محلة الشيخ فتحي في الموصل

                                                  

                         ا.د. ابراهيم خليل العلاف
          استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

   

           محلة الشيخ فتحي في الموصل

ومحلة الشيخ فتحي ، في الجانب الايمن من مدينة الموصل ، هي من المحلات الموصلية العريقة لها تاريخ وتاريخ ثر .وتُعرف بمساحتها الكبيرة نوعا ما بالمقارنة مع المحلات التي تجاورها كانت كبيرة المساحة الا أن شق الشوارع، وبناء الجسر الخامس القريب منها وهو جسر أم الربيعين انشئ سنة 1989 قطعها الى اوصال واضاع كثيرا من ملامحها القديمة التي ادركتها انا كاتب هذه السطور في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي . وكما هو معروف فإنها سميت هكذا (محلة الشيخ فتحي) نسبة الى اهم معلم فيها وهو مرقد او مقام او ضريح الشيخ فتحي وهو الشيخ الفتح بن سعيد المتوفى سنة 220 هجرية – 835 ميلادية . ومحلة الشيخ فتحي مجاورة لمحلة اليهود التي تسمى اليوم بمحلة الاحمدية ومحلة الشيخ فتحي تضم مقبرة كبيرة غير مسيجة ومتنزه عام يقع في جهتها الغربية وكذلك من معالمها علوتين الاولى للفواكه والاخرى للخضار.
مقابر الشيخ فتحي كانت كبيرة وتقع ما بين مرقد الشيخ فتحي والسور سور الموصل وقد ازيلت هذه المقابر وتحولت الى منطقة سكنية تقع اليوم خلف ما يعرف ب(سوق البورصة) في باب سنجار حيث ان هذه المناطق قد تم بناؤها –كما يقول الاستاذ عبد الله محمد خضر في كتابه ( الموصل في القرن العشرين) – في عقد السبعينات من القرن الماضي .
وايضا من معالم الشيخ فتحي كانت هناك حمام معروفة تسمى حمام الشيخ فتحي قرب جامع الشيخ فتحي .
اعود لأتحدث عن مرقد الشيخ فتحي فأقول انه من المعالم الاسلامية المهمة بُني في سنة 220 هجرية -835 ميلادية أي في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي والمرقد أو المقام بُني بعد وفاة الشيخ ابو محمد الفتح بن سعيد الهكاري الموصلي ، والى جانب المرقد بُني جامع يسمى جامع الشيخ فتحي ، وبناء الجامع حديث وقد اقدمت عناصر داعش عند سيطرتها واحتلالها لمدينة الموصل 2014-2017 على تدمير المرقد والجامع .
والجامع جامع الشيخ فتحي سبق أن جُدد منذ سنة 2001 من قبل احد المحسنين وهو السيد غانم الدباغ وزوجته رحمهما الله .. ومساحة المرقد الاجمالية مع الجامع كما جاء في بعض المدونات ومنها انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية تبلغ قرابة الف متر مربع ( 1000م2 ) ، ويقع جامع الشيخ فتحي في محلة تسمى باسمه وهي محلة الشيخ فتحي القريبة من شارع الفاروق – دورة قاسم الخياط وهو قريب من ضفة نهر دجلة اليمنى .
المرقد مرقد الشيخ فتحي ، يتكون من غرفة ننزل اليها بدرج فهي منخفضة عن سطح الارض ويؤكد من عاش في المنطقة ان هذه الغرفة تضم رفاة الشيخ ابو محمد الفتح بن سعيد الهكاري الموصلي ، وتعلوها قبة مضلعة أثرية، ويعتقد بعض المؤرخين إن عدد من أقسام المرقد بنيت وشيدت في عهد الدولة الأتابكية بدليل المحاريب القديمة وكذلك الأعمدة ذات الطراز الأثري القديم، أما المصلى فيتكون من أعمدة مزدوجة رباعية الأبدان لها تيجان مكعبة مزينة بزخارف، وهناك محراب من الرخام مسطح ويتضمن نقوشاً مع كتابة تتضمن آيات من القرآن الكريم وبخط عربي قديم .
أعود الى كتاب ( ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) للمؤرخ الموصلي احمد بن الخياط المتوفى سنة 1780 ميلادية – والذي حققه شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي وطبع في مطبعة الجمهورية 1966 لأؤكد على ان الشيخ ابو محمد الفتح بن سعيد الموصلي كان من الزهاد ومن اقران (بشر الحافي) و(السري السقطي) رضوان الله تعالى عليهم اجمعين توفي سنة 220 هجرية -835 ميلادية أي في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي وكان الشيخ فتحي الموصلي اماما في فقه التصوف ، عارفا ، عالما ، ورعا ، زاهدا من كبار اولياء الله .
وكان الشيخ فتحي او الشيخ فتح الله الموصلي كبير الشأن في معرفة باب الورع والمعاملات ، واسلاك المريدين غاب عن عياله اياما في السياحة ثم عاد اليهم صائما ، فلما غربت الشمس صلى المغرب ثم قال لزوجته : هلمي لنا طعاما نفطر عليه فقالت : لنا ثلاثة أيام ما وجدنا شيئا قال فناوليني ماءَ ، فقالت الحب جاف منذ يومين ، قال فأوقدي لنا سراجا يبصر بعضنا بعضا قالت :ليس عندنا زيت منذ شهر ، فسجد لله تعالى وبكى فقالت زوجته : مهلا يافتح : أتبكي جزعا لضرورة العيش في الدنيا الزائلة ، وتنسى الاخرة الباقية فرفع رأسه مبتسما ، وقال يا رعناء انما بكيت فرحا هذه معاملة الله تعالى لخلصائه او لخلص اوليائه وبلغ من قدر الفتح الموصلي ان يعامل بمثل هذه المعاملة .
ويقال ان الجن استولت على ناحية من الموصل فآذت سكانها فسكنها الشيخ رضي الله عنه فانصرفت راغمة ببركته .
كان فيلسوفا متكلما ، وكانت له رؤية في الحياة ومن كلامه رضي الله عنه :" من ادام ذكر الله تعالى بقلبه أورثه ذلك الفرح بالمحبوب ومن آثره على هواه اورثه ذلك حبه اياه ومن اشتاق الى الله تعالى زهده فيما سواه " .
وكان يقول: " القلب اذا مُنع الذكر مات ،كما ان الانسان اذا منع الطعام والشراب مات "
وسُئل المعافى بن عمران رضي الله عنه : "هل كان للفتح الموصلي كثير عمل ؟ اجاب :" كفاك بعلمه ترك الدنيا " .
وكان رضي الله عنه يبكي الدموع ثم يبكي الدم فلما مات رؤي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : اوقفني بين يديه وقال يا فتح لم هذا البكاء ؟ قلت : يارب على تخلفي عن واجب حقك قال : فلم تبك الدم ؟ قلت : يارب خوفا على دموعي الا تصح لي فقال :يا فتح ما اردت بذلك ؟ قلت : ياسيدي اردت بذلك وجهك الكريم فأرينيه واصنع ما شئت قال : وعزتي وجلالي لقد صعد الى حافظاك منذ اربعين سنة بصحيفتك وليس فيها خطيئة واحدة ، فلألبسنك لباس التكريم ولأمتعنك بالنظر الى وجهي الكريم ..
في كتاب نيقولا سيوفي الموسوم ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) ، والذي حققه شيخي الاستاذ سعيد الديوه جي ، ونشره سنة 1956 أن على باب مصلى مقام الشيخ فتحي ابيات شعرية من نظم الملا حسن افندي البزاز (1845-1887) تقول :
زر ضريحا سامي الضراح محلا **** بولي لله عز وجل
كل فتح ببابه وهو فتح الله **** للمبتغى نوالا وفضلا
شرف شامخ وجاه وجيه **** ومقام عند العلى معلى
رضي الله عنه كم ادركتنا **** همم منه تجعل الحزن سهلا
هذا ما تطوع بعمارة هذا المقام في سنة 1258 هجرية – 1843 ميلادية السيد فتحي رحم الله من قرأ للشيخ فتحي وله الفاتحة .
كرامات الشيخ فتحي رضي الله عنه ، كثيرة ظاهرة وجربته الناس كثيرا ممن كانوا يزورون مرقده الشريف فقبره الشريف كما اعتقد الناس ( ترياق ) أي دواء للأمراض المزمنة المتعسرة العلاج وكثيرا ما كنا نرى قيام من لديه مصروعا او مجنونا بزيارة قبره الشريف فيبرئ بأذن الله تعالى .
هذه هي اعتقادات اهل الموصل وتقديرهم لهذا الرجل ، واعتزازهم به ، وتداولهم لكراماته الموجودة ليس في ذاكرتهم التاريخية وانما في ارثهم الثقافي الممتد عبر كل هذه السنين الطويلة.
محلة الشيخ فتحي فيها اليوم مركز للشرطة هو مركز الشيخ فتحي وفيها مدارس .
كانت مدينة الموصل حسب احصاء 1947 تضم (38) محلة منها محلة الشيخ فتحي وفي سنة 1957 كان عدد محلات الموصل (48) محلة .وقد ذكر الدكتور هاشم خضير الجنابي في كتابه (التركيب الداخلي لمدينة الموصل القديمة (1982 ) ان عدد نفوس محلة الشيخ فتحي كان حسب احصاء سنة 1947(1432) نسمة وحسب احصاء سنة 1957 وصل الى (1765) نسمة وحسب احصاء سنة 1977 بلغ ( 2548 ) نسمة . ومحلة الشيخ فتحي كانت تقع ضمن السور .وتعتبر محلة الشيخ فتحي من اكبر المحلات السكنية مساحة وتقع الى الغرب من محلة اليهود (الاحمدية) .
يذكر الاستاذ احمد عبد الغني اليوزبكي في كتابه ( بلدية الموصل وخدماتها في العهد الملكي ) ان مختار محلة الشيخ فتحي في سنة 1957 كان (سيد محمود علي ) .
من أعلام محلة الشيخ فتحي المربي والكاتب المسرحي الاستاذ محمود فتحي (1946-2008 ) ، وقد كتب عنه الاخ والصديق الاستاذ موفق الطائي قبل سنوات . ومما قاله ان الاستاذ محمود فتحي وهو محلة الشيخ فتحي سنة 1946 كان مدرسا للغة العربية في عدد من المدارس منها الاعدادية الغربية والاعدادية الشرقية . درس محمود فتحي الابتدائية في مدرسة أبي تمام، والمتوسطة في الحدباء والإعدادية في المركزية ،عاش طفولة قلقة مكنته من الاعتزال عن الأصدقاء، مما جعله يتحه إلى القراءة المبكرة. نشر أول قصصه عن (القضية الفلسطينية) 1963 -1964، من بواكير أعماله المسرحية، (البركان) أخرجها الفنان شفاء العمري سنة 1965 لنادي الفنون ،بعدها توالت مسرحياته، حتى بلغت أكثر من (50) مسرحية، نذكر منها: مسرحية (المصنع) إخراج الفنان محمد نوري طبو 1969 لفرقة مسرح الرواد، ومسرحية (ياسين الحمال) إخراج يسن طه لفرقة مسرح الرواد ، ومسرحية (رحلة سليم) إخراج يسن طه ياسين سنة 1980 لفرقة المسرح العمالي، ومسرحية (البرجيروس ) . ولمحمود فتحي اسهامات متميزة في مجال الدراما الإذاعية والتلفزيونية، حيث بدأ نشاطه في الكتابة منذ سنة 1967 -1982، حيث قدمت أعماله من إذاعة وتلفزيون بغداد، حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بغداد سنة 1970، درس مادة (اللغة العربية) في مدارس الموصل وبغداد لمدة (35) سنة ، وحصل على جوائز تقديرية عديدة، منها أفضل (مدرس لغة عربية) لمدة خمس سنوات، نتيجة للنتائج التي حققها طلابه، عضو نقابة الفنانين، وعضو فرقة مسرح الرواد، أحيل على التقاعد لأسباب صحية سنة 1993، توفي رحمة الله عليه وطيب ثراه في نيسان سنة 2008.كان مدرسا ناجحا وكاتبا متميزا موسوعي الثقافة ، واستاذا مخلصا في تدريسه محبوبا دمث الاخلاق طيب القلب وكان من اصدقاءه الاستاذين راكان العلاف والاستاذ يسن طه .
ومن أعلام محلة الشيخ فتحي ايضا الفنان الكبير والكاتب الاستاذ صبحي صبري وقد كتبت عنه كثيرا ، وما كتبته منشور ، ومما قلته ان الاستاذ صبحي صبري والذي غادرنا الى الدار الآخرة يوم 22-5-2017 كان ممثلا رائعا له حضور طاغ في المسرح العراقي عامة والمسرح الموصلي خاصة .هو من مواليد محلة الشيخ فتحي سنة 1950 ترك المدرسة وهو لما يزل في الابتدائية بسبب الفقر وعلم نفسه بنفسه. الاستاذ شفاء العمري المخرج الكبير هو من قدمه على المسرح سنة 1968 ليؤدي دورا بارزا في مسرحية سوفوكليس (أوديب ملكا ) ..ولأن ملامحه قاسية فقد استطاع ان يتقمص شخصية الشرير ويعبر عنها بمقدرة كبيرة هكذا قال الناقد الكبير الاستاذ سالم العزاوي .لكنه مثل في مسرحية (المسيح ) للشاعر سالم الخباز وفي مسرحية (في انتظار اليسار ) وفي مسرحية (ليلة مصرع جيفارا ) وفي مسرحية (فرح شرقي ) ومع شفاء العمري في (آدابا ) المسرحية الشعرية للشاعر الكبير شاعر ام الربيعين الاستاذ معد الجبوري وعمل مع المخرج الاستاذ محمد نوري طبو وضمن فرقة مسرح الرواد وقد كان من ابرز اعضائها .كما شارك في ثلاث تمثيليات اخرجها الفنان الاستاذ محمد نوري طبو وعرضها تلفزيون نينوى هي (ليلى ) من تأليفه و( في الفجر ينطلق الرفاق ) من تأليفه ايضا و(المزرعة ) من تأليف الاستاذ محمد نوري طبو .
دوره في مسرحية (مأساة جيفارا ) لمعين بسيسو لاينسى وقد ادى دور الضابط البوليفي .وقد ادى دورا متميزا في مسرحيتي (انت اللي قتلت الوحش ) للأستاذ علي سالم وفي مسرحية (جوهر القضية ) لناظم حكمت وقام بإخراجها محمد نوري طبو لفرقة مسرح الرواد .في دار الثقافة الجماهيرية كانوا يعدونه الممثل الاول في الستينات وعهدوا اليه إخراج اول عمل مسرحي قدمته الدار بعنوان ( حكماء الملك زرزور ) التي كتبها الدكتور محمد عطا الله .في فيلم (انتفاضة ) مثل دور ضابط اسرائيلي .وفي التلفزيون شارك في اعمال عديدة من قبيل ( عائد الى حيفا ) و(الجلاد والمحكوم بالإعدام ) و(مسلسل النعمان الاخير ) مع اسامة المشيني ومحمد حست الجندي .وكتب للتلفزيون بعض النصوص التي قدمتها فرقة مسرح الرواد في الموصل مثل (بشرى ) و( مسلسل الحلم )وفي السينما شارك في فيلم(انتفاضة ) وفي فيلم ( عملية بلا رقم ) وفي فيلم (موت بائع الطيور الصغير ) وفي التلفزيون له اعمال كثيرة منها دوره في السهرة التلفزيونية ( انهم لايحبون القمر ) وله دور في مسرحية (محلتنا ) وفي مسرحية (الدائرة ) اعداد شفاء العمري و(آدابا ) تأليف معد الجبوري ، ومسرحية (الدائرة ) معدة من مسرحية (دائرة الطباشير القوقازية ) لبرخت ومن اخراج شفاء العمري ومن التمثيليات التي مثلها ( عدالة السماء ) و(سعيد بن جبير ) ويقول ان مشاركاته في التلفزيون زادت على ال (50 ) عملا يتوزع ما بين التمثيلية والسهرة والمسلسل .اما في السينما فقد شارك في خمسة افلام روائية وهي (يقتلون الطيور ) و( الانتفاضة ) و( عربة البرتقال ) و(العملية 911 ) و(عملية بلا رقم ) وكلها افلام جادة حققت إقبالا جماهيريا .
من اعماله المتميزة في المسرح دوره (القائد لوكال ) في مسرحية شموكين تأليف الشاعر الاستاذ معد الجبوري .كان يقول ان المسرح بالنسبة له رئة الحياة التي يتنفس من خلالها ، فالمسرح عشقه ومستقبله .كان له دور متميز في مسرحية (الورطة ) تأليف علي سالم واخراج الفنان المبدع الاستاذ جلال جميل وكان من اعماله التي لاتنسى دوره في السهرة التلفزيونية (شعب الذرى ) واعد لتلفزيون بغداد سهرة بعنوان (صدى الاعماق ) اخراج الاستاذ صلاح كرم كما مثل في مسرحية (في سنة الجوع ) وهي مسرحية شعبية تحكي قصة مجاعة الموصل 1917 في الموصل . وعمل في تمثيل ثلاث سهرات درامية تلفزيونية من انتاج تلفزيون الموصل ومن تأليف الاستاذ هادي جواد التميمي الاولى بعنوان (الحاجز ) اخراج الاستاذ غازي فيصل والثانية (الخيط ) من اخراج الاستاذ صباح ابراهيم والثالثة ( الشك ) من اخراج الاستاذ غازي فيصل ايضا . وشارك في تمثيلية (الرقية ) اخراج الاستاذ خليل ابراهيم وتمثيلية (ليلى ) اخراج الاستاذ محمد نوري طبو .كما شارك في تمثيل مسلسل اذاعي قي بغداد بعنوان ( العشاق ) وكان من اعداد الاستاذ سعيد القدسي واخراج الاستاذ يوسف سواس .أدى ادوارا في مسرحية ( المخبل ) وهو دور طبيب ..دور فكاهي غير نمطي وكان له دور في مسرحية (الاشعة ) التي تعتمد على شخصية واحدة من اخراج الاستاذ محمد نوري طبو .
ومن اعلام محلة الشيخ فتحي ايضا المربي والاداري الكبير الاستاذ محمد سعيد حمو الياس القصاب 1932- 1990 ، ولي عنه مقال منشور ومما قلته عنه ان الاستاذ محمد سعيد حمو أحد المربين الكبار في الموصل ، تولى ادارة الاعدادية الغربية عشرون سنة واصبح له فيها تاريخ يذكره الاف من طلابه. وكانت حياته العامة والتربوية حافلة بالمنجزات العلمية ؛ فهو من مواليد محلة الشيخ فتحي بمدينة الموصل سنة 1932 . انهى دراسته الثانوية في الثانوية الغربية وسافر الى بغداد كزملائه للدخول في دار المعلمين العالية وهي كلية التربية بعد ثورة 14 من تموز سنة 1958 ولم تك اذذاك جامعة في الموصل وبعد تخرجه في قسم التاريخ من دار المعلمين العالية سنة 1956 دخل كلية الاحتياط وتخرج فيها برتبة ملازم احتياط كما جرت العادة انذاك ولكي يؤدي خدمة العلم وكان ذلك ضمن الدورة الحادية عشر للضباط الاحتياط .وبعد تسريحه عين مدرسا في ثانوية دهوك سنة 1956 وكان ذلك بعد موافقة وزارة الدفاع على انتدابه للتدريس حتى سنة 1959 واستمر حتى سنة 1961 حين عين مدرسا في الاعدادية المركزية في الموصل وبعدها اختير ليكون مديرا للاعدادية الغربية (افتتحت سنة 1936) والتي صارت لها بنايتها الجديدة في الباب الجديد سنة 1962 وبقي مديرا قرابة عشرون سنة ( 1962- 1982 ) حتى أُختير ليكون مشرفا تربويا اختصاصيا سنة 1982 واستمر في منصبه حتى وفاته رحمة الله عليه يوم 20 من اذار سنة 1990 .
كل من عرفه وتتلمذ عليه يقول انه كان استاذا متميزا ، ومديرا ناجحا وكان اسلوبه في تدريس مادة الاجتماعيات وهي التاريخ والجغرافية اسلوبا مشوقا ملذا ، وكان معروفا بالحزم والانضباط وكان يحظى بمحبة طلابه وزملاءه من المدرسين ، ولازلت أتذكر انه كان قريبا من الشعراء والكتاب والمثقفين ، وكان يحظى باحترامهم .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1522 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع