بيلسان قيصر
انجازات حكومات المنطقة الخضراء
ربٌ سائل من غير العراقيين يسأل ما هي أبرز منجزات حكومات الإحتلال منذ عام 2003 ولحد حكومة مصطفى الكاظمي، وجميع هذه الحكومات ترأسها شيعة من أياد علاوي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيد العبادي وعادل عبد المهدي الى مصطفى الكاظمي.
سنوجز أهم هذه الإنجازات.
1. تدمير العديد من الجامعات كجامعة الرمادي وتكريت والموصل وغيرها على أيدي القطعان المسلحة وقوى الظلام الميلشياوية، ودمرت المئات من المدارس والمستشفيات في المحافظات ذات الأكثرية من أهل السنة، وأتلفت العديد من المساحات الزراعية وجرفت الحقول والبساتين.
2. تدمير القطاع الصناعي عن بكرة أبيه. فقد اعترف وزير الصناعة العراقي في عهد عادل عبد المهدي بأنه غير مسموح لوزارته بصناعة أي شيء، ولا نعرف كيف قبلت كرامته بهذا التوجيه اللعين والضار بالإقتصاد الوطني، المهم ان الذي لم يسمح له هو رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من أجل دعم الصناعة الايرانية، هذه هي حقيقة زعماء العراق لصوص وعملاء وقتلة.
3. تدمير الثروة الزراعية والحيوانية عن بكرة أبيها، والإعتماد على الإستيرادات الايرانية ذات النوعية الرديئة. فقد اعترف وزير الزراعة العراقي بأن وزارته تستورد بمئات الملايين من الدولارات (النبق والثوم) من ايران؟ وفي احد السنوات استورد العراق بأكثر من مليار دولار الرقي (اليطيخ الاحمر) من ايران.
هذه الإستيرادات الشاذة تدلنا على الجهة التي تقوم بحرق مزارع العراق من الحنطة والشعير، ونفوق ملايين الأسماك والدجاج، ومنع إقامة أي من الصناعات الوطنية، ورفض انتاج الغاز وتكريره داخل العراق، وعدم التعاقد من شركات كبيرة ورصينة لإقامة محطات كهرباء، ورائها الحكومات الموالية لإيران.
4. انجازات متعددة مثل تلوث البيئة، عدم صلاحية مياه الشرب، سوء التصريف الصحي، خلو المستشفيات من ابسط المستلزمات الطبية، الإنقطاع المستمر في الكهرباء، تفاقم الأوساخ والنفايات فيضانات المدن بسبب الأمطار، فقد اعتبرت عاصمة الرشيد من اوسخ العواصم في العالم. انخفاض قيمة الدينار العراقي، تفاقم الديون الخارجية والداخلية (120) مليار دولار، العجز المستمر في ميزانية الدولة، الفقر الذي تجاوزت نسبته 45% من السكان. البطالة الى ارتفعت الى 35% من السكان، انتشار العشوائيات، المدارس الطينية.
علاوة على الإنجازات السابقة، فقد قامت الحكومة العراقية بإنجاز كبرى في تأريخ العراق، منها تنمية وتفقيس الميليشيات، حيث بلغ عدد الفصائل المسلحة (119) فصيل، تتوزع كالتالي: الحشد الشعبي (67) فصيل شيعي، منها (44 ) فصيل يقلد الخامنئي ويؤمن بولاية الفقيه و(17) فصيل يقلد السيستاني، والبقية تقلد مراجع اخرى كاليعقوبي والحائري. الحشد السني (43) فصيلا. و(2) فصيل للمكون المسيحي، و(2) فصيل للمكون التركماني. و(2) فصيل للأيزيدية، وفصيل واحد للكاكائية. يبلغ تعداداهم (122000) عنصر، وبعد الزيادة من الفضائيين بلغوا (164000) عنصر، وهم جميعا يتقاضون رواتب من خزينة الحكومة العراقية، ويزعمون انهم جزء من القوات المسلحة، لكنهم لا يستلمون اوامرهم من القائد العام للقوات المسلحة، بل من المرجعيات الدينية والعشائرية المرتبطين بها.
لكن هل انتهى الأمر الى هذا الحد؟
كلا! فقد اعترف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بوجود (100) فصيل مسلح خارج سيطرة الدولة، ولم يقم رئيس الوزراء بتفكيك فصيل مسلح واحد منها. بمعنى ان مجموع الفصائل المسلحة (219) فصيلا مسلحا!! اليس من حق العراق ان يدخل موسوعة غينس كأكبر دولة في العالم تمتلك ميليشيات مسلحة؟
ومن الإنجازات الكبرى، قتل وقمع للمتظاهرين السلمين الذي طالبوا بإنهاء النفوذ الأجنبي في العراق، ومكافحة الفساد وإحالة الفاسدين الى القضاء، والقيام بإنتخابات حرة نزيهة، وعودة العراق الى هوينه العربية، وتشريع قوانين تخدم العراقيين. فقد بلغ عدد الشهداء ما يقارب الألف شهيد، وزاد عدد الجرحى عن (25000) جريح بضمنهم (300) معوق، علاوة على مئات المتخطفين من الناشطين والناشطات، وإعتقال ما يزيد عن (18000) ناشط ومتظاهر. ومازالت عمليات الخطف والإغتيالات تجري على قدم وسائق أمام عيون القوات المسلحة التي بلغ تعدادها مليون عنصر، ولا فائدة منها، فهم متفرجون في مسرح المجازر اليومية، مع انهم يستنزفون ميزانيات العراق.
انجاز ترفع له القبعات
ومن اكبر انجازات حكومة الإحتلال توسيع وإستحداث المقابر، فقد خصص (200) كيلومتر مربع لدفن القتلى العراقيين من الصنفين الرسمي أي القطعان المسلحة وملحقاتها من الأجهزة الأمنية. والصنف المدني يضم ضحايا القصف الحكومي لمناطق أهل السنة، علاوة على ضحايا ميليشيات ولاية الفقيه والحشد الشعبي. الإنجاز الحكومي لإنشاء المقابر الجديدة تضمن (20) مقبرة في المحافظات ذات الأغلبية من أهل السنة وهي الموصل والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى وبغداد. ولا تسأل عن السبب في بناء هذه المقابر في مناطق أهل السنة. لكن هذا الإنجاز الحكومي يفِ لقوافل القتلى.
طلقة طائشة
تم إفتتاح مقبرة جديدة في العراق بإسم (جنة علي بن أبي طالب) وهي مكملة لمقبرة السلام في النجف. لكن التسمية تثير الإستغراب! اسأل" هل علي بن أبي طالب هو صاحب المقبرة؟ هل لعلي جنة تختلف عن جنة الله؟ لماذا ليس للنبي محمد (ص) جنة، ولصهره علي جنة؟ ومن سيدخل جنة علي؟ ومن يقرر ذلك، هل علي سيقرر ذلك ام رب العالمين؟ ما اختلاف جنة علي عن جنة الله، وايهما أفضل؟ هل عند اكتمال مقبرة (جنة علي) ستفتح مقبرة جديدة بإسم (جنة الحسن) وبعدها (جنة الحسين) وهكذا الى (جنة المنتظر)؟ ولماذا جرى إفتتاح رسمي للمقبرة وبحضور شخصيات رسمية؟ وهل سبق ان أفتتحت مقبرة بشكل رسمي في العالم بإستثناء مقابر الحرب العالمية التي استعيض عنها بنصب الجندي المجهول؟ هل ستخصص جنة علي للشيعة فقط؟
صرح النائب في البرلمان العراقي أحمد الدليمي بأن "افتتاح المقابر في العراق أكثر من افتتاح المشاريع، فقد تحولت البلاد إلى مأتم كبير في كل مدنه". صدقت أيها النائب! بجهود الحكومة والبرلمان وسكوت القضاء عن المظالم، ستتوسع وتستحدث المزيد من المقابر.
بيلسان قيصر
شباط 2021
البرازيل
871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع