هاروت جامساريان
منظر عام من الاراضي ارمينيا الحالية الى جبل أرارات الذي كان يقع وسط أرمينية وهو اليوم ضمن الاراضي التركية من اروع المشاهد في البلاد يتالف من جبلين احدهما كبير ويسمى بالارمني ( سيس) وبالعربي الحارث والثاني صغير يسمى بالارمني (ماسيس) وبالعربي الحويرث ويبلغ ارتفاع قمته حوالي 5160 متراً ولمعلومة لفظة أرا تعني النار وارارات تعني جبل النار . اثبت الاستكشافات ان سفينة سيدنا نوح علية السلام وجدت على قمتها.
ذكر المصدر ان ارمينيا موقع استراتيجي هام يشغل المساحات الشاسعه من الخطوط مواجهة الجيوش العربية والامبراطوريتان الفاريسية من الشرق والروم البزنطنية من الغرب ليبعد العرب شبح الخظر عن الاراضي العربية وجدوا ضرورة بخطة ترغم الجيوش الفاريسية والروم البقاء داخل حدودها وكان قرار الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ان ينظم ارمينيا تحت النفود العربي
قد يساعد على اقامة خط دفاعي فاصل ويكون قادراً لردع العدو وهذا كان من اهم اسباب فتح ارمينيا وانطلق الجيوش العربية بقيادة سراقة بن عمرو لقبه( ذو النور ) بعد المعارك في المرحلة الاولى اخفق تحقيق الانتصارات وقد تراجعة واكدوا الباحثين هذه الحملة الوحيدة التى تشير المصادر العربية الى اخفاقها وبعد تسعة اعوام من تولي الخليفة عثمان بن عفان في 32 هجرية -652 م. كتب الخليفة الى معاوية بن ابي سفيان ان يأمر حبيب بن مسلمة ان يقوم بحملة الى ارمينيا وبعد المعارك من كر وفر دامت اثناعشر عاماً ادرك القائد الارمني ان الوصول الى صلح دائم مع العرب هو اولى واجبات القائد الفطن المحنك ما دام العرب لا ينشدون من احتلال الآ دفع الخطر وتامين سلامة الحدود ثم حصول على قدر من الجزية ينفق منه على اصلاح البلاد وهكذا تم الصلح بين القائد الارمني تيودور رشدوني والقائد العربي حبيب بن مسلمة في أواخر القرن السابع الميلادي ووقعت المعاهدة بين القائدين وكانت ينص على ما يلي.
اولاً- تعفي الدولة العربية ارمينيا من الجزية خلال ثلاث سنوات.
ثانياً- على الارمن بعد مرور ثلاث سنوات ان يدفعوا الجزية للدولة العربية قدر ما يريدون.
ثالثاً- يحق لارمينيا ان يكوَن لها جيش مؤلف من خمسة عشر الف فارس ينفق عليه الارمن من حساب الجزية.
رابعاً- لا يدعى هذا الجيش للعمل في بلاد الشام.
خامساً- على الجيش الارمني كحليف للدولة العربية ان يحارب الى جانبها ضد الاعتداء عليها من الخارج.
سادساً- ان الجيش الارمني يكون صاحباً لقلاعه دون اي تدخل اجنبي.
سابعاً - ان الدولة العربية تتعهد حماية ارمينيا وحدودها ضد هجمات العدو وبنوع خاص ضد هجمات الروم.
ذكر المؤرخ الارمني البطريق هوفانيس في مذكراته التاريخية كيف ان الارمن قد عاشوا عيشة سعيدة تحت حماية العرب وكان منائر المساجد ترتفع الى جانب الكنائس وتتعلى اصوات المؤدنين الى جانب رنين الاجراس وكل يدعوا قومه الى الصلاة وعبادة الخالق الواحد القهار.
وهكذا نعمت ارمينيا بفترة هدؤ واستقرار استمرت لحين 35 هجرية -653 م. عندما قتل الخليفة عثمان بن عفان ولاسباب احداث داخلية خاصة للدولة العربية اسرع معاوية بن ابي سفيان الى سحب جيش حبيب بن مسلمة من ارمينيا وبقية الجيوش الموجودة في المنطقة لكى يستعين بها في مواجهه الاحداث . وتخلت عن ارمينيا وبعد ذلك اصبح مرة اخرى مسرحاً للغزوات الخارجية.
هاروت جامساريان
المصادر /
1- ارمينية في تاريخ العربي
للكاتب أديب السيد طبعه الاولى 1972
2- تاريخ الامه الارمنية
ك.ل. استارجيان المطبوع في الموصل 1951
3- صفحات من تاريخ الامه الارمنية
عثمان الترك المطبوع 1960
4- تاريخ ارمينية
بول أيل - ترجمة شكري علاوي في منشورات دار مكتبة الحياة بيروت
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع