جون توبام او توبي.. الشرطي الذي أصبح مصورا عالميا

                                                

                           محمد سهيل احمد

    

جون توبام او توبي.. الشرطي الذي أصبح مصورا عالميا

* / اتسعت شهرة توبام الى الحد الذي امسى فيه مطلوبا من قبل الصحف البريطانية الواسعة الانتشار ، ملبيا رغباتها في تصوير هذا المكان المدمر او تلك البناية الخربة /

بدأ جون توبام ( 1908 ــ 1992) مساره الحياتي بالعمل كشرطي في الضاحية الشرقية من لندن وذلك في العشرينات من القرن الماضي .وقد اعتاد بحكم عمله في الشارع ان يصحب معه الة التصوير الخاصة به من واقع ولعه بتصوير تفصيلات الحياة اليومية في ( كينت ) . كانت اولى صوره الفوتوغرافية التي قام بنشرها عن ذلك المكان وقد تلقى عنها اجره الأول : خمسة باونات استرلينية . ثم عمل في صحيفة الديلي ميرور بإجور اسبوعية ما جعله يقرر ان يصبح مصورا حرا ، دون ان يمنع ذلك القرار ارتباطه بمجلة ( لايف ) في السنوات المبكرة من الحرب خلال سنوات الحرب العالمية الثانية . وقد اتسعت شهرة توبام الى الحد الذي امسى فيه مطلوبا من قبل الصحف البريطانية الواسعة الانتشار ، ملبيا رغباتها في تصوير هذا المكان المدمر او تلك البناية الخربة .وكانت واحدة من اكثر صوره الملتقطة شهرة تلك التي تمثل مجموعة من الفتيان مختبئين في خندق ايام الحرب العالمية الثانية حين شرع الألمان بقصف لندن فيما يعرف بمعركة بريطانيا الشرسة .وقد استخدمت تلك الصورة ضمن الحملة الدعائية التي دعت لمد يد العون لانكلترا . وكانت واحدة من الصور التي القت بظلالها على الرأي العام الاميركي وحفزت الملايين من مواطني الولايات المتحدة الاميركية في حث حكومتهم على خوض الحرب جنبا الى جنب الحلفاء .وهي الصورة التي تصدرت احتفالية المتحف الحربي الامبريالي بمرور سبعين سنة على اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وذلك في عام 2009 .
من الأسود والأبيض الى الفضي
في عام 1941ــ انضم توبام او توبي كما كان يكنى بمعنى القمة ــ لسلاح القوة الجوية ومن ثم انتقل الى العمل في المخابرات . وبعد الحرب اصر توبام على العودة للعمل كمصور حر متخذا من جنوب وشرق انكلترا اضافة الى اسكتلندا كمثابات لصوره الملتقطة .
منذ عام 1927 وحتى رحيله عام 1992 لم ينقطع اهتمام توبام عن توظيف الة تصويره لالتقاط مشاهد الحياة اليومية ، فقد تجاوز عدد الصور التي التقطتها كاميرته المائة واثنتين الف صورة فوتوغرافية ضمت الى مجموعة ( توب فوتو ) المسماة بالحروف الثلاثة الاولى من اسمه ، اضافة الى عشرين الف صورة سلبية .
وعلى نحو غير مسبوق ، قام ( روبن بيل ) بمعالجة هذه الصور عن طريق تحويلها الى مطبوعات جيلاتينية ذات لون فضي من واقع السلايدات الاصلية . وفي رأيه ان هذه المعالجة : " كان بالامكان ان تصبح في عداد المستحيل تقريبا متمثلة في صعوبة التعامل مع اللقطات التي حفلت بها الصور مما يؤدي الى جعل المهمة ثقيلة الوطء كونها تضم كما هائلا من الصناديق المعبأة بالسلايدات والالواح الزجاجية المكشوفة وغير المكشوفة .لقد استطاع توبام ــ عبر جهد تقني حاذق تم في كل صورة عن طريق المصادفة ــ من خلال نظرة عينيه البارعتين من نقل جرعات من الشعور الذي يجنح باتجاه الغبطة الممزوجة بموهبة نادرة لنقل النوستالجيا التي تشع من خلال الصورة على نحو يؤثر على الاجيال القادمة من المشاهدين . وهكذا ولدت صور توبام الفوتوغرافية لتعكس معلمي الحياة .. الطيب والشرير" . رحل جون توبام عام 1992 في مدينة ( ادينبرج ) تاركا كنزا من الصور الفوتوغرافية التي وثقت لأشكال شتى من الحياة ، حياتنا نحن البشر .

تعليقات الصور
--------------

1ـ توبام : كاميرة وقناع حرب
2 ــ اشهر صور توبام
3 ــ مشهد لندني ايام الحرب
4ــ من صور توبام الفنية
5 ــ من صور توبام الطريفة

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

900 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع