زيد الحلي
خاطرة قلم - إقبال الحياة
كم سعيد الانسان الذي يعيش املاً ، في فضاء المخيلة ، حين تقبل على عقله الباطن مشاعر السرور دون رقيب .. هذا الاقبال يجعله يعيش في محطات من الالفة والمزاج الحياتي ، منتظرا ضوع ورود يشمه يوميا ، في مرآة الخيال ، فلعل الربيع ، يأتي ، حاملا البشارة التي ربما تغيير الصمت الجريح الى لغة وحروف وحركة وصوت ، فالمحارة الجريحة وحدها هي التي تضمد جراحها بلؤلؤة .
ان المشاعر الانسانية ، تمر بمحك ضيق عندما لا تجد صدى ، لكنها لن تموت ، فأقبال الحياة اقوى ، واكثر اتساعا ، وبعيدة عن سوط داء النسيان ، فهي نتاج فكر زُرع في الروح ..
واذا حظي المرء بأقبال رباني ، عنوانه هدية الزمن ، فأن الحياة تكون امامه جميلة حتى لو اعتراه خطب او ألم او معاناة ، فالهدية الحلم لا تجعل النفس تهرب الى الظلام لتحاكيها خلسة ، بل ستجدها معك تحاورها وتحاورك ، وتلك اهم ميزات الحياة الجميلة ، وسيرى كيف ان ابتسامته ستخرج من الاعماق طاردة اليأس والظلامية ، فما أتعس الأنسان حين يحيا مثل صمت القبور .. ان هدية الزمن هي التي تعيد الحياة لشباب ذوى .. هي الاقبال المنتظر .. هي الحب النقي الذي نما بشكل عجيب ، وتجذر في الوجدان .
لقد وصف المشاعر الانسانية ادباء كثيرون ، وعلماء نفس كثيرون ، لكن لم يمنح مفهوم (المشاعر ) كحياة ، إلاّ قلة ، أما الذين منحوها ( حياة ) نحبها وتحبنا ، ونعطف عليها وتعطف علينا ، ونناجيها وتناجينا ، فأقل من القليل .. فهل تداوي هدية الزمان الجرح الغائر في جسم السنوات .. بعد ان اتسع باتساع البحر، منتظرا التفاتة اقبال الحياة !
2124 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع