كشكول الذكريات -ح٣٣

                                                      

                           د.طلعت الخضيري

           كشكول الذكريات - ألحلقه٣٣

حمييد المدلل
في مطلع القرن الماضي تداول سكنه محله راس الساقيه وهي أحد أقسام محله باب الشيخ في بغداد تسميه أي طفل يحنوا عليه أهله بإفراط بإسم (يا حمييد) فما هي ياترى القصه الحقيقيه في إطلاق هذا المثل؟ إليكم ماجرى لحمييد وأم حمييد:
في مطلع القرن الماضي كانت للأسره البغداديه خاصيه بها ، فالأب هو ربان سفينه العائله والقائد العام في بيته ، فمهما كانت شقاوه أولاده في الدار خلال غيابه ، الأمر ينقلب رأسا على عقب عندما يدخل الأب إلى بيته ، ينقلب ضجيج البيت إلى سكون مطلق ويتهافت الجميع تقربا منه أو الإبتعد منه خوفا من سطوته.
وويل لمن يحرك ساكنا عندما يتمتع الأب في قيلوله العصر أو منام الليل . من العاده أن يخاطب زوجته بإسمها ، أما هي فتناديه (أبو فلان) إظهارا لاحترامها وإجلالها له.
وقد تعود الجميع الطاعه وعدم المناقشه ، ولا يظهر الأب محبته أو تعاطفه مع أولاده خشيه أن (يفسدوا) ويجب دوما أن يريهم(ألعين الحمره)أي الشده التي قد تصل إلى القسوه ، وكماأن هناك استثنائات لكل شييء في هذا الكون فكان هناك استثناء في محله باب الشيخ وبالتحديد في محله ( راس الساقيه) .
كما أن في اللغه العربيه هناك استثنائات في تصريف اللغه وقواعدها، كانت هناك سيده شذت عن تلك القاعده . كانت هي سيده البيت بعد الأب ولكنها كانت عبده إبنها الوحيد حمييد.
لأقدم للقارىء بعض ماقدمته لإبنها من دلال مفرط وغير معقول:
1- كانت أم حمييد تطبخ( كبه حامض) في جدر كبير ليجلس حمييد الطفل أمام باب بيته ويتلهى ببيعه إلى أطفال المحله مقابل أفصام( نوه) التمر يدفعها أطفال المحله مقابل الكبه حامض.
2- وجد قرب دارهم مسجد ،وكان يمر أمام البيت مؤذن المسجد ، فنادته أم حمييد أولا لتطلب منه أن يحلق لحيته لأن حمييد يخاف من تلك اللحيه ،والمره الأخرى ترجته أن يخفض صوته عند الأذان لأن ذلك يخيف المحروس حمييد.
من أعاجيب القدر أن حمييد ألذي ضرب به المثل في محله باب الشيخ بالدلال والتربيه السيئه ،عندما كبر سنه أصبح تاجرا للخيل ويسافر إلى الهند لبيعها ، ولم تفسده دلال أمه(أم حمييد).

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع