علاء کامل شبيب
مهرجان التضامن السنوي العاشر مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في يوم 22 حزيران الجاري، ليس من باب الصدفة أبدا أن ينعقد في ظل ظروف و اوضاع خاصة بالغة الحساسية و التعقيد، ذلك أن دور المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق في إتجاه و سياق الاوضاع في إيران بات دور أکثر من بارز و حيوي.
التقليل من شأن المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق فيما يتعلق بدورهما على الصعيد الايراني، هو أمر دأب عليه النظام الايراني دائما و طوال العقود الثلاثة الماضية وان تأکيداته بهذا الخصوص أکثر من کثيرة، ولکن وفي نفس الوقت فإن تناقضاته و التضارب في تصريحاته أيضا بعکس ذلك تماما هي کثيرة و ملفتة للنظر، والذي يؤرق النظام و يقض من مضجعه هو أن نشاطات و فعاليات منظمة مجاهدي خلق و على مختلف الاصعدة صارت بالزخم و القوة اللتين لم يعد بمقدور النظام المثقل بالازمات و المشاکل من کتمها و إخفائها، وان هذا التألق و البراعة في النشاط و الفعاليات أجبر قادة النظام على تکذيب أنفسهم بأنفسهم و عادوا ليحذروا من دور مجاهدي خلق داخل إيران و هم الذي زعموا بأنها قد إنتهت و إنتهى دورها في داخل إيران تماما!
نجاح منظمة مجاهدي خلق في زرع عناصر لها داخل مختلف مفاصل النظام و نجاحها الکبير أيضا في الحصول على معلومات خطيرة و بالغة الحساسية بشأن مختلف الملفات الساخنة کالملف النووي و ملف حقوق الانسان و الملف السوري و العراقي و الممارسات الارهابية للنظام، منحها أکثر من ثقة و إعتبار على الصعيدين الاقليمي و الدولي کما أن دورها الرائد في التعريف بقضية الشعب الايراني و طرحها لمعاناته و مقاساته من مظالم و جرائم النظام القمعي، جعل الشعب الايراني يثق بها و يتطلع لکي تعيد مع نظام الملالي نفس الدور الذي لعبت أبان عقدي الستينيات و السبعينيات و اسقطت نظام الشاه، وان الحضور الکبير و الملفت للنظر لأبناء الجالية الايرانية المقيمة في مختلف دول العالم في مهرجانات التضامن السنوية و التي تجاوزت في العام الماضي 100 ألفا، يمکن إعتباره ببساطة بمثابة تصويت مباشر للشعب الايراني لصالح المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق و تفاعله معهما بقوة، وان الحماس و الاندفاع و الهمة التي تشارك فيها الالوف من الايرانيين في هذه المهرجانات تؤکد و بکل شفافية أن الشعب الايراني طفق يثق بالمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق أکثر من کل القوى السياسية الاخرى على الساحة لکونهما کانا دائما على علاقة و ترابط و تفاعل مع الاحداث و الاوضاع في إيران و لعبا دورا أکثر من مهم في توجيهها لصالح الشعب الايراني، بل وان ازدياد أعداد المشارکين في المهرجانات عاما بعد عام و إنشداد الشعب الايراني في الداخل لها و تلهفه لسماع أخبارها، أثبت بأن الشعب الايراني لم يعد ينظر لهذا المهرجان کمجرد فعالية سياسية جانبية او عرضية وانما هو مهرجان تجسيد إرادته و طموحاته و تطلعاته.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
741 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع