د.علوان العبوسي
كفانا فرقة لنتعظ
اعتز باني عربي مسلم انتمي لبلاد العروبة والاسلام التي كرمها الله سبحانه بقوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فمنذ ان كنا شباب كان الشعور الوطني السائد في كل دولنا العربية يهدف الى التقارب والوقوف ضد اي كيان ممكن يستهدف اي دولة من دولنا العربية اذا لم تكن ضد هذا النهج ، جامعتنا العربية كنا نفتخر بها لما يصدر منها من قرارات عربية باجماع عربي تشد من ازرشعوبنا العربية .
هذه المشاعر لم تعجب اعداء امتنا العربية على راسها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وهم يستشعرون باي تقارب دول هذه الامة سيجعلها قوية وبالتالي سيشكل ضررا عليها سواء من النواحي الاقتصادية او السياسية اوالعسكرية وقد يصيب ضررها الكيان الصهيوني ومن بعدها ايران خميني في شباط / فبراير 1979 .
جاء احتلال العراق في 9 نيسان / ابريل 2003 ، ومن بعده تبلورة المشاكل والانقلابات السياسية التي عصفت بدولنا العربية غير المسبوقة في العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن والسودان ، ودور جامعتنا العربية الذي تغير نهجاً واسلوباً وستراتيجيتاً في هذه الفترة وبات سلبياً اكثر منه ايجابياً وغير مناسب على الاقل في رئب الصدع الحاصل في دولنا العربية وكما اعتدنا عليها في السابق ووفق ميثاقها الذي ينص على توثيق تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً .
نجح اعداء الامة من تفريق دولنا العربية ابتداءً عدم وقوفها لحل موضوع احتلال العراق للكويت عربيا وتخويل قوات دولية ومنها عربية لتدمير العراق وفرض حصار شامل عليه دمرت قواته المسلحة وقتل شعبه ، ثم زرع قوى الظلام داعش والقاعدة ومليشيات الاحزاب المعادية للعراق للامعان في تدميره كقوة لصد اي عدوان قد يستهدف امننا القومي العربي وتكبيله بالتدخل الايراني ليكون بديلا عنها بعد احتلالها للعراق .
اليوم العراق يان من كل هذه الامور الخارجة عن ارادته ونهجه القومي العربي، كما هو حال الشعب السوري واللبناني والليبي واليمني ،وعلى نفس الطريق السودان اما دول الخليج فقد باتت في حقيقة الامر معزولة عن هموم شعبنا العربي وعلاقتها ضعيفة ضمن نهج التعاون والاسناد العربي – العربي .
لم يبقى من دولنا العربية الاكثر استقراراً دون تدخلات اجنبية مباشرة سوى جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية بقوة وارادة شعبيهما العربيان المحبين لبلديهما .
الاردن البلد العربي ذو التاريخ المشرف منذ تاسيس الدولة سياسياً واقتصاديا وعسكريا واجتماعياً ، وكشاهد عيان لهذا البلد وجدت انه ينهج النهج الصحيح في عقيدته السياسية والسياسية العسكرية فيما يمتلكة من قوى الدولة المختلفة لتحقيق قوى دفاعها الوطني ، ودائما افتخر بهكذا نهج رغم عدم توفر الامكانيات المالية والطبيعية كالمياه والنفط وبعض موارد الطاقة الاخرى، ولكن في الاردن قيادات وطنية كفوئة في ادارة البلاد جعلت مايتيسر من مواردها المحدودة كافية لسد الاحتياجات المحلية سواء بارادة اردنية او باسناد خارجي متوافق من الارادة الشعبية الوطنية .
وانا اتكلم لما جرى في بلادنا العربية واشيد بالاردن كبلد مستقر في قوى دفاعه الوطني مشيدا بجهود السلطات الاردنية الحثيثة والمضنية ،ولكن ماحدث فجر الرابع من نيسان/ ابريل 2021 حرك فينا المواجع وهي المحاولة البائسة لانتهاك هذه الجهود بتحرك من داخل البيت الهاشمي الشريف على راسها الامير حمزة ابن الحسين(الاخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني بن الحسين) والشريف حسن بن زيد وباسم ابراهيم عوض واخرين وهم يخططون للنوايا في استهداف الامن الوطني الاردني شملت اتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الانسب للبدء بخطوات لزعزعة هذا الامن والتحقيقات لاتزال جارية بهذا الخصوص .
لااريد الخوض في هذه المسالة والاردن البلد الذي اتشرف به واعتز بكافة قياداته السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والاعلامية التي اشرت اليها وغيرها وهم يسعون لبناء وتطوير البلد حتى بات احدى دول العالم المتطور الحديث ، ولكني اضيف والكل يعلم ماجرى من خلال هكذا انتهاكات ونوايا للمس بالامن الوطني للبلدان ومثالي ماجرى للعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها وكيف يجري اليوم التدخل في امور دفاعهم الوطني وانصح القائمين بمثل هذه الاعمال الغير مسؤولة ان يعوا ويتعظوا ذلك جيداً ويعكسوه على بلدانهم هل يبغون الفوضى والتدخلات الخارجية في شؤون بلدانهم كما حال العراق بلدي الذي اعتز به او اليمن البلد العربي والتدخل الايراني الفاشي فيه ، او سوريا منبع الثقافة العربية والاسلامية الحقيقية والانتهاكات الجارية بحقوق شعبها نتيجة التداخلات الاجنبية منها الفارسية الغير مبررة او لبنان والتدخل الايراني المباشر .
اليوم العرب في مفترق طرق اما التقارب العربي الحقيقي برعاية جامعتنا العربية وتآزر دولنا العربية او الفرقة وهذا مايسعى له الكيان الصهيوني في محاولاته المشبوهة في ابتزاز قياداتنا العربية (خاصة) وسحبها للتطبيع معها بحجج واهية كاذبة .
ختاما الحفظ من الله لشعوبنا العربية والحفظ لبلدنا الثاني الاردن في محنته الحالية شعباً وملكا لتبقى مثالا ونبراسا يقتدى به في عالمنا العربي .
1423 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع