أبو كَاطع وسعدي الحلي في جلسة نؤاسية !

                                                    

                          ميرزا الراوندوزي

أبو كَاطع وسعدي الحلي في جلسة نؤاسية* !

لم يدر في خلدي يوما ، ان اسرد حكايات عملي في الصحافة التي بدأت في جبال كردستان منذ ستينيات القرن الماضي في صحف المعارضة ، وحتى تقاعدي منها بعد خدمة طويلة انتهت ، بانتهاء جريدة " التآخي " بإصدارها العلني الثاني في بداية السبعينيات المنصرمة ..

حكايات مؤلمة ومرة ، لكنها تستحق التسجيل ليعرف الجيل الجديد من الصحفيين ، حجم معاناتنا ، وكيف تغلبنا عليها بالعزيمة والارادة الوطنية ، وايضا لنا حكايات بهيجة ، تضفي الفرحة حين نستذكرها ، ومنها الحكاية التي اسردها الان ، وابطالها خمسة اشخاص ، هم اربعة من الصحفيين الرواد ، والخامس مطرب شعبي معروف ، ثلاثة توفاهم الله ، هم الصحفي والكاتب الاستاذ شمران الياسري المعروف بأبي كَاطع ، والثاني الكاتب التقدمي الاستاذ رسمي العامل صاحب المطبعة التي كنا نطبع فيها " التآخي" وصاحب العمود الشهير( مسمار) في ذات الجريدة ، والثالث هو المطرب الشعبي المعروف سعدي الحلي ، والاثنان الآخران أحياء والحمد لله ، هما أنا " ميرزا الراوندوزي" والآخر كاكا زيد الحلي الصحفي المعروف..والحكاية بدأت ، حين نشرت جريدة " طريق الشعب " مقالة للأستاذ شمران الياسري في عام 1974 ( فترة ما يسمى بالجبهة الوطنية ) اثارت اهتماما عند الرأي العام ، وتلقفها الشعب بأسره ، تمحورت حول الواقع المؤلم لناحية الفهود في اهوار الناصرية ، كانت المقالة مكتوبة بدم حار ، جعلت جريدة " الثورة" للحزب الحاكم ، تستشيط غضبا ، وقررت ارسال رئيس قسم التحقيقات فيها كاكا زيد الحلي مع مصور الى الناحية ، كي يكتب ما يفند ما كتبه الياسري ..

وفي مساء احد الايام ، سألتُ كاكا زيد وكنا بمقر نقابة الصحفيين العراقيين عن موضوع ناحية الفهود ، بعد ان شاع خبر ايفاده الى الناحية بين الصحفيين ، فقال انه سافر الى هناك ، ووجد ان كل ما كتبه الياسري صحيحا ، لاسيما حالة سكان الاهوار المأساوية ، وانه اعد تقريرا ، سلمه لرئيس التحرير طارق عزيز بالواقع المزري للناحية ، فتم رفعه الى ديوان الرئاسة ، وكان من نتيجته اعفاء مدير الناحية وتوجيه عقوبة الى الكادر الحزبي فيها ..

وللصداقة القوية التي تربطني بزميلي شمران ، نقلتُ له في اليوم التالي تفاصيل موقف كاكا زيد ، ففرح ، ورجاني تزويده برقم هاتفه ، ويبدو انه اتصل به ، ودعاه الى جلسة مسائية .. وكنتُ من ضمن المدعوين الى تلك الجلسة التي ضمت ايضا الاستاذ رسمي ..
مكان اللقاء كان مطعم ( القيثارة ) وفي حديقته الجميلة بشارع ابي نؤاس ، وقد فوجئنا حين اطل كاكا زيد بأناقته المعهودة ، اذ كان بصحبته المطرب ذائع الصيت سعدي الحلي .. فكانت جلسة من العمر .. أكل وشراب وغناء ..
والى اللقاء في حديث آخر ..

*من ذاكرة الصحفي الرائد ميرزا الراوندوزي

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع