فيصل محجوب – مهندس استشاري
أزمة الكهرباء بين الحقائق وغش المخادعين
نشرت، قبل أشهر، مقالاً تحت عنوان (الكهرباء... حلول وفتاوى بغير علم) دعوت فيه ذوي الاختصاص والخبرة إلى الوقوف بوجه من يدلو بحلول مختلفة وهو يعلم إنه لا يعلم عن اسباب أزمة الكهرباء وأبعادها وأوردت ما نصه: (فلا بارك الله فيمن يفتي بغير علم، راقصاً على معاناة المواطن من دون أن يعانيها هو وعائلته أو تنظيمه السياسي ودعوة جادة الى الخيرين كلهم من ذوي الاختصاص أن يتصدوا لفضحهم وردهم كما ينبغي لعلهم يسكتون).
واقع خدمة الكهرباء، اليوم، التي كانت ضحية ما تعرض له قطاع الكهرباء من الاكاذيب منها بدوافع التسويغ لأسباب الأزمة والفشل في إيقاف تفاقمها ومنها محاولات للنأي بالنفس عن مسؤولية الضلوع في استمرار هذه الازمة بالرغم مما رصد لها من موارد مالية كبيرة.
واقعها يؤشر إلى مكامن الخطورة فيما يتعرض له ملف الحلول في إعادة بناء منظومة كهربائية عراقية بوثوقية عالية تغطي إحدى الحاجات الاساس، التي تعد من الحقوق المشروعة للمواطن وهي التزود الآمن والمستقر بالتيار الكهربائي، حيث يتعرض هذا الملف إلى محاولات لتزييف الحقائق واختلاق معلومات فنية تشوه واقع الأزمة بالإضافة الى ما تسببه هذه المعلومات المزيفة أو المحورة منها من فقدان الدلالات الحقيقية لكي تؤدي بوصلة المعالجة مهمتها في التأشير السليم للخطوات الواجبة في الانقاذ.
وبالرغم من القدر العالي للمصداقية الذي قد يمنحها المعنيون وكذلك المواطنون لهذه المعلومات المظللة كونها صادرة من وسط قطاع الكهرباء، وعلى وجه التحديد، من أولئك الذين كانوا أو ما يزالون في مواقع مسؤولية متقدمة فيه الا أن مرحلة إذابة جليد الكذب عن ملف هذه الازمة سوف تحل بفعل العوامل الفاعلة بالتغيير والتي يضمنها المستقل القريب.
وأورد هنا قولًا يعبر عن الأمانة ما نصه: (الأمين يغير أفكاره لتتناسب مع الحقيقة، والمخادع يغير الحقيقة لتتلاءم مع أفكاره)، وهنا أدعو الذين خانتهم عوامل مقاومة الرغبات والنزوات، بأنواعها، ولم يتمكنوا من الثبات أمامها فكانت سبباً في الانزلاق الخطير باتجاه خانة الكذب والخداع، أن يعيدوا حساباتهم على وفق ما تقتضي قيم الرجولة والفروسية ليعلنوا التوبة والاعتذار عما اقترفوه بحق معاني الصدق في ظرف يتطلب العمل النزيه من أجل العراق (الصرح العظيم)، الذي طعن بحراب قوى الشر الخبيثة للنيل منه.
2981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع