أحمد العبدالله
مقاومتنا,و(مقاومتهم)!!..وشتان مابيننا وبينهم!!
كثيراً ما نقرأ بعض التعليقات والمقالات والتصريحات المتحاملة على أهل المحافظات الغربية, وأحياناً بلغة ومفردات غير مؤدبة ؛ بأنهم لم يقاوموا المحتلين الأمريكان في 2003, وسلّموا محافظاتهم بدون قتال, على عكس جماعة المحافظات الجنوبية, الذين (قاوموا) الغزاة لمدة اسبوعين!!!.
هذا الكلام يدل إما ؛على جهل قائله, أو إنه مصاب بعمى البصيرة والسعار الطائفي, للأسباب التالية؛
1. إن الذي قاوم في البصرة والناصرية,وغيرهما, لمدة اسبوعين,هو؛(جيش صدام)!!, كما يسمّوه, والحرس الجمهوري ,والمجاهدين العرب(النواصب)!! ,والذين تم الغدر بهم لاحقاً من قبل أهالي تلك المناطق, وليس من الامريكان, ومعهم أعداد قليلة من فدائيي صدام وبعض الحزبيين. والنسبة الأكبر من هؤلاء, من أهل المناطق الغربية, ومن أهل السُنّة تحديدا, ومعهم عدد من الشيعة الوطنيّين المخلصين لبلدهم.
2.هناك صور وأفلام وروايات موثقة, تؤكد بما لا يقبل الشك, إن الأغلبية الساحقة من أهل الجنوب, قد صفّقوا للغزاة ورحّبوا بهم, وفتحوا لهم منازلهم, وكانوا مؤيدين للمحتلين؛ قلبا وقالبا, و(فتوى)السيستاني الشهيرة,ب(تحريم)!! مقاومة الأمريكان, واعتبارهم (محرِّرين)!!, لم يجفّ حبرها بعد. ونسبة كبيرة من الشيعة قاموا بالسلب والنهب والحرق؛(الحواسم), وآخرين عملوا كوشاة للمحتلين, وخاصة في بغداد والمناطق المختلطة, ولا أريد الدخول في تفاصيل أعرفها ومطّلع عليها, ويعرفها كثيرون غيري أيضا, لبعض منهم قدّموا(خدمات خاصة)!!,لجنود الاحتلال, بمنتهى الوضاعة والخزي والعار.
فإغلقوا هذا الملف, لأنه أكرم لكم, والذي بيته أوهن من بيت العنكبوت لا يرمي الآخرين بما لا يليق إلاّ به.
3. نعم؛ المحافظات الغربية, دخلتها قوات الاحتلال بدون قتال تقريبا, والسبب ليس قصوراً أو تقصيراً في أهلها, ولكن لأن الدولة والحكومة في بغداد قد انهارت بشكل سريع, وبما إنهم يقاتلون تحت رايتها, فلم تعد هناك جدوى من المواجهة بالإسلوب القديم, أي جيش مقابل جيش, ولكن الأغلبية الساحقة منهم, انخرطوا فوراً في المقاومة, ولقّنوا الغزاة وحثالاتهم وخدمهم, أقسى الدروس وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والولاء للوطن, الوطن الذي كان لهم (القدح المُعلّى) في بنائه والدفاع عنه, يوم كان الآخرون حميراً للأجنبي ومطايا له.
4. في موضوع المقاومة , لا أحد يستطيع المزايدة علينا, هذه الصفحة المشرقة البهيّة, وهذا السفر الخالد, مُسّجل حصراً باسم صاحبه الشرعي والوحيد, وهم السُنّة العرب فقط لاغير, وهذه حقيقة جليّة, وأوضح من الشمس في رائعة النهار. وإذا اشترك معهم آخرون من غيرهم, فتلك حالات فردية ولا يقاس عليها. بينما أقصى مافعله الشيعة, بضع عمليات مهارشة قام بها مايسمى ب(جيش المهدي),مع الامريكان بدوافع ليست وطنية. وبعد فترة قصيرة, اصطفوا في طوابير طويلة لتسليم سلاحهم (للشيطان الأكبر)!! مقابل دولاراتهم الخضراء, وليتفرّغوا لعملهم الأساسي والذي شُكّلوا لأجله, وهو؛ الغدر بأهل السُنّة وتهجيرهم.
5. بعد قتال ملحمي لا سابق له على الإطلاق, استمرلمدة (8) سنوات,و(8)أشهر, و(8) أيام, بالتمام والكمال, وكأن القدر الجميل, أراد يربط هذا, بيوم النصر العظيم على الفرس المجوس في 8-8-1988!!, تمكن المقاومون الأبطال الصناديد, من قهر أقوى قوة غاشمة على وجه الأرض, ولتخرج خاسرة ذليلة مدحورة مهزومة.
6.كان حصاد تلك المقاومة كبيراً جداً, بحيث ان أمريكا لم تجرؤ على غزو أي بلد بعدها. فقد قُتل أكثر من (73) ألفا من الجنود الغزاة المحتلين, وجُرح أكثر من مليون ونصف آخر, طبقاً لإحصاءات وزارة شؤون المحاربين القدماء الأمريكية, وتم إسقاط العشرات من الطائرات, وآلاف الآليات المدمرة. وبالطبع كانت التضحيات من جانبنا كبيرة؛ دُمّرت مدننا, وقدمنا شهداء كثر, وأسرى أكثر, لا زال بعضهم حتى يومنا هذا ,مقرّنين بالأصفاد, في معتقلات الحكومات الشيعية الموالية لإيران, وهم يواجهون الموت البطيء, و(ذنبهم)الوحيد إنهم دافعوا عن أرضهم وعرضهم.
7.كان الغزاة المحتلون خلال المداهمات للمناطق السُنيّة, يصحبون معهم حثالاتهم, التي شكّلوها؛(الحرس الوطني)!!, والصحيح هو؛(الحرس الوثني), وكان هؤلاء معظمهم من الشيعة, وكانوا بمنتهى السقوط والانحطاط, ولا يجيدون سوى السرقات من البيوت, والتذلّل للجنود الامريكان وتحمّل إهاناتهم.
8. ..وقد يقول قائل, وهل كان أهل السُنّة جميعا مقاومين للاحتلال ورافضين له ؟
والجواب؛ هو إن أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع السُنّي كانوا كذلك, فمن لم يقاوم بسلاحه, ساهم بماله ,أو بقلمه. ومن لم يكن من هذه الأصناف الثلاثة, فقد كان متعاطفاً مع المقاومة, ومشجعاً لها, وداعياً إليها, أما الربع المتبقي,أو أقلّ, فقد انخرطوا في مشروع الاحتلال بدوافع مادية وانتهازية ,أو ضعف في دينه وتربيته, وكانوا من المنبوذين عندنا, ونتعامل معهم بازدراء. وهذه النسبة ,لا يخلو منها أي مجتمع, ف(المدينة الفاضلة), لا وجود لها على الأرض.
9.بينما كانت النسبة معكوسة في المجتمع الشيعي, أو حتى أكثر, وانخرط مع مشروع الاحتلال كبار القوم قبل صغارهم, ومعمّميهم قبل عامتهم, وشيوخهم قبل رعيّتهم, وبقوا هكذا لردح من الزمن, ثم انقلبوا على الأمريكان, كعهدهم دائما في التقلّب والتبدّل, خاصة وقد تناقضت المصالح الأمريكية-الإيرانية, فانحازوا لإيران, وصار فجأة خدم الاحتلال و(قوادوه), يرفعون لواء المقاومة الكاذبة, وبعد أكثر من سنتين, لم يستطيعوا قتل ولو جندي أمريكي واحد. فصواريخهم تسقط دائما في محيط السفارة, وعلى رؤوس المدنيين المساكين, رغم إن (السفارة في العمارة)!!.
إن التاريخ, يجب أن يُكتب بتجرد ونزاهة وموضوعية, ومن قبل صانعيه ,بعيدا عن العواطف والكلام الذي لا وجود على أرض الواقع, خصوصاً وإن التاريخ التي نتحدث عنها, لا زالت أحداثه طريّة, وكنّا وغيرنا شهوداً عليه. ولا ينبغي أبداً تقديم شهادات بالوطنية لمن لا يستحقها, وعلينا قول الحق ولو كان مُرّاً. وإن شمس الحقيقة,لا يحجبها غربال, والتي يجب التصريح بها والجهر فيها, مهما كانت مؤلمة, وإلاّ صار من لا يفعل ذلك شيطان أخرس.
وشتان ما بين مقاومتنا,و(مقاومتهم)!!!.
وبالله نستعين..
جيش المهدي يبيع أسلحته لجيش الاحتلال الامريكي في مدينة الصدر:
https://www.youtube.com/watch?v=lfJrpA_GMhk
1480 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع