الدکتاتور الصغير و الدکتاتور الاکبر

                                 

                      علاء کامل شبيب

ماصرح به أحمدي نجاد من أن الملف النووي لم يکن من ضمن صلاحياته وانه لم تکن له من علاقة بهذا الملف، في إشارة واضحة لشخص مرشد النظام الايراني خامنئي، يؤکد و من دون أي لبس واقع هذا النظام و الاساس الدکتاتوري الفردي الذي بني عليه.

أحمدي نجاد و طوال فترتي رئاسته، کان من المتمشدقين بتصريحات نارية بخصوص الملف النووي و کان يطالع العالم دائما بمنظهره وهو داخل أحدى المنشئات النووية،  يعود اليوم و يعلنها بصراحة کاملة بعدم وجود أية علاقة له بالملف النووي وان القرارات المتخذة بهذا الخصوص لم تکن من ضمن صلاحياته، متناسيا و مفجرا کل بالونات تصريحاته العنترية و المتعجرفة بشأن الملف النووي، والاهم من ذلك انه يتجاهل موقف و وجهة نظر الشعب الايراني و العالم کله بشأن دوره الذي إضطلع به کرئيس للجمهورية، ولايعلم بأنه و النظام على مشارف إجراء انتخابات الرئاسة يثبت للعالم کله الحقيقة و الماهية الهشة لمنصب الرئيس و انه مجرد بيدق ليس من أي دور له سوى إطلاق التصريحات المختلفة و تنفيذ مايؤمر به من فوق.
نجاد الذي بقي في منصبه"الرمزي" لدورتين متعاقبتين، لم يکن بإمکانه ذلك لو لم يدعمه مرشد النظام و يقف الى جانبه، لکن و بعد أن إنتهت مهمته و أدى الدور الموکول به فإن الحاجة إنتفت إليه و من هنا فإن تعليق العديد من الاخطاء و لازمات و المشاکل على شماعته سيکون قطعا مفيدا للنظام إلا أن نجاد الذي فهم اللعبة من جميع جوانبها لم يرض بأن يحمل لوحده وزر أخطاء و أزمات و مشاکل النظام ولذلك فإنه رفض النقد الموجه إليه و مشيرا بصورة ضمنية بأن أساس معظم مشاکل و أزمات البلاد انما هو مرشد النظام نفسه دون غيره، وقطعا لم يکن بإمکان نجاد و لاغيره إطلاق هکذا تصريح لو کان المرشد في سابق عهده و قوته، وهذا مايؤکد بأن الانتخابات القادمة ستعتريها الکثير من المشاکل و المعوقات رغم انه أشبه مايکون بطريق ذو إتجاه واحد، إلا أن وخامة الاوضاع و هشاشة موقف و مرکز المرشد تدفع الکثيرين لإطلاق تصريحات ذات عيار ثقيل.
المشاکل و الازمات المختلفة التي تعصف بنظام الملالي عصفا و تهزه من أسسه، تدفع جميع قادة النظام الايراني الى التخوف و التوجس ريبة من المستقبل و تداعياته ولاسيما وانه يسير بإتجاه مايمکن تشبيهه بجرف هار نحو وادي سحيق، ولذلك فقد بات من الطبيعي أن يبادر قادة النظام الى تکذيب و تسفيه بعضهم البعض و التطاول حتى على شخص الولي الفقيه، ولاسيما وان الاوضاع الداخلية و الاقليمية و الدولية لم تعد تخدم جميعها و بمسارها العام مصلحة نظام الملالي و لم يعد أيضا بوسع هذا النظام ممارسة المزيد من المناورات و الالاعيب السياسية الاستعراضية من أجل خداع المجتمع الدولي، بل وان مساحة تحرکه قد باتت ضيقة جدا وعلى وجه الخصوص بعد أن عاد خصمه الکبير و عدوه المزمن منظمة مجاهدي خلق الى صدارة الاحداث بعد أن تمکنت الاخيرة من کسر کافة الحواجز و تجاوزت کافة العقبات الموضوعة بوجهها بل وان صمود سکان أشرف و ليبرتي الذين معظمهم أعضاء في تلك المنظمة بوجه الضغوط و الهجمات الاستثنائية ضدهم و النجاح في کسب تعاطف دولي غير مسبوق مع قضيتهم، والذي يؤرق مضجع النظام و يثير حنقه و سخطه هو أن منظمة مجاهدي خلق باتت تعمل بکل طاقاتها المتاحة من أجل إسقاط هذا النظام وان خبرتها الکبيرة و العريقة السابقة في مجال مواجهة نظام الشاه و توفير الاجواء المناسبة لإسقاطه، تدفع بالنظام الايراني للتخوف منهم و أخذهم على محمل الاعتبار و الجد.
تصريح أحمدي نجاد أعلاه، و الذي يؤکد خلاله و بصورة واضحة من أنه مجرد دکتاتور او فرعون صغير وان الدکتاتور و الفرعون الاکبر هو ذلك الذي فوقه و بيده زمام الامور کلها وهو المسؤول الاول و الاخير عن مآل الامور و سوء الاوضاع و وخامتها و هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية مايحدث الان، لکن الانتخابات الرئاسية التي من المزمع أن يتم إجرائها في يوم الجمعة المصادف 14 حزيران الجاري، و التي تواجه مصاعب و تعقيدات جمة، لن يکون هکذا تصريح يؤکد الماهية و المعدن الاستبدادي لنظام ولاية الفيه وبالتالي يثبت بأن کل مظاهر الديمقراطية المفتعلة في ظل هذا النظام إنما هي مجرد زخارف و أکاذيب براقة لاوجود او تجلي لها على أرض الواقع أبدا، والانکى و الاهم من ذلك هو أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية سيقيم في 21 حزيران الجاري أي بعد أسبوع من إنتخابات الرئاسة مهرجان التضامن السنوي مع الشعب الايراني و سکان أشرف و ليبرتي، وهو مهرجان سياسي ضخم تجند من أجله المقاومة الايرانية کافة إمکانياتها المتاحة في سبيل إيصال صوت الشعب الايراني و سکان أشرف و ليبرتي الى العالم کله و التعريف بالماهية و المعدن الاستبدادي الردئ للنظام الايراني، لکنه سيکون هذه السنة مهرجانا مختلفا کل الاختلاف عن مهرجانات الاعوام السابقة ذلك لأنه سيقام على أثر آخر کذبة سيطلقها نظام الملالي بشأن مايسمى بإنتخابات الرئاسة في إيران وان الايام القادمة ستحمل في طياتها الکثير و الکثير من المفاجئات.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

795 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع