الأعظمية توإد الفتنة الطائفية

                                               

                            بيلسان قيصر

الأعظمية توإد الفتنة الطائفية

الإستفزاز هونوع من أنواع الضغط على الطرف الآخر لإجباره على التصرف بطريقة غير طبيعية، لاسيما الإستفزاز الديني والسياسي، حيث غالبا ما يودي الضغط الشديد الى إنفجار قوي يحرق الأخضر واليابس معا. ومنذ الغزو الأمريكي يقوم الطرف الشيعي الحاكم بإستفزاز أهل السنة بطرق خبيثة، فقد احتلوا جوامعهم وحولوها الى حسينيات، وسرقوا أوقاف أهل السنة، وصادروا العتبات الشيعية في سامراء، وجرفوا بساتين أهل السنة بحجة داعش ودمروا مدنهم بنفس الحجة، وغيروا طبيعية السكان في ديالى ونينوى وصلاح الدين وأطراف بغداد، وحولوا جرف الصخر الى مستعمرة ايرانية، حتى المناهج الدراسية غيروها وجعلوا العملاء والجواسيس وطنيين رغم أنوف الجميع.

في ليلة الخامس من شهر مايس، وخلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك قامت قوة من الميليشيات الولائية بوضع صور كبيرة للخميني والخامنئي في وسط مدينة الاغظمية السنية، وأمام مرقد الإمام ابو حنيفة بالذات، لغرض إستفزاز أهل المنطقة، واشعال الفتنة الطائفية، لكن أهل الأعظمية أدركوا المكيدة الخبيثة، وعلموا ان الميليشيات ستصطدم بهم في حال قيامهم برفعها، فقاموا بالأتصال بالجهات المسؤولة لغرض رفعها، فأرسل رئيس الوزراء قوة أمنية قامت بإنزال الصور المستفزة، ففشلت خطة الميليشيات الولائية، علما انه يوجد حظر خلال الليل في بغداد بسبب تفاقم حالات الكورونا، وهذا يؤكد ان من وضع هذه الصور هم من الميليشيات الولائية المرتبطة بالحشد الشعبي الذين يتمكنوا من إنتهاك كل القوانين ولا أحد من الجيش والقوات الأمنية قادر على مواجهتهم، فإن كان رئيس الوزراء يرتعب منهم كالجرذ، فما بالك بالشرطي والجندي! هكذا يستفزوا أهل السنة.
السؤال المحير: لماذا تعلق صور الخامنئي والخميني المقبور في مناطق سنية؟ ما الهدف من ذلك؟
ألا تكفيهم الصور واسماء الشوارع ذات الصبغة الفارسية في البصرة؟ لقد تحولت البصرة الى محافظة ايرانية، وبقية محافظات الجنوب تحذو حذو النعل بالنعل بالبصرة.
لو علقت صور الشيخ ضاري مثلا في الكاظمية كيف سيكون موقف شيعة العراق وذيول ايران من عناصر الميليشيات الولائية؟
لا أحد يجهل ان مكان وضع الصور مليء بكاميرات الشوارع، ودوريات الأمن ونقاط السيطرة، ويفترض ان تتعرف الحكومة على العناصر التي قامت بها، وتطبق عليهم تهمة الإرهاب، لأنهم أردوا إحداث فتنة طائفية، ان دواعش الشيعة لا يقلوا خبثا عن دواعش الدولة الإسلامية، لاسيما كلاهما تابع للولي الفقيه في ايران.
بسبب قرب الإنتخابات كان لابد للطبقة السياسية ان تنفخ ببوق الطائفية، وهذا ما لاحظناه في مقالة المالكي الأخيرة، عندما إتهم العميل الطائفي نوري المالكي عشائر تكريت عن مأساة سبايكر لأغراض إنتخابية، فالعزف على الوتر الطائفي يطرب له الشيعة من الجهلة والمستغفلين.
في الحقيقة كان رد أهل الأعظمية رائعا في وأد الفتنة، عندما هتفوا (إخوان سنة وشيعه، وهذا الوطن ما نبيعه).

طلقة طائشة
ان بنية النظام الايراني حسبما حدده الدستور الايراني ينص على مساعدة المستضعفين والمظلومين الشيعة في العالم، وتصدير الثورة، وتحقيق العدل الالهي في العالم، وتجاوز الحدود الوطنية.
حسنا! كيف سيكون الأمر لو قررت السعودية ان هناك مظلومية لأهل السنة في ايران ويجب مساعدتهم؟
وكيف سيكون الأمر لو ان الدستور السعودي تضمن نصا على تصدير الثورة الوهابية الى دول العالم؟
كيف سيكون موقف ايران من هذا الأمر؟
ومن يحدد المظلومية ووجود المستضعفين في دول العالم؟ هل الأمر يخضع الى معيار سياسي أم ديني ام طائفي؟

بيلسان قيصر
مايس 2021
البرازيل

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

613 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع