داود البصري
في زمن عربي اغبر و بشع ، وحيث يسيل الدم السوري انهارا ، ويطفح الدم العراقي في صراعات التاريخ العبثية ، وتتقافز شياطين الفتنة من أحزاب وجماعات الفتنة في طهران وبغداد وبيروت و ما بينهما من الدساكر و الأمصار..
تستمر حفلات ما يسمى ب ( آراب ايدول ) الزاعقة و التي تضحك على مآسي الأمة الرهيبة ، وترسل الرسائل المشفرة لهذا الطرف او ذاك ، وحيث يبرز البذخ و الفخفخة و إستعراض الذات بابشع صوره ، لتبحث الأمة عن مواهب غنائية جديدة رغم أن في الجعبة وفي الإحتياط و في المخازن من الأصوات و المطربين الجاهزين و المنسيين ما يملأ مخازن ( البنتاغون ) الأمريكي لثلاثة مرات!! ، ففي كل سنة تتخرج وجبة من المطربين لاتستطيع الساحة الفنية العربية المحدودة إستيعابهم لندرة الشركات الفنية ولإفلاس الجيوب العربية ، ولعدم القدرة على متابعة كل تلكم الأصوات حتى ملأت البر حتى ضاق عنها!! وهي مستعدة لملأ البحر بالسفن و الأساطيل من خريجي ستار أكاديمي و آراب ايدول و فويس و اخيرا أكس فاكتور! دون نسيان ( ستوديو دوزيم ) المغربي ! و برامج اخرى أقل إنتشارا لم تتح لنا فرصة الإشارة لها أو الإطلاع عليها !! ، وكل هذه الوجبات المتدفقة من المطربين ( العاطلين و المعطلين ) قد لاتجد فرصة للبروز إلا فيما ندر وممن توفرت له عوامل الدعم و المساندة من أهل المال الإنتاجي!! وذلك يخضع لعوامل وظروف أخرى لا علاقة لها بالموهبة و لا القدرة و الكفاءة بل بأشياء أخرى!!!.
ولعل أشهر برنامج متخصص في إبراز المواهب برز من بين صفوف البرامج العديدة و المتشابهة في فكرتها العامة ، هو برنامج ( آراب ايدول ) التي تبثه شاشة ( الأم بي سي ) على مدى ليلتين من كل أسبوع ، وهو برنامج يضم فعلا عددا من الكفاءات الصوتية التي يمكن إعتبار أصواتها أفضل من أصوات بعض أعضاء لجنة التحكيم والتي هي محور المقال ، فتلك اللجنة التي ضمت بين صفوفها كل من المغني راغب علامة و المغنية نانسي عجرم و ( ملكة الطقاقات ) أحلام قلب الأسد ، و الموزع الموسيقي حسن الشافعي قد حولت البرنامج لمهزلة حقيقية بسبب المماحكات و المشاحنات الصبيانية و الطفولية المستمرة بين كل من ( راغب ) و ( أحلام )! حتى ليحسب المرء نفسه وسط روضة أطفال وليس في مواجهة لجنة تحكيمية ينبغي أن تكون أكثر رصانة و إحتراما لنفسها قبل الجمهور الواسع المتواجد في الأستوديو أو عبر العالم! ، فتلكم المشاحنات قد دخلت في نفق التفاهة المطلقة بعد الإستعراضات المتبادلة و نفخ الذات بأوصاف مثيرة للسخرية وكما فعلت أحلام حينما وصفت نفسها ذات مرة بكونها ( غول )!! ثم أسبغت على ذاتها صفة ( الغرور)!! قبل أن تصف نفسها بكونها ( مجنونة ) كجنون الملوك!!! ولا أدري عن أي ملوك تتحدث ( الغولة أحلام ) ؟ وعن أي عرش طربي تتحدث ؟ خصوصا و أن مساحات صوتها محدودة جدا بل أنني لا أتردد أبدا عن القول بأن أصوات المرشحتين المغربية ( سلمى ) و السورية ( فرح ) هي أجمل و أفضل بكثير من صوت أحلام الذي شاخ و هرم و أضحى لا يليق أو يتناسب إلا لحفلات العرس و الطهور( الختان )!! ومع ذلك فهي تصر على إظهار نفسها وهي بكامل مجوهراتها التي تستطيع بأثمانها سداد ديون مصر! إستعراض ثقافتها الموسيقية المثيرة للتأمل.. و الغثيان و بلغة ركيكة لا علاقة لها بعوالم التحكيم ! بل بعوالم الإستعراض و المرض النفسي المقيم الذي يأبى إظهار تداعياته إلا من خلال التشاحن المستمر مع راغب علامة الذي بدوره حول البرنامج لساحة معركة صبيانية مع ملاحظة أن راغب الذي يسمي نفسه ( السوبر ستار ) أو سوبرمان الأغنية العربية! لايعرف الفرق بين تسمية مقام ( الصبا ) بفتح الصاد حينما أسماه ( الصبا ) بكسر الصاد!!.. و تلك معضلة حقيقية!... مشكلة لجنة التحكيم في آراب ايدول عدم تخصصها رغم محاولات الإستعراض البائسة ، فراغب مغني وليس أكاديمي موسيقي و نانسي مغنية وقطة جميلة من قطط الغناء العربي ولا علاقة لها بعوالم النقد و التحكيم الموسيقي! أما أحلام فقد وصفت نفسها بنفسها ولا حاجة لنا بالإفاضة في الإحاطة بمعارفها الموسيقية! الإستثناء الوحيد هو الموزع حسن الشافعي الذي أسميه ( حسن بيه الغلبان ) لكونه وهو المتخصص الوحيد في اللجنة يضطر للمجاملة وحتى الصمت وهو يتابع صراع هوامير المال و المجوهرات و الشهرة من حوله! و لكن تعبيرات وجهه الواضحة تفصح عن الكثير مما لم يستطع قوله... آراب ايدول في ظل لجنة التحكيم تحول لمهزلة حقيقية في زمن البشاعة الدموية العربي الذي نعيش.....
فلاحول ولاقوة إلا بالله....
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
816 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع