ا.د. ابراهيم خليل العلاف
موقف الحزب الشيوعي العراقي من الحرب العراقية – الايرانية ١٩٨٠-١٩٨٨
طلب مني احد الطلبة الباحثين ان اكتب شيئا عن موقف الحزب الشيوعي العراقي من الحرب العراقية –الايرانية 1980-1988 ، فوعدته أن اكتب ، واكتب واقول حين اندلعت الحرب العراقية – الايرانية في ايلول سنة 1980 ، كانت العلاقات بين الحزب الشيوعي العراقي ، والسلطة في العراق والتي كان يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي ، ليست جيدة خاصة بعد انفراط عقد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية كما كانت تسمى والتي توصل اليها البعثيون والشيوعيون بعد مفاوضات جادة ، في تموز سنة 1973 .
لكن العلاقات بين البعثيين والشيوعيين - كما يقول الدكتور علي الشمراني على الصفحة (153) من كتابه ( صراع الاضداد) والصادر عن دار الحكمة في لندن سنة 2003 - قد تدهورت بعد ذلك الى حد كبير ، " فلم تُعمر الجبهة اكثر من خمس سنوات رافقتها مشاكل ، وانتهاكات واعدامات واملاء مواقف واضطرار الحزب الشيوعي الى الخضوع لسياسات البعث ، لكن معارضة قواعد الحزب الشيوعي اضطرت القيادة الى الانتقال الى كردستان العراق ، والى خارج البلاد لإعلان موقفها من نظام البعث ، واعترف الحزب الشيوعي بأن الجبهة قد تحولت الى اداة في يد البعث" .
وقد رأى الحزب الشيوعي - كما قال الاستاذ جاسم الحلواني وهو احد قادة الحزب الشيوعي العراقي الحاليين - في الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 استنزافا لإمكانيات البلدين العراق وايران في الاموال والارواح ، وقال اننا في الحزب الشيوعي حذرنا من تعاظم قوة الجيش العراقي وزيادة تسليحة والاستمرار في استيراد الاسلحة المتطورة ونظرنا الى هذا الامر على انه لا يصب في مصلحة العراق الوطنية .. كما ان هذه الحرب تطورت فيما بعد بحيث امتدت لاحتلال الكويت . وبالإمكان متابعة حوار الاستاذ الحلفي في الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=wn8zHp9HDdg
أما الاستاذ عادل حبة ، وهو عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ايضا ، فيذكر في مقالة له بعنوان (موقف الحزب الشيوعي العراقي وحزب تودة ايران من الحرب العراقية –الايرانية " منشورة على الموقع التالي ورابطه :
https://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/46759-2020-12-12-16-14-27
ان الحزب الشيوعي العراقي ، طالب في بيانات متعددة بوقف هذه الحرب المدمرة ، والاستجابة لقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن. فالحزب الشيوعي لم يساهم في هذه الحرب التي أدانها منذ البداية، كما أنه لم يشارك في العمليات العسكرية إلى جانب القوات المسلحة الإيرانية كما ادعى البعض من الكتاب . ويقينا إن السلطات الإيرانية وأجهزتها الأمنية كانت على علم بموقف الحزب الشيوعي العراقي المطالب بوقف العمليات العسكرية والجلوس إلى مائدة المفاوضات خاصة عندما انتقلت القوات العسكرية الإيرانية إلى الأراضي العراقية مما يشكل مساساً بسيادة البلاد. ولهذا السبب بدأت السلطات الأمنية الإيرانية بمطاردة الشيوعيين العراقيين الهاربين من ملاحقة السلطة في العراق وقامت بإعتقالات واسعة لكل من يمر بالأراضي الإيرانية، ووقع في قبضة الأجهزة الإيرانية العديد ومنهم الدكتور رحيم عجينة عضو المكتب السياسي للحزب وعادل حبه عضو اللجنة المركزية للحزب ، وحيدر الشيخ علي أحد الكوادر العمالية في الحزب الذي تعرض إلى تعذيب رهيب، وسرد ما تعرض له إلى الروائي السعودي المعروف الدكتور عبد الرحمن منيف الذي دون هذه الذكريات في روايته المعروفة (شرق البحر الأبيض المتوسط) ، هذا فضلا عن ملاحقة سكرتير الحزب الشيوعي عزيز محمد الذي خرج من العراق صوب إيران وحاول الوصول إلى دمشق، إلاَ أن الأجهزة الأمنية الإيرانية حاصرته ، مما دفعت بقيادة الحزب إلى مناشدة الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الذي أرسل طائرة خاصة أقلت وزير التخطيط عبد القادر جمال للتباحث مع السلطات الإيرانية ورفع الحصار عن سكرتير الحزب ونقله إلى دمشق. فلو كان الشيوعيون العراقيون يقاتلون إلى جانب القوات الإيرانية، حسب ما اسماه الكاتب ، (أوهام وفبركات) الصحفي الأردني شاكر الجوهري الذي قال ان الشيوعيين قاتلوا ضد الجيش العراقي ، وضمن صفوف الايرانيين ، فكيف يفسر هذا الإضطهاد للشيوعيين العراقيين من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية؟
يشير الاستاذ يوسف محمد طه في مقال له منشور في صحيفة (المثقف) وعلى شبكة المعلومات العالمية – الانترنت ، وضمن الموقع التالي ورابطه :
https://www.almothaqaf.com/a/memoir02/939887
الى ما أسماه (المواقف الخيانية المخيبة للآمال ) ، التي اتخذها الحزب الشيوعي ابتداء من 1959 ، وانشقاق "القيادة المركزية" في أيلول 1967؟ ثم التراجع غير المنظم بعد فشل الجبهة الوطنية سنة 1979. ثم ما يسميه هو (مغامرة الأنصار) .ويقول :" باختصار، إننا نقف أمام مواقف خيانية متتالية تجسدت لاحقا أيضا في المواقف "المصيرية" تجاه العراق بدأ من الحرب العراقية - الإيرانية والحصار الأمريكي للعراق، وأخيرا العدوان الأمريكي المتكرر والمستمر من سنة 1991 حتى الاحتلال الامريكي سنة 2003. ومشاركته أي مشاركة الحزب الشيوعي في الحكم الخاضع لسيطرة الاحتلال الامريكي " .
وفيما يتعلق بموضوعنا ، وهو موقف الحزب الشيوعي من الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 ، فان تجربة تشكيل الحزب الشيوعي العراقي (حركة الانصار ) وما آلت اليه كانت تجربة خيانية فاشلة على حد تعبير الاستاذ يوسف محمد طه فيقول وبعنوان :" حركة الأنصار : انتصار الهزيمة " : لقد شكلت حركة الانصار بعد سنة 1980 مرحلة اضافية في زمن النكبات السياسية للحزب الشيوعي. وتركت بصماتها العميقة في كل أخاديد الوجود السياسي والأخلاقي والوطني والقومي للحزب. وقد انقسم تقييمها التاريخي والسياسي في الحزب إلى جهتين، الأولى هي من جانب قواعد الحزب وتتسم بالنقد الحاد لكل ما فيها ونتائجها. والثانية من جانب قيادات الحزب وهي على طرف نقيض من تقييم القواعد الحزبية. وفيما لو جرى اختصار ما شاهدته وسمعته من مقابلات تلفزيونية ، فمن الممكن وصفها وتقييمها بالشكل التالي: مقابلة لمكرم جمال الطالباني ونعثر فيها على شخصية رزينة ومحترمة. وينطبق هذا على مذكراته. عزيز محمد: مراوغ من الطراز الأول. وهذا سرّ احتفاظه بقيادة مجموعة قيادية رثة وبليدة وفاسدة وغير متجانسة. همها الأساسي كان الامتيازات الحزبية التي تتمتع بها في بلدان المنظومة السوفيتية. وهذا هو الجامع الوحيد الذي يجمعها سوية في هيئة واحدة تحت قيادته. فقد كان عزيز محمد موزع امتيازات الفساد والإفساد التي تمنح من قبل بلدان المنظومة السوفيتية. وهو أمر جلي في المقابلة رغم وضوح الترتيب المسبق لها من قبل مرتزقته ومتملقيه. أما المقابلات التي قام بها كل من بهاء الدين نوري وكريم احمد وعزيز الحاج وحميد مجيد موسى ، فقد كانت تتصف بالبلادة والركاكة" .
لقد أدى القيام بحركة الانصار (1979-1988) إلى نتائج دفع الحزب ثمنها بانهياره شبه التام. والأسباب هي على التوالي:
أولا: لقد كانت حركة الانصار مبنية على أساس وتقدير سياسي خاطئ.
وثانيا: إن موقف وعلاقة الحزب الشيوعي بالحركة الكردية المسلحة خلال سنوات 1974-1975 لم يكن يشجع أو يسمح بقيام حركة أنصار وسط حركات كردية معادية للحزب الشيوعي.
ثالثاً: الصراع بين الأجنحة الكردية المسلحة.
ومن الممكن الانطلاق والاتفاق مع الفكرة أو الاستنتاج الذي توصل إليه عزيز شريف عندما اعتبر سياسة الحزب في هذه القضية ، "سلوكا انتحاريا، نحر كوادر الحزب وأنصاره" . وبالتالي، فإن قيادة الحزب هي المسؤولة عن كل ذلك.
اضافة لذلك، إن حركة الانصار، لم تكن طوعية. كما أنها كانت في بداياتها أقرب إلى أوهام ثورية رومانسية (من جانب القواعد). ومع ذلك كانت إلزامية في بدايتها لإجبار القواعد "المشاكسة" للانخراط والاشتراك في معارك خاسرة بالضرورة، أي لاستهلاكها وقتلها والحصول على "شرف قيادة " "حزب الشهداء". وفي مرحلة معينة كانت تمثل نوعا من العقوبة. لهذا تحول الوهم الثوري الرومانسي بعد الهزيمة إلى خيبة أمل قاتلة.
واستمر هذا الخلل البنيوي في المؤتمر الوطني الرابع للحزب الشيوعي سنة 1985. وبالأخص ما يتعلق منه بالصراع الفكري السياسي حول تقدير الوضع السياسي في العراق وحوله. فقد كان من أسباب هذه النتائج هو ضعف الحركة الاجتماعية الجماهيرية. وللالتفاف على هذا المفهوم كان لابد من حركة الانصار. بينما كان ينبغي أن تقتصر على منظمة اقليم كردستان للحزب الشيوعي. وأن لا يكون الحزب كله رهن هذا الموضوع. وقد وصف عزيز شريف هذه الحالة بصورة سليمة عندما قال: " بأن الحزب الشيوعي وضع رقبته بين عجلات الحركات الكردية المسلحة"
ومهما يكن من أمر ؛ فان (معركة بشتاشان ) ونتائجها السلبية على الحزب الشيوعي أدت إلى انهيار حركة الأنصار والكفاح المسلح في سنة 1988. وترافق ذلك مع وقف إطلاق النار في الحرب العراقية -الإيرانية. ذلك يعني إن نشوء وانهيار حركة الأنصار ، كان مرتبطا بالحرب العراقية الإيرانية. وهناك الكثير من الشواهد التي تدل على كيفية ضغط إيران على مواقف الحزب الشيوعي. فبعد احتلال القوات الإيرانية لميناء الفاو العراقي، اصدر الحزب الشيوعي بياناً من دمشق لم تتقبله إيران. مما جرى التضييق على دخول وخروج الحزب الشيوعي إلى ومن إيران. مما اضطر قيادة الحزب الشيوعي العراقي من إصدار بيان ثانٍ من كردستان العراق بما يلبي الضغوط الإيرانية.
وبصرف النظر عن الأسباب الفعلية العلنية والمستترة وراء نشوء الحرب - الإيرانية العراقية، كان ينبغي للحزب الشيوعي وهو الحزب الوطني اتخاذ دعوة الوقف الفوري للحرب ، وحل النزاع سلمياً. والمساهمة في قيادة نضال سياسي عراقي إقليمي دولي لوقف الحرب فورا. فضلا عن إدانة اندلاع الحرب واستمرارها، وفي الوقت نفسه شجب تصدير الثورة الى الخارج. والأهم من ذلك أن يجري العمل من اجل إنهاء الفترة الانتقالية وحكم مجلس قيادة الثورة، الذي طال كثيراً بصورة لا مبرر لها، أي العمل من اجل دولة دستورية قانونية، وليس الانهماك في (مشروع اجنبي) من حيث الجوهر وانتهازي من حيث الوسيلة، أي العمل من اجل (حركة أنصار) .
لغرض توضيح ما هي حركة الانصار التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي خلال الحرب العراقية – الايرانية لمقاومة ومعارضة نظام حزب البعث وصدام حسين اعود لمقال كتبه الدكتور محمود قبطان بعنوان (حركة الانصار الشيوعية) في الموقع ورابطه التالي :
https://www.sotaliraq.com
قال فيه : " ان حركة الانصار التي شكلها الحزب الشيوعي لمناهضة حكم البعث ونظام الرئيس السابق صدام حسين خلال الحرب العراقية – الايرانية امتدت لأكثر من عقد من الزمن ، وقد سقط عدد من مقاتلي الحزب وقد رفع الحزب السلاح ليس هواية ، وانما كانوا قد استنفذوا كل الوسائل السلمية من اجل تصحيح مسار الوضع السياسي في العراق " .
تشير المدونات التاريخية الصادرة عن الحزب الشيوعي ، الى ان تجربة حركة الانصار التي اسسها الحزب الشيوعي ليست جديدة بل " هي ترجع الى حركة الأنصار التي تأسست في سنة 1963 ، وتوقفت لفترة من الزمن الى أواخر سنة 1978 حينما توجهت المجموعات الأولى من الأنصار الى الجبال ، جبال كردستان العراق تقرر بعدها رسمياَ ( في سنة 1981 ) تبني (الكفاح المسلح) كأسلوب رئيسي في النضال من اجل الاطاحة بالنظام الدكتاتوري واحلال ما سمي بالبديل الديمقراطي . والتي شكلت بذلك احدى اهم الصفحات الخطيرة في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ونضاله من اجل (وطن حر وشعب سعيد ) .
وقد تحدث الاستاذ سلام ابراهيم عطوف كبة ، وهو احد الانصار يعمل مهندسا استشاريا في مقال له بعنوان (الأنصار الشيوعيون العراقيون … الريادة والمعالم التاريخية) المنشور في موقع كلكامش الالكتروني ورابطه التالي :
https://www.gilgamish.org/2007/07/01/2450.html
وقال : " ان حركة الانصار الشيوعية ، تطورت من حيث المال والسلاح ومن الناحية النوعية والتكتيكات الانصارية، وخاضت المعارك بمعنويات ومستويات جيدة وبروح جهادية عالية ، وحققت بعض الانتصارات في مجال العمل الانصاري. وتوسع نطاق الفعاليات الانصارية التي وصلت حتى الى داخل بعض المدن الكردستانية… وقد اقترن ذلك بنشاطات لمفارز انصارية داخل المدن نفسها (مدينة اربيل، بعض مراكز الاقضية، المجمعات السكنية الحكومية ).. واصبحت حركة الانصار ، قوة اعادت هيبة الحزب ليس فقط عند الاصدقاء والاشقاء، بل ايضا لدى الاحزاب والقوى المعارضة الاخرى التي تتعامل مع الحزب الى حد بعيد من خلال تلمس قوة حركته الانصارية المسلحة، كما عززت هيبة الحزب لدى جماهير الشعب، ورفعت من معنويات الرفاق والجماهير وبددت مشاعر خيبة الامل والاحباط ومخاطرهما. ومن الامثلة العديدة على الفعاليات المذكورة عملية الطريق الدولي في منطقة بهدينان سنة 1981. وكان لحركة الانصار دور مهم في استهاض الجماهير في المنطقة وفي انتفاضاتها خلال السنوات 1982 و1984 و 1987 " . وكانت للحركة وسائلها الاعلامية ومنها (اذاعة صوت الشعب العراقي ) .
ويتابع الاستاذ سلام عطوف ابراهيم كبه حديثه عن الحركة وهو عضو فيها ومناصر لها فيقول :" سطرت حركة الانصار الشيوعية صفحات بطولية مجيدة في معارك شهرزور وقرداغ وكرميان وقلعة دزة ودربنديخان وكفري وطوزخرماتو والعمادية خلال السنوات 1984- 1985 وساهموا في تحرير مانكيش وسيطروا على مطار بامرلي ثلاث مرات ، وضربوا مواقع السلطة في القوش. كما ساهموا في معارك نريكين سنة 1986 وقاموا بتحرير ناحية نوجول واقتحام فوج سوتكي وقائمقامية شقلاوة ودخول جامعة صلاح الدين وخاضوا عشرات المواجهات والمعارك الاخرى، وتوجوا هذه المعارك بالالتحام بالانتفاضات والهبات الجماهيرية في مدن وقصبات كردستان ربيع سنة 1987. وشهدت مناطق اربيل معارك بطولية واسعة مع قوات النظام من ابرزها معارك : حسن بك في دشت اربيل ، وقرجوغ، وهيلوه، وبستانه، وهنارة، و….الخ، واستطاعت فيها المفارز الانصارية احتلال العديد من الربايا والسرايا والحصول على كميات من السلاح والعتاد واجهزة الاتصالات والسيارات. ووصل الأمر حد خوض معارك جبهوية ضد قوات النظام، كما حصل في معارك ( بناوي ودول سماقولي) التي استمرت 11 يوما. وقد واجهت حركة الانصار الجيش العراقي قبل فترة ايقاف الحرب العراقية – الايرانية وبعدها في مواجهات ومعارك شملت كافة اجزاء كردستان في مناطق سوران وبهدينان رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى ..ولأول مرة في تأريخ حركة الانصار الشيوعية شاركت المرأة في الكفاح المسلح، فقد التحقت عشرات من الرفيقات الشيوعيات في صفوف الانصار، ومنهن من زاول العمل العسكري ضمن مفارز قتالية وعملت أُخريات في مجالات المخابرة والتمريض والاعلام.. الخ ومنهن من استشهدن في طريق الكفاح فجسدن التضحية والفداء امثال الشهيدتين احلام وانسام" .
واخيرا واستكمالا للموضوع لابد ان اعرج قليلا على ما حدث في بشتآشان من مآس واعود الى ما كتبه الصحفي الاستاذ علاء اللامي في جريدة
الاخبار (اللبنانية ) العدد ١١٣٩ الجمعة ١١ حزيران ٢٠١٠ http://www.al-akhbar.com
وقال ان بشتاشان واحدة من أربع قرى كردية جبلية تقع في الشريط الحدودي العراقي المحاذي لإيران، وقد هجَّر سكانَ هذه القرى في بداية الثمانينيات من القرن الماضي خلال حرب الثماني سنوات مع إيران. هذه القرية المهجورة، وذات الموقع الحصين عند سفح جبل قنديل، اتخذتها قيادة الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان يحمل السلاح ضد النظام الحاكم آنذاك، متحالفاً سياسياً وعسكرياً مع عدد من الأحزاب العراقية والكردية، من بينها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، اتخذتها موقعاً يضم مقارّ للإعلام المركزي للحزب ومستشفى ميدانياً ومجموعة من الإدارات الخدمية، إضافة إلى مقر للمكتب السياسي للحزب. كانت هذه المواقع محمية بقوة مسلحة من أنصار الحزب القادمين من شتى أنحاء العراق، ولكنها لم تكن قاعدة عسكرية بالمعنى المألوف للكلمة، كما يؤكد بعض الشيوعيين ممن شاركوا أو شهدوا تلك الأحداث، وحدث صدام بين الطرفين ليلة الاول من ايار سنة 1983 ذهب ضحيته الكثيرون.
هذه جوانب من موقف الحزب الشيوعي من الحرب العراقية – الايرانية ويقينا اننا بحاجة الى الكثير من الوثائق والمصادر للوقوف بشكل تفصيلي على المواقف وردود الفعل التي احدثتها .
2137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع