يوسف علي خان
لقد حاولت أن أغض الطرف عن ما يجب ان يقال ويُكشف للشعب العراقي ويزاح الستار عما يجري وما يدور ... تحاشيا من الاحراج وتجنبا من التهديدات التي تترى من اصحاب الوجاهة ومع كل محاولات الترقيع والمصالحة فهي موقتة والتي سرعان ما يثبت فشلها وتنهار لانها لا ترتكزعلى النيات السليمة وتطبيق الحل العادل...
وانما تنطلق من المصالح في الابقاء على الامور مستورة كي لا تتكشف العورات وهي بالملايين وليس بالالاف... والتي كان للامريكان الدور الاول في احداثها وتوريط الكثيرون في حبائلها... بما جعل الاصلاح شبه مستحيل والعوار والعطل هو في نفس اهل الحل والعقد... وهي من الفضاعة ما تعجز عن غفرانه كل التوبات النصوح والتي لا تشفيها بنسلينات العالم برمتها... فالسرطان قد غار في الاعماق وهيهات أن يصلح العطار ما افسد الدهر ....مما جعل الاطراف كل يثبت في موقفه فلم يعد بامكانه التراجع فقد سبق السيف العذل ووقع الفاس في الراس ولا بد من اكمال المشوار فاما قاتل أو مقتول... فليس هناك سبيل اخر ...فمن يريد أن يخترق الصفوف ويحاول كشف المغمور فهو كمن يخترق عش الدبابير فهل سيخرج سالما دون لسعة على الاقل؟؟؟؟ هذا امر مستحيل ... فانا في هذا المقال ساتعرض الى من يحاول ان يخرج من الشرنقة ويتنصل من البودقة وينطلق من خيمة الادانة التي احتوت الالاف مما لعبوا بمقدرات الناس خلال عشر سنوات عجاف اذاقوه شرالمذلة و الهوان وامتصوا دماءه من شرايينه ولا زال الكثيرون غارقون في لجج هذا السحت الحرام... مستهوين الضحك على الذقون واجاعة البطون ولكنهم يخرجون كلما فاحت الروائح على شاشات التلفزيون كي يعلنوا البراءة من دم ابن يعقوب... إن كان منهم من شال الحمل الثقيل وغادر العراق او من لا زال يقاوم يحاول لململمة الامور والركض الى اخر المشوار فهو لازال يطمع بلقمة الصياد والهبرة الكبيرة التي يخرج منها بالمليارات.... فالحواضن التي يامل باللجوء اليها لابد وان تطالبه بالاجر الباهض فكان لابد ان يكون له خزين ضخم يكفيه لعشرات السنين ويحميه من المجهول ويدفع ما يترتب عليه من استحقاقات فالحاضنات ليست جمعيات خيرية تستقبل بالمجان....... فقد وجدت من الضروري التحدث لما لا حظته من نفاق واضح وصريح من هؤلاء السياسيين الذين صمتوا دهرا ونطقوا كفرا على شاشات التلفزيون هذه الايام...فلقد صمتوا عشر سنوات ذبح خلالها مليون ونصف عراقي على ايدي المجهول المعلوم مع ماشارك البعض منهم حتى في زمن القائد الضرورة الذي قتل مليوني عراقي وهجر الملايين فهؤلاء هم انفسهم خلعوا الزيتوني كي يلبسوا الاربطة الحريرية والقمصان البيضاء أو الكشيدة الحمراء والصفراء والخضراء فقد صمتوا عشر سنوات وهم ينعمون بالعسل ....وحتى يتسنى لهم تحويل المليارات الى مصارف سويسرا او الامارات أو عمان حتى اكملوا المهمات عن طريق التهريب او الحوالات المزورة أو عن طريق البنك المركزي الذي يتهمونه بالتجاوزات اخفاءا وتغطية لملايينهم التي زحفت عن طريقه الى خارج العراق ثم يخرجون اليوم على شاشات التلفزة ومن خلال بعض القنوات الفضائية التي لربما هي نفسها تحوم حولها الشكوك والشبهات بطريقة حصولها على التمويل هل هو من احدى دول الخليج أم من عمنا جورج سورس او من ايباك أو من مردوخ .... كي يتهمون هذا البنك المركزي وسفر رئيسه (( المرتب))الى خارج العراق كي يستقر عند حاضنته الامينة وعجزه عن الدفاع عن نفسه وتبرأتها كغيره من(((( الهاربين ))))عفوا المسافرين من اصحاب المقامات الرفيعة الذين يقيمون في سبع نجوم وينعمون بمليارات العراقيين ....فالقضية متشابكة وكما تقول الاغنية المعروفة ((( شبكنا الهوى بغرامك يا جميل ))) ..فقد خرج علينا بعض السياسيين والسياسيات من اصحاب الحضوة داخل الكتل بكل قوة وحمية ليعرضوا علينا الوثائق والمستندات التي تدين ذاك أو هذا بالذات.... فاين كانت كل تلك الوثائق والمستندات خلال عشر سنوات مخفية وهل تنازلوا هم عن رواتبهم السخية... أم اننا نحارب بالكلام فقط ونتراشق بلغات مجهولة الهوية لا يفهمها غير اصحاب الفطن الذكية...ثم تهدا النفوس بعد ان تزول الروائح النتنة من القساطل البهية التي تطفو على السطح بين ان وان.... فيُظهر الحبر السري اسم ثائر الجميلي الحقيقي.... فينكشف المستورفيتحدث سنان الشبيبي فحديثه ذو شجون.... ويكشف السر الملعون... غيران الله ستر ولطف... فهو الذي امرنا بالستر على اصحاب العفة والنزاهة.... فما مضى قد مضى وعلينا بالعهد الجديد ... ولا بد أن يثبت الجميع وطنيتهم واخلاصهم كي يكسبوا التأييد..... والقنوات الفضائية جاهزة للمدح أو للذم لمن يريد .. فالناس لا تعرف سرائر الامور فهي لا ترى المخفي بل عليها بالمنظور... وما يظهر على الشاشات... أما ما يدور في الكواليس فهو محصور في الكيس وموجود فقط في القواميس ... وهي على اية حال مؤسسات اعلامية نجدها تعلن عن البضائع مقابل اجر ولمن يدفع الثمن...وإلا تعرضت لما تتعرض له قناة الفراعين التي اضطر صاحبها توفيق عكاشة أن يستجدى المشاهدين كي يساعدوه على ادامة استمرار القناة عندما حجبت عنه الاعلانات.... كما يدعي هو بالطبع ولربما تكون السرائر هي ايضا غير ذلك... فلم نعد نثق باحد لما تلوعنا منه من وخز الابر....فقد لا حظت النفاق الصريح من هؤلاء السياسيين الذين صمتوا دهرا ونطقوا كفرا مما شاركوا في كل تلك الحوالات وكان لهم قصب السبق في نهش اموال العراق أو ما قبضوه من اموال الخليج... وانجزوا ما امرهم به برنارد ليفي منسق الحركات والثورات المشهور فتمكنوا من بناء العمارات وفتح القنوات الفضائية التي يتبادلون فيها التهم... ولم يخرجوا لنا بشيء يفيد هذا الشعب.... فهل قدموا كل هذه الوثائق والمستندات الى المحاكم وهل رفعوا بها الدعاوي؟؟؟؟ لم يحصل ذلك ولن يحصل لانهم يعلمون تماما بان الفاعل والشريك الفعلي هم الامريكان... ولاة نعمهم واصحاب الفضل بكل ما هم فيه... وانما هو ذر الرماد في العيون.... وادعاء في الهواء الطلق والحديث عن الوطنية الغائبة فجأة ودون سابق انذار.... فهل كانوا نياما خلال كل تلك السنين أم ان الفساد المالي قد هل علينا هذه الايام فقط... إنهم يعرفون كبف يتصرفون فهم يثيرون الزوبعة ولكن بخطوات محسوبة لا يسيرون فيها سوى الى مديات معينة ثم تتراجع تلك الزوبعة لان الاستمرار فيها سوف يجر الجميع الى مالا يحمد عقباه... فقد تتكشف جميع العقد وهي سلسلة متراصة بعضها مرتبط ببعض فالكل في الهوى سوى... فلماذا لم تُقدم تلك الوثائق داخل البرلمان وهي كما ظهر بانها حتمية للادانة لو تم التحقيق الى اخر مداه دون ان يتوقف من خلال الصفقات ويسكت الجميع مع انه لو استمر التحقيق لسقطت كل احجار الدومينا وهم ايضا سيتساقطون لذا فهم يمدون خطوة ويتراجعون مائة خطوة... فالجميع ضمن الفريق وفي مركب واحد... فكل منهم له دوره ثم يغادرخارج العراق في كل امان ثم يظهر في احد البرامج من الخليج أو عمان... ليقول كل ما قيل عنه غير صحيح.... والقنوات جاهزة للتصديق ..وبعد أن حمل ما حمل من اطنان الدولارات... وهناك الملايين من الجياع والمحرومين... مما لا يجد رغيف خبز ليطعم به عائلته .. وهكذا نجد السياسييون مثل حكام كرة القدم كل منهم في جيبه الف كارت اصفر فقط... فالسياسييون لا يحملون الكارت الاحمرعلى الاطلاق فهو خطر .. فكلما تحدث احد على غيره شهر له الغير الكارت الاصفر من على القنوات الملونة فيخرج الزميل الاول في الاسبوع الثاني ليعلن مشاعر المودة والمحبة لصاحب الكارت الاصفر ويتراجع ...فقد قرا ما يحتويه هذا الكارت من وثائق ادانته هو الاخر... وهكذا ينتهي المشوار فاللعبة قائمة على قدم وساق كي يتفرج المشتاق لما يدور في الرواق..... فلا جريمة ولا عقاب والتحقيق مستمر لا لاف السنين... ويتهدد من يتحدث من المواطنين فعليه السمع والمشاهدة فقط... فليس له حق الكلام فكل شيء على ما يرام ...فهل هذه هي الوطنية يا اهل الحمية ام هي ضحك على الذقون وبرامج تلفزيونية (( لا تودي ولا تجيب ))إذا من الذي سرق المليارات وحولها الى الدول الشقيقة والى الجيران كي يدعم عملتهم المنهارة ويساعدهم على اجتياز المحن واين كانوا خلال العشر سنوات العجاف وهم مستمرون في مراكزهم الوظيفية أو تحت قبة البرلمان .. كما نجد البعض منهم ينتقد الحكومة وكأنهم ليسوا جزء منها متهميها بالتقصير وهو ما نسمعه من غالبية اعضاء مجلس النواب فلو صحت إدعاءاتهم وصدقت مواقفهم وهم يمثلون الغالبية في المجلس ويقفون موقف المعارضة لسياسة الحكومة فلماذا لا يصوتون على نزع الثقة منها وهو من صلاحيتهم المطلقة ولا يكونوا بحاجة الى كل هذه الجعجعة الفارغة التي يطالبون بها الحكومة بالحضور الى مجلسهم للمحاسبة وإدعائهم بان الرئيس يرفض تلبية الطلب فكان بامكانهم التصويت بسحب الثقة وهم الاغلبية المعارضة كما يشيعون... ولسقطت على الفور الحكومة وفقدت شرعيتها.... فلماذا لا يفعلون..؟؟؟؟.. هكذا إن كانوا صادقين وكما يظهرون به على شاشة التلفزيون محتجين... ويصرحون للناس بان ما اصابهم من ضرر وتدمير وخراب هو بفعل الحكومة وتقصيرها فلو صح ما يدعون لا سقطوا الحكومة خلال خمسة دقائق من التصويت على سحب الثقة كما تفعل برلمانات العالم ... غير انهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ...إذ انهم يعلمون ما لدى الحكومة من مستمسكات كثيرة تدينهم .. فإن تجرأ احدهم بالاصرار على موقفه اعلنت الحكومة عن تلك المستمسكات واحالتهم بموجبها الىى المحاكم فنجدهم دائما بين التصريح والتراجع (( فالكل ولد الكرية كل يعرف اخية ))فهذه المناورات التي يفتعلها البعض متظاهرا بهذه الوطنية الزائفة والاندفاع الحار من على شاشات التلفزة سوف لن تنطلي حقيقتها على ابناء الشعب فالكثير منهم مدان وسوف تكشف الايام خدعة هذا التضادد بين الفرقاء.... وكيل التهم بعضهم لبعض واتهام البعض بالطائفية وهم يعلمون بانه ليس هناك طائفية على الاطلاق بل هناك مصلحية وفساد مالي من جميع الاطياف... فالذين نهبوا اموال العراق من جميع الملل والطوائف والاعراق فلا ادري هل كان نوري السعيد محقا حينما شبه العراق بالقسطل واعتبر نفسه غطائه أم أن هناك اغطية اخرى.... فقد ذهب نوري السعيد ولم نسمع عن من جاء من بعده من عهد عبد الكريم الى عهد عبد السلام ومن بعده اخيه عبد الرحمن بمثل هذه السرقات التي تحدث اليوم..... فقد انكشف الغطاء وفاحت الروائح وانتشرت في كل مكان فزكمت الانوف ليس في العراق فقط... فقد وصلت الى كل انحاء العالم فلوثت اجواءه ....ولم نقبض سوى هذه الاتهامات المبتورة المتبادلة بين بعض السياسيين لا تصل الى كشف الاسرار المؤثرة المدينة للمتهمين قانونا وحتى لو كانت كافية للادانة فهم لايتابعونها بل يعرضوها لمجرد التهديد وللاستهلاك أمام الشعوب .... مع ما كان يجب ان يقدموها للادعاء العام ويتابعونها في كل المحافل حتىى الدولية منها.... ولكنهم يخشون أن يرفع في وجوههم الكارت الاصفر ولربما يرفع لو تمادوا الكارت الاحمر فتحل المصيبة.... واحتجاج البعض بان بعض القضاة مشتركون لايؤتمنون فهو شيء عادي وليس بجديد.. ففي كل العهود يوجد بعض القضاة متواطؤن .... فحتى لو صح مثل هذا الكلام فهناك العديد من الجهات والطرق التي يكون بامكانهم اثارة المواضيع وملاحقة المتورطين ولكنهم يكتفون بالظهور على شاشات التلفزيون لأن لكل منهم زلة يمكن ان يدان بها .... فإن معظم هؤلاء السياسيين . يتحدثون ليس من منطلق ارائهم ووجهات نظرهم وانما من منطلق مواقف انتماءاتهم الحزبية والكتلية فهي التي اوصلتهم الى هذه المراتب بعد ان كان العديد منهم نكرات مجهولين.....فالنائبة المخلصة التي كانت تقف متحمسة في جبهة معينة وتدعم وجهة نظر رئيسها نجدها اليوم قد غيرت موقفها واختلف حديثها 100% عما كانت تطلقه من تصريحات قبل سنتين او ثلاث.... وقد ظهر ذلك جليا في الاونة الاخيرة فهناك نواب كانوا يدعمون رئيس احدى الحكومات وايدوا خطواته عندما كان رئيس كتلتهم يدعمها ويؤيدها... وبعد أن غير رئيس الكتلة موقفه من تلك الحكومة لوطنيته الجارفة المفاجئة واخلاصه للعراق جدا وشعبه المظلوم بعد أن فشل في ما كان يطمح اليه من زعامة العراق والهيمنة عليه... انقلب على الوضع واضحى معارضا فلحقه في موقفه كل منتسبي كتلته فغيروا احاديثهم وبداوا يقدمون الوثائق ضد اعوان الرئيس للاساءة اليه والتشهير به محاولين اسقاطه او اخضاعه لتأييد رئيس الكتلة في تحقيق طموحاته ... فهم يبيعون ويشترون بالشعب العراقي وبالعراق برمته .. والقنوات الفضائية مستعدة دائما وابدا.... ففسح المجال للمتشاتمين على الاقل مكسب دعائي لها ولرؤسائها المباشرين إن لم يكن بتوجيه من مردوخ أو من اخواننا امراء الخليج فيقدمون السياسيين من هنا وهناك ليتهموا هذا وذاك ولكنهم يحجمون عن الاستمرار الى نهاية المشوار خشية ان تنتفض الشياطين فهي تكمن في التفاصيل وهنا قد يتضرر الجميع... فهناك خط احمر يقفون عنده ولا يسمح جورج سورس بتجاوزه... كي لا تنفجر الامور وينكشف المستور فهم يمارسون نشاطهم ضمن روائح القسطل ولكنهم لا يريدون نزحه ففي داخله سموم تقضي على الجميع... فان عشر سنوات مرت منذ الاحتلال قد ملات القسطل باطنان القاذورات فالويل الويل لمن يتجرا على النزح..... فسوف يبقى مكشوف الغطاء فقط كي تفوح منه الروائح فيخف الضغط فيه.... فهذا ما يريده الامريكان فهم المخولون الوحيدون على نزحه عندما يحين الاوان . فلا بد أن تتاح الفرص في وقت من الزمان... فتكشف السرائر ويقف الكثيرون في نفس القفص الذي وقف به اعوان صدام وعلقوا على حبل المشانق .. ولكن بعد أن تجري التسوية في سوريا ويخرج الاسد كما خرج علي صالح ليستقر في امريكا وقد لا يستغرق ذلك وقت طويل... فلن يفلت من العقاب من عاث فساد في ارض العراق..... وسيكون ذلك بايدي الامريكان انفسهم فلكل زمان دولة ورجال... وقد تزاح اغطية الحماية عن الكثيرين.... ويصبحون في العراء ويسهل اصطيادهم واحالتهم الى المحاكم كي ينالوا جزاءهم العادل... وعلى الاقل يشفي غليله الشعب العراقي منهم.... فهو سوف لن يستفيد من الاموال فقد ذهبت ادراج الرياح وستدخل جيوب الامريكان ولن يسلم من المصيدة حتى الخارجون والهاربون... فهناك العديد من الوسائل التي ستُسترجع بها تلك الاموال من قبل اصحاب الفطن.... فاموال العراق نار مستعر تحرق من يحتويها وتنتقل الى وريث اخر.... فهي سلسلة متلاحقة تذيق حاملها طعم العسل ثم تحرقه بها... فهي ثوابت كونية لا بد ان تاخذ مجراها وهي سائرة في الطريق ...!!!
964 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع