مصطفى محمد غريب
الانتصار العسكري على داعش وداعش الإرهاب يطل برأسه
هل سنواجه تجربة ثانية بعدما كانت الأولى أكبر مأساة دموية إنسانية وآلة من الدمار التي ساهمت بتهجير مئات الآلاف وهدمت مدينة الموصل وآثارها التاريخية وجعلت ثلث البلاد تحت سطوت الإرهاب والقتل والحرب والدمار، وعندما قالوا انتهينا وهم من كانوا السبب عادت المسرحية الدرامية تطل من فوق خشبة المسرح السياسي والقتالي والطائفي وهذه هي بوادر التوسع والتقدم وقد يستهزئ من يستهزئ لكن تجربة داعش الأولى ماثلة أمامنا فقط ( 800 ) إرهابي جردوا أكثر من فرقة عسكرية مدججة بالسلاح فهرب قادتها وهم يرتدون الملابس المدنية وكان المسؤول الأول في الدولة نوري المالكي رئيساً للوزراء وقائداً للقوات المسلحة فأي فضيحة كانتّ؟ وأين القضاء والقانون من المسببين والهاربين؟ فلا يمكن ان ننسى حدثين مهمين من تاريخ داعش الإرهاب بما يشكلان من أهمية تاريخية تنفع المستقبل ان تكررت بفواجع جديدة وان تأخرت قليلاً، ولهذا ندقق ما قاله قائد القوات الأميركية السابق في العراق، الجنرال ديفيد بيترايوس" كان شريكنا الأسبق نوري المالكي ، قد اتخذ قرارات طائفية وهذا هو الخطأ الأكبر ، ساعدت نشوب تمرد في مناطق سنية " وشرح كيف جرت هذه القرارات واستهداف رموز من الوزراء والمسؤولين " اعادت الصدام بين بغداد والمحافظات الأخرى" صدام مرير انتج المأساة وسوف ينتج الكارثة المأساة مرة ثانية، مثلما ذكرنا باحتمالين مهمين اصبحا مكشوفين ومعروفين وهما، كما يعلم الجميع. الأول: حينما أُحتل الموصل واكثرية المناطق الغربية وحتى الأقسام من الوسط في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وتهاونه واتهامه من اكثر المهتمين والمختصين بأنه كان السبب المباشر وغير المباشر في سيطرة داعش الإرهاب وهزيمة القوات العسكرية وقادتها فهو صاحب المقولتين الطائفية " هو يكدر احد يأخذها حتى ننيطها بعد" والرجل لم يقصر في دفع الأمور نحو التعقيد والحرب الأهلية فخرج على الجميع بالقول "جيش يزيد والمقصود بالسنة حصراً وان لم يقلها، وجيش الحسين والمقصود بالشيعة وإن لم يذكرها لكن كما يقال اللبيب من الإشارة يفهم وهي مقولة موجودة في الفكر الطائفي دون ملايين العراقيين الذي ينبذون الطائفية ومقولاته السقيمة، وذهب نوري المالكي بعد خراب البصرة والخسائر التي دفعها الشعب والعراق ، وبقت داعش تصول وتجول وهو في الخضراء يسكن أحد قصور صدام حسين وكأنه بريء غير مسؤول هو وقادته الثاني: عندما صرح رئيس الوزراء الأسبق ايضاً حيدر العبادي بهزيمة داعش الإرهاب وهو الانتصار على الإرهاب. فهل انتهى الإرهاب؟ وهل الانتصار العسكري الجغرافي على داعش كانت نهايته؟ قلنا حينها إننا نشك بهذا الانتصار فهو ليس بالكامل لأن الانتصار لا يكفي ان يكون عسكرياً فحسب، بل الانتصار الفكري هو الطريق لمحاصرة التطرف والطائفية بكل أنواعها لكي يجري قطع دابر الإرهاب، وهذا التحذير وتحذيرات من قبل أكثرية القوى الوطنية والديمقراطية والدعوة لحل المشاكل وإعادة المهجرين والمهاجرين قوبلت ليس بالإهمال فحسب انما بالعكس فعندما أعلن الانتصار على داعش احتلت المناطق البعض من الميليشيات المسلحة التابعة للحشد الشعبي ومنع اهاليها من العودة بشكل طبيعي ونستطيع تقديم العديد من المناطق لكن المثال القريب هو " جرف الصخر" الذي مازالت أكثرية ساكنيه يمنعون من العودة بسبب البعض من القوى الطائفية المسلحة وقد صرح رعد الدهلكي رئيس لجنة العمل والهجرة البرلمانية يوم الثلاثاء 13 / 4 / 2021 أن "ما جرى ويجري في جرف الصخر، هي مؤامرة وخرق واضح لحقوق الانسان والتعايش السلمي، وهي نوع من انواع الابادة الجماعية التي تمارسها جهات للأسف البعض منها موجود في العملية السياسية" وأصبحت سياسة التباطؤ في عودة آلاف المواطنين الذين هربوا او نزحوا الى أماكنهم المخربة والمهدمة جراء القتال ضد داعش الإرهاب مما زاد من نقمة النازحين الذي يعيشون في مخيمات بائسة دون حماية الطفولة ومآسي التشرد والفاقة والحماية من الامراض والفقر والجوع وتغيرات الجو في الشتاء والصيف وبسبب هذه السياسة فقد دفعت الآلاف من النازحين والمهجرين من الإحباط لممارسات البعض من ميليشيات محسوبة على الحشد الشعبي وبدلاً من الذهاب الى الأمام في قضية الانتصار العسكري حسب تصريحات رئيس الوزراء الأسبق والعمل في إيجاد مسوغات فكرية وأمنية ومعاشية للتخلص من الفكر المتطرف الإرهابي وفي المقدمة داعش، نجد ان الآية انقلبت فقد عاد داعش الى العديد من المناطق وأطل برأسه الإرهابي بطرق حديثة وقديمة وأصبح المواطنون يتوجسون عودته وسطوته وعنفه كالسابق، وبهذا تحققت نبوءة عودة داعش بسبب سياسة الإلغاء الطائفية وإعادة الأمان والسلام والثقة للمنطقة والنازحين والمواطنين الذي خرجوا من سطوة الإرهاب، هكذا توقعنا فقد عادت العمليات الإرهابية وداعش ينتقل من منطقة الى أخرى ولا بأس ان نقول هناك حواضن جديدة له بسبب السياسة الطائفية والإهمال ، وبالمناسبة فقد حذرت مؤخرا وزارة الدفاع الفرنسية ونشرته ايلاف من أن " تنظيم داعش عاد للظهور في العراق وسوريا" نقطة وراس السطر فتهانينا نرسلها للسياسة الطائفية والمحاصصة التي دمرت البلاد وما كشفته وزارة الدفاع البريطانية عاد الطائرات الحربية البريطانية لتنفيذ " ضربات جوية استهدفت تنظيم داعش في شمال العراق الشهر الماضي في إطار عملية منسقة مع قوات برية عراقية استغرقت عشرة أيام، بحسب تقرير لـ "العربية. نت بينما تضج أصوات البعض من قادة الميليشيات الطائفية المسلحة بالضد من التحالف الدولي ليتسنى عودة داعش وبالتالي لتبقى هذه الميليشيات التابعة لجهات خارجية تتمتع بالسطوة وما تدره عليها اضطرابات الوضع الأمني من فوائد مالية ولخدمة مخططات خارجية، الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام والبيانات التي تصدرها الحركات العسكرية والناطق العسكري التي تتحدث عن ملاحقة داعش وتهديم مضافات والاستيلاء على أسلحة كثيرة وما صرح به السيد مصطفى الكاظمي إن "جهاز مكافحة الارهاب كان بمستوى الطموح والمسؤولية وساهم بشكل كبير في معارك التحرير ضد "خوارج العصر عصابات داعش الإرهابية". كل هذا الكم الذي نسمعه وغيره من تأكيدات وإذا بداعش الإرهاب يطل برأسه ويطور تحركاته بآليات جديدة ولا نعرف ما الفرق بين تأكيدات القضاء على داعش والوعد البريطاني الذي يؤكد ان "المملكة المتحدة ملتزمة بهزيمة داعش. هذه العملية ستمنع الجماعة الإرهابية وأيديولوجيتها السامة من استعادة موطئ قدم لها في العراق" هذا هو الموضوع وجوهره فقد اشارت بريطانيا وفرنسا وغيرهما من قوى التحالف الدولي والقوات الأمنية العسكرية العراقية ان داعش يتحرك وله قواعد وأماكن مختلفة ان القضاء على داعش يجب ان يكون سياسي فكري وبالتخلص من الطائفية ثم ميداني عسكري وإلا فإن النتيجة ستبقى معلقة كلما يطرد من منطقة يظهر في أخرى ويؤكد استنتاجنا هذا تصريح العقيد وأين ماروتو المتحدث باسم التحالف لوكالة الانباء العراقية ان"داعش تحتفظ بالقدرة على ترهيب المجتمعات في العراق وسوريا وأماكن أخرى «ويضيف موضحاً "أيديولوجيتها السامة تشكل خطراً على العالم". وهذا ما أشرنا له في أكثر من مناسبة ومقال، القضاء على داعش الإرهاب محاصرته فكرياً وميدانياً يمنع عودته وانتشار حواضن جديدة بسبب سياسة المحاصة والنهج الطائفي.
2169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع