بقلم: الناقدة والشاعرة د.هدلا القصار
ساحات لا تحتمل أقلام كهنة شعراء متسلحين بمحراب حروفهم الهاربة من بيلوجرافيا الأدب - ١
من عناقيد الكلم، وخرزات اللغة، التقطنا نخبة قليلة من شعراء العرب البارزين في إبداعاتهم وأعمالهم الانتلجنسيا، المتجسدة في بلاغة التعبير.. وما تطلب شروط النهضة الأدبية في نتاجهم الأدبي المكمل لمسيرة أشهر شعراء الغرب ، اللذين ما زلنا نستشعر وجودهم حتى يومنا هذا أمثال :
الأديب والشاعر التونسي يوسف رزوقة/ و ... العراقيين عبد القادر الجنابي،و .... اسعد الجبوري/ ...والشاعر البحراني قاسم حداد/ و....الشاعر العماني سيف الرحبي/ و... الشاعر الفلسطيني منير مزيد / و.... الشاعرين اللبنانيين شربل بعيني، و ... روبير غانم/ و.... الشاعر الجزائري ميلود حميدة .
وما زال في جعبتنا العديد من شعراء العرب المعاصرين، أبدعوا وأنتجوا لأممهم ثقافة ذات هوية مميزة، قادتهم إلى العالمية، نظرا لأعماق سلطة أقلامهم الأدبية، باختلاف أسمائهم وأعمارهم وجوهر إبداعات أفكارهم الأدبية .... المشتركين بإبهار الحاضر وملامسة الفضاء الإبداعي بأجناسه، الآتية من بؤرة مناطقهم المزكرشة بألوان مشهدهم الممتد من رهيف كلماتهم، وصنيع نهرهم العابر مساحات المحيط، ليرتوي القارئ من شلالات معجمهم، وتوراة ملامحهم المسيطرة على فضاء الجيل الثالث.. من خلال تجربتهم الشعرية الأدبية الإبداعية عامة ، بعبقرية أهدافهم المنسجمة مع تراث بيئتهم وهويتهم الشرقية والغربية والعالم الذي خصب جمال غنائهم.. ، لنستخرج منها دروساً إنسانية اجتماعية سياسية انسانية .. ذات قيمة عالية، ولينقلوا لنا إبداعاهم المهجنة إلى العالم المستمد شرعية استمرار يته من تاريخ وجغرافية العالم العربي ، الذي يقاسمنا ألم المسافة الفاصلة بين ضفتي المتوسط، الشرق والغرب، ليتوحد حلم الإنسان الواحد ككيان يطوف فوق الواقع بالتماهي بين الحلم الإنساني، وبين الواقع العميق، وما برحوا من استخراج أفكارهم وأطروحاتهم الإبداعية ضمن حدود تراثي أدبي برؤية " فيتو مينو لوجيا " مرتبطة بقضايا العالم وتفاعله مع الأواسط الثقافية العالمية، باعتبارهم من الفاعلين في الحركة الثقافية، من ناحية الجمهور والعالمين وتعدد مدارسهم واتجاهاتهم الفنية، وآثار بيئتهم الثقافية، مالئين العصر من إبداعاهم الذاخر منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما، ليقدموا لنا ألوانا متنوعة من الشعر العربي الحديث، المتمثل بلوحات "بروتيريه" جميلة ليكونوا سفراء الشعر الجيل الثالث ، من خلال عروض تخريجات منهجهم الاستقرائي، لنرصد نماذجهم المتشابهة في ما يوائم طبيعة الموضوع الذي يقوم على الانتقائية التي تحقق القيمة النوعية المضافة لديباجية حروفهم المنهجية وتواصل رسائلهم الأدبية المتنوعة ، ليرتوي المتلقي من حليب ثقافتهم وأبجدياتهم حتى الجيل الرابع ,وسننفرد بكل منهم بوررقة منفردة .
منهم من اتبع الصور الشعرية الملموسة، ومنهم من اتبع الأسلوب الفني/ والطابع الشخصي، والتأمل بالنزعة الإنسانية، ومنهم من تميز ببراعة الوصف والتصوير الفوتوغرافي، ومنهم من صهل الألم الإنساني على أوراق مخيلته. ومنهم من اتبع عروض اللغة ... ، ففي كلا الحالات لا يمكننا أن ننكر تشابه عروض تجربتهم وطريقة تعبيرهم عن الذات الملتصقة بالآخر، وتناولهم أنواع إحداثيات الحياة، وأمور الوجود، ليبقوا كالمسرح المتحرك على أوراق إبداعاتهم ، ولنرى جوانب العالم من خلال تصورهم، وحيرتهم، وتساؤلاتهم، وآملهم، وبكاءهم وأفراحهم، من جهات مختلفة، جامعين خصوصية الطابع الأستشراقي لإعادة صياغة العالم في مسوغاتهم الفنية الحديثة .
لقد قصدنا من هذه الرؤى أن نورد تجربة كل منهم بإيجاز عن طريقة معالجة معاناة الإنسان، والوطن، والعالم والروح، والشخوص، وأسلوب نقلهم إلى المتلقي، على مدى تغيرات و الزمن الواقع بين الماضي والحاضر في جميع أوراقهم التي سنضعها على طاولة المفاوضات الأدبية لنستخرج من إبداعاتهم أرواح من سبقهم من شعراء العالمين وفق رؤية حديثة .
نعتقد أن مثل هذه الثقافة الجامعة لا يمكن أن تتيسر إلا لأشخاص عانوا من المنافي، وشخصوا لنا مثل هذا الإيقاع الشعري العربي المهجن من ثقافات وسياقات جرمانية، آشورية، كنعانية، فينيقية، هيموغرافية، بيزنطية، إغريقية، سومرية كلاسيكية قديمة وحديثة .....
ومن عمالقة الشعراء الذين استلهموا كتابات المهجر المتعدد اللغات والانتماءات الأوروبية فيما مضى، وكان لهم صدى على الشعر العربي المعاصر الذي لم يخل من مسحة تجديدية للتراث الأدبي الشرقي، وتأثروا بشعراء الغرب هم :
الشاعر ميخائيل نعيمة/ إيليا أبو ماضي/ وديع باحوط / وليم بليك /أحمد شوقي / ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد / حافظ إبراهيم / جبران خليل جبران/ ادونيس/ يوسف الخال/ فاروق شوشة /عبد الرازق عبد الواحد/ سعيد اليازجي /بدر شاكر السياب/ عبد المعطي حجازي/ أمين مشرق /مسعود سماحة/سعيد عقل، امين الريحاني....، وهم بالأساس من بين المتنبئين بفكرة التحديث، وهم أيضاً من بين اللذين تأثروا بمدرسة الشاعر، ماثيو أرنولد لامارتين/ والفرد دوفينيي/ والشاعر ليرمنتوف /والفرد دي موسيه /وفيكتور هوجو / وشيلر/وهيلدرلين / وكولردج /ووردذورث / وشيلي / والشاعر إليوت .
وهناك العديد من شعراء العرب ما زلنا نشهد على أنهم أصحاب الفضل في إنارة الأدب العربي عامة .
علماً أنه ليس لنا الحق أن نضع مجازا للمقارنة بين هؤلاء الشعراء العظام، اللذين يمثلون رؤيا مختلفة في أغراضهم....، لكننا نحاول أن نستشبه إبداعاتهم افتراضياً، كمرجعاً ثقافياً لرؤيتهم النوعية، وزوايا رؤاهم وأفكارهم المجاورة حضارات غربية التي أثرت في تهجن تكنيكهم، وتطبعهم الذي شاغل نقاد روايات الشعر العربي وتصنيف أجناسه المعبرة عن تجربة جماعية شديدة الارتباط بالمجتمع، والسياسة، والأنا، والآخر ...، بغض النظر عن نرجسية بعض الشعراء المفرطة لاكتساب تعدد اللغات، لكن تبقى أعمالهم عبارة عن نشاط ثقافي علمي على صعيد الأسلوب الجمالي الأكثر تفرعا في تجاوزهم انجازات ومناهج ومفهوم أدباء وعلماء في الحركة الشعرية التي أجمعت على آدائهم وتفكيرهم ونبرة حياتهم ...
لذا نفتح دفاتر تجاربهم ليس إحصاءا لكمية نتاجهم الأدبي أو لمطبوعاتهم الورقية أو الالكترونية ...، وإنما لنوعية ذخائرهم وصيغتهم الأدبية، وفرادة إحساسهم البصري العميق وتفاعله بالشأن الخاص، وهذا ما قادنا الغوص في مستواهم المهجن وما خلفهم، من نبؤءة ممتدة من من سبقهم من أدباء وفلاسفة الأدب عامة، لنتعمق بأعمالهم الأدبية من جديد من خلال تفردنا بورقة بروفيل لكل منهم
يتبع...
2671 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع