرح تركي ناصر
قراءة في رواية عاشقة من كنزاربا
التوجه السياسي في نهج الشباب في رواية عاشقة من كنزاربا
صدر للروائي العراقي عبد الزهرة عمارة رواية عاشقة من كنز اربا عن دار المعارف كطبعة أولى وصدرت عام ٢٠١٩ عن دار امارجي طبعة ثانية جسدت الرواية معالم الفكر الثأر عند الشباب وبالاخص السنوات التي تناولتها الرواية الاعوام من ١٩٦٣ وما تلاها.. ولكنها جسدت كثير من الملامح الطبيعية والعفوية لحياة اي أسرة عراقية في سلاسة وبراعة.. رسمها العمارة في شخوص روايته.. والتي حملت عدة فصول تميزت عناوينها بأنها تحمل أسماء ابطال الرواية البارزين ودورههم في حياة البطلة الا وهي رواز كريدي.. التي كانت هي الصوت الحي للرواية بأحساس عميق وشفافية عالية رواز كريدي.. هذا كان الفصل الاول الذي شقة الدخول الي الرواية بمشهد الاعتقال والتعذيب للشباب والشابات الذين كانوا يتنمون لاحزاب معارضة للسلطة.. كانت تجربة رواز كريدي وكل ما مر ذكره كشف لشاهد حي.. لما تواجهه اي فئة تخالف السلطة.. وهذا يحدث ويتكرر في كل عصر ومصر.. ولأن شرارة الحماس لدى الشباب هي التي تدفعهم للمضي قدماً.. للثورة ضد أنظمة الحكام فهم الفتيل الذي يحرق قلوب أبائهم.. في لحظات الإعتقال الذي تطال أبنائهم دون حيله لنجدتهم.. فيدخلون في دوامة الخوف.. لكن ما هو مقدار الملامة التي صدرت من عوائل هؤلاء الشباب.. كانت فاترة.. خلاف حرارة خوفهم على أبنائهم وحياتهم.. وهذه نقطة إيجابية .. فشخصيات الرواية يعتبرون نموذجاً لحرية الرأي للأبناء وتقبل قرارتهم وان كان فيها نزعة طيش تؤذيهم فنصيحة صادقة لا تتسم بالغصب والحزم تعتبر هبة وتقدير لمعنى الابوة.. ومن خلال صوت برواز وصلت لنا الكثير من المواقف التي كانت تعتبر كتفاوض مقابل حريتها من شخصيتين في الحكم الحاكم الا وهما رضوان ورسمي سعيد الذين ساومهما كثيراً.. للاعتراف على صديقاتها او الحرية كانت برواز نموذجاً صامدا لفتاة جميلة وشابة لم تتجاوز السبعة عشر عاماً.. وبنفس الوقت عاشت تناقضاً في الافكار والتوجهات السياسية والدينية حتى لتصل في نهاية الرواية إلى قناعات تامة مختلفة عما كانت عليه في المشاهد الأولى للرواية.. وهذا بالإضافة إلى وجود الحب... فهي قد أحبت شاب يختلف عن دينها.. لأنها تنتمي إلى الديانة الصابئة المندائية... ومن خلال الرواية برع العمارة في تعريفنا عن كثير من الطقوس الخاصة بالزواج من خلال زفاف أخوها لرواز.. وبعض التفاصيل البسيطة لدينهم.. لتكتمل لوحة الرواية فتعطينا جوانب متماثلة لواقع حياة أي انسان حب دين معتقد أتجاة سياسي... ثورات ضد الذات وضد أنظمة حاكمة.. ثورة ضد دين.. ورثته.. البطلة.. لتصطدم مع عائلتها بجدار تساؤلات... وكانت الأجوبة في مجريات الرواية... أوجد العمارة.. شخصية رسمي سعيد الذي أعجب بجمال وشخصية برواز ليطلب بألحاح مرة وبضغط ورهبة... ولين وأهتمام بها.. وليصل معها إلى ساحل الفراق.. من طلبه.. ولكن التواصل في رد الجميل.. لأنه ساهم في خلاصها مره.. وردته بالمقابل في سقوط السلطة بيد الثوار لينجو... نهاية الرواية.. رسالة فحواها أن الحرية حلم لا يتحقق في بلد حكمته الاحزاب منفردة ومتسلطة وان الهجرة... هي السبيل الوحيد.. لينجو العشق.. لينجو من يحلم بالحياة... أو من وقف يوماً في وجه الطاغية وقال لا...
873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع