من مذكرات الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي "رحلتي في الطب والحياة" الجزء الثالث

                                                      

                       أ. د عبد الهادي الخليلي

      من مذكرات الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
        "رحلتي في الطب والحياة" الجزء الثالث
تكريم لميعة عباس عمارة، الشاعرة السامقة (21 نيسان 2008)

تمثل الشاعرة لميعة عباس عمارة رقة العراق وعظمته وشموخه. اختارت الغربة مرغمة شاعرة عراقية بامتياز، تستمد من ماء أهوار العراق ومن بغداد العراق حيويتها وشاعريتها التي ارتقت بها إلى الأعالي في ميدان الشعر والأدب على الصعيد العراقي والعربي.

علمت بأنها في الولايات المتحدة وفي مدينة سان دييغو في كاليفورنيا فاتصلت بها وتحدثت معها على الهاتف وأبلغتها برغبتي أن أزورها وأن تقوم الملحقية بتكريمها في حفل نجمع فيه الجالية العراقية في سان دييغو، وافقت بالرغم من وعكة ألمت بها وبذا بدأنا بالتحضير.
التحضير للزيارة:
تفضل الأستاذ علي الموسوي الأديب الفنان من مدينة ناشفيل في ولاية تنسي بالإشراف على تصميم درع التكريم الذي أتمه بأسلوب متميز..
اتصلت ببعض عيون الجالية العراقية في سانتياغو وكان منهم اختصاصي طبّ الأطفال الدكتور فارس فرنكول والدكتور البيطري بطرس مرقص وآخرين. تكفلوا متفضلين بكل متطلبات الزيارة والحفل. خلال الزيارة الشاملة لولاية كالفورنيا كانت سانتياغو إحدى المدن الثلاث التي زرناها.
في بيت الشاعرة:
توجهنا عند الوصول في يوم الأحد العشرين من شهر نيسان 2008 إلى بيت الشاعرة الرائدة لميعة عباس عمارة التي تلقتنا بأحلى الترحاب والبشاشة.

                                 

                       مع الشاعرة لميعة في دارها

تجولنا في دارها التي تعد متحفاً يضيق بمخزونه من التحف والهدايا والصور التي أهدتها لشخصها الكريم شخصيات ومنظمات أدبية ورسمية في مختلف دول العالم.
وعند دخولنا إلى غرفة الضيوف التي كانت ملاصقة "للمطبخ" غادرتنا للحظات شممنا عندها رائحة الطبخ الزكية وكانت قد أعدت لنا أكلة خاصة وعندما عادت كانت تردد بيتين من الشعر العراقي الأصيل نظمتهما بالمناسبة!
تِهللْ من تلاكينة وبَشَّه *** وَشِمّ ريحَة طبُخ تِمن وبشّه هْلال العيد هنّاني وبشَّر *** بجَيتك يا چبير الگدِر ليّه

                       

الشاعرة الطباخة "درجة أولى" وهي تلبس غطاء الرأس الواقي وعلى وجهها الإبتسامة الأخاذة.

قضينا وقتاً من أحلى الأوقات معها تخللته الطرفة والحديث عن الماضي وآلامه وعن الحاضر الملّبد بالغيوم والمستقبل المبهم للعراق وأهله والأمل الدائم في قدرة العراق والعراقيين على تخطي الصعاب وكانت متفائلة بالمستقبل.
حفل التكريم:
أترك تفاصيل حفل التكريم للمذيعة المحبوبة من كل العراقيين الست كلادس يوسف بما وصفت به الحقل في مقالها الذي نشرته على الإنترنت في موقع "عنكاوة".

ما سطرته المذيعة ذائعة الصيت كلاديس يوسف في موقع عنكاوة
"سان دييغو – من كلادس يوسف
البروفسور الدكتور عبد الهادي الخليلي المُلحق الثقافي في السفارة العراقية يزور جنوب كاليفورنيا
زار المُلحق الثقافي العراقي جنوب كاليفورنيا الشهر الماضي (نيسان)، بدأت جولته من لوس أنجلس، سان دييغو، ثم سان فرانسسكو وكان بصحبته معاونه الدكتور جلال مجيد.
هنا في سان دييغو استقبلته الجالية العراقية استقبالا حافلاً مهيباً يليق بشخصه الكريم، وكان هذا الإحتفال مُخصصاً لتكريم الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة تثميناً لدورها المُتميز في إثراء الشعر الحديث.
في بداية الاحتفال رحبت عريفة الحفل الإعلامية العراقية كلادس يوسف بالبروفسور والشاعرة الرائعة والحضور الكرام، واستعرضت في كلمة موجزة المسيرة الفريدة والمُشرفة التي يتمتع بها الدكتور الخليلي الذي اضفى على هذا المنصب هيبة ووقاراً ولنا جميعاً أن نفخر به، فمسيرته ما هي إلا محطات وهاجة نقية.. وهالة مضيئة تعطينا صورة واضحة عن جذور وماض مُشرف.. فهو النموذج المُتطور والمُتقدم في فكره وعمله.
ثم أشادت عريفة الحفل بشعر لميعة عباس عمارة الذي أذهل جمهور المُثقفين العرب، وأينعت كل كلماتها لتطال السحاب.
ثم ألقى الشاعران كريم الجسار وخليل الحسناوي باقات عطرة من الشعر الشعبي.
ثم كانت المُحاضرة القيمة للدكتور الخليلي، استعرض فيها نُخبة من مُفكري ومُثقفي وفناني العراق الذين أثروا ثقافة القرن العشرين الذين سنستلهم مُعظم أفكارهم وتطلعاتهم لتطوير هذا المُجتمع لتخليصه من قبضة التخلف المُدمرة، ليلحق بركب الحضارة الإنسانية الحديثة.
كانت المُحاضرة مدعومة بالصور المُتلفزة التي تؤكد تراث العراق العريق.. وكان صداها واضحاً لدى جميع الحاضرين.
ثم تفضل الدكتور بتقديم هدية رمزية "عبارة عن شعار يحمل علم العراق وبيتاً من شعرها وموقع من الدكتور الخليلي" للشاعرة لميعة عباس عمارة وسط تصفيق الحاضرين وفرحهم بهذا التكريم الذي هو بمثابة تكريم لكل المُثقفين.
بعد ذلك أمطره الحاضرون بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات أجاب عنها الدكتور الخليلي بكل رحابة صدر وموضوعية ثم توجه الجميع إلى مأدبة العشاء التي أقامها سيادته بهذه المناسبة.
وأخيراً ودع سيادته بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
في اليوم التالي كانت له مُحاضرة علمية قيمة في جامعة سان دييغو.
نُثمن وبقناعة مُطلقة دور الدكتور الخليلي وبما يبذله من جهود في تمكين العراق من نشر ثقافته وتراثه وتاريخه الأصيل .. ونتمنى من أعماق قلوبنا أن يكلل عمله بالموفقية والنجاح في سعيه الدؤوب الذي تؤطره ملامح ثقافية وفكرية وعلمية تنمو وتتطور في ظل الطموح بلا حدود.
تحية حب وإجلال لجميع أعضاء سفارتنا في واشنطن وعلى رأسهم سيادة السفير سمير الصميدعي.
حفظ الله العراق وليبقى علم العراق مُرفرفاً في أنحاء المعمورة ولتبقى سفارتنا في واشنطن حضناً دافئاً يقي العراقيين برد الغربة".
وكما تفضلت به الإعلامية القديرة كلادس يوسف فإن حفل تكريم الشاعرة لميعة قد عقد على قاعة مطعم حمورابي في منطقة "إلكهون" الجميلة وحضرها ما يزيد على السبعين عضواً من أفراد الجالية العراقية الكريمة.
بدأ الحفل بإلقاء كلمتي التي جاء فيها:
إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن نجتمع هذا اليوم مع هذه النخبة الطيبة من أهلنا في سان دييغو. والفضل في ذلك يعود للرمز العراقي الشامخ الشاعرة لميعة عباس عمارة.
أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى ألأخ الفاضل الدكتور فارس فرنكول والأخ بطرس مرقص للجهود المضنية التي بذلاها في سبيل تحقيق هذا التجمع الخير. وأشكر كل من ساهم معهم في الجهد والوقت. وأشكر لكم أيتها السيدات والسادة الأكارم تشريفنا بحضوركم وأقدم اعتذاري لمن لم يسع المجال لدعوتهم.

     

      مع الدكتور فارس فرنكول والإعلامية كلادس يوسف

أيها الحضور الكريم
يجافي الحقيقة من يظن أن الكتابة إلى أو عن لميعة عباس عمارة بالأمر السهل، ليس فقط لأنها ضليعة باللغة العربية وفنونها نحواً ونظماً، إنما حباها الله بتلك الألمعية الفريدة حتّى لتظن أحيانا أن في خاطرها جهازٌ حساس يلتقط الفكرة والإحساس المرهف كما يلتقط الإبداع المتميز.
نحمد الله الذي قدّر لنا أن نكون مع الشاعرة العراقية الرائدة التي تحمل في ذكرياتها جانباً مضيئاً من التاريخ الشعري والفكري والسياسي لعراقنا الحديث.
وليس قليلاً أن نكون بحضرة الشاعرة التي عاصرت الجواهري والسياب ونازك وواكبت وشاركت في صنع حركة شعرية معاصرة أعادت لعراقنا الحبيب مجده الشعري عبر التاريخ.
نرحب بك ست لميعة وبضيوفك الكرام راجين لك طول العمر والبقاء صرحاً ثقافياً شامخاً نعتز به ونفتخر
والسلام.
اسمحوا لي باسمكم أيها الحضور الأكارم وباسم كل العراقيين أن أقدم إلى الرائدة الشاعرة العراقية المبدعة لميعة عباس عمارة هذا الرمز المتواضع "عنوان عرفان ووفاء لعقود من الابداع".
يحمل هذا الرمز علم العراق الحبيب على قلوبنا جميعاً وما عبّرت به لميعة عن ذلك الحب حينما قالت:
وبغداد قيثارتي البابلية *** قلبي وهُدبي عليها وتر

                    

                 الشاعرة الفذة تستلم درع التكريم

     

الدرع الذي صممه الأستاذ علي الموسوي وقدمتُه للشاعرة لميعة


اختام الزيارة:

ودعنا الشاعرة الفذة لميعة متمنين لها طول العمر ودوام إغناء التراث العراقي والعربي بنتاجها المتألق وودعنا الحضور الكرام وكان ذلك الحفل فرصة أكدت محبة الجميع للعراق وأهله وتراثه.

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

614 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع