عبد الله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا - عصرالنفاق الشامل ...!!
( 1 )
قبل عام تساءلنا في موضوع تحت عنوان (الخوف من التغيير..والقناعة بالجمود..!): لماذا تسير محاولات التغيير في بلداننا بخطوات ثقيلة ومملة لا تنسجم مع رغبة الأكثرية؟ وبذلك لا تنسجم مع العصر ومتطلبات الحياة والعلاقات بين الناس ومن يعدون أنفسهم بيدهم الحل والربط ويقودوننا نحو الغد، الغد الذي من المفروض أن يكون أكثر إشراقاً.
وبعد مرور بلدنا العراق منذ اكثر من عام بمرحلة قيام الناس المسحوقين يوميا وبشكل منظم بالنزول الى الشوارع رافعين شعار الثورة ضد الفساد وسميت بـ( ثورة تشرين ) ‘ ماحصل خلال مراحل سير الانتفاضة يعدو شيئا غريبا لم اطلع علية في تاريخ انتفاضات المظلومين في هذه المنطقة على الاقل ‘ والشيء الغريب هوان كل الناس في طول وعرض العراق اعلن تضامنه مع المنتفضين ‘ ولكن الاغرب من هذا ان حيتان الفساد ملؤا الشاشات ليس فقط القنوات الاعلامية داخل العراق بل طول و عرض العالم يعلنون تضامنهم مع شباب الانتفاضة ودون اي خجل يطالبون (الدولة ....الدولة التي باركوا ودعموا امريكا في نيسان 2003 عندما جاء محتلا وهدم كل ركائز وعلامات وقوانين دلائل وجود الدولة في العراق وهم فرحوا لذلك علنا بل طالبوا بمسح ذاكرة العراقيين و طالبوا باعتبار ذلك اليوم بالعيد الوطني العراقي ...!!( وهؤلاء كانوا على يقين ان الغرب هاجم العراق ليس لانقاذهم بل لاسقاط دولتهم تمهيدا لجعل البلد منطلق للعمل المنظم للتخريب عندما سلموه لاناس هم يعرفونهم حق المعرفة انهم يؤمنون بكل شيء الا اعادة بناء العراق ...!! لذلك رايناهم في سنوات ما بعد الاحتلال لم يقدموا اي شيء يدل على البناء حيث كانت خطوتهم الاولى تعميق روح الانتقام ... و تمرير كل المستلزمات على هذا الطريق الذي ادى الى تفكيك مجتمع العراق بشكل خطير استفادت منة مصدر القرار الامريكي تنفيذا لوعدهم بضمان سلامة الكيان الصهيوني المسخ .
من يحكم العراق منذ 9 نيسان 2003 هم مجموعة ممثلين مجربين في النفاق ( بعضهم دخل دورات تثقفيه وتعليميه لتنفيذ مامطلوب منهم ) ولهم ارتباطات مشبوه له علاقة بكل شيء الا عودة بناء الدولة في العراق ‘ ولم يكتشف معدنهم وخطورة اتجاهاتهم الا من خلال مواجهة انتفاضة تشرين الى حد لايخجلون من قتلهم المتظاهرين و يدعون تبني شعاراتهم ...
( 2 ) صراع المنافقين :
منذ سير الامور بعد الاحتلال اتوقف على ظاهرة غامضة تؤشر بوضوح ان مصدر القرار في الادارة الامريكية خطط لاحتلال العراق بهدف اطالة ( خراب ) فيها واختار لتحقيق هذا الهدف اعتى اعداء عراق التاريخ و الحضارة والقدره على النهوض عند الشدائد في المنطقة بان يفسح لهم كل على حده ان يلعب كل ما يعمق الصراع و الخلافات في هذا البلد ‘ ويبدو لي ان بين كل تلك القوى ورغم وجود عداء بينهم بعضه عميق‘ تم تخطيط دقيق لفتح طريق لامكانية ايجاد خط اوطريق غامض لامكانية ( التحالف غير المرئي ) ان صحة هذه التسمية يفتح مجال حرية التصرف للتحقيق او التمهيد لتحقيق اطماعهم في العراق والسكوت عن تعارض تصرفات احدهم على حساب الاخر ‘ فمثلا ان اطماع تركيا تجاه العراق معروف تاريخا ‘ ولاسباب تاريخية يمكن ان يضر هذا بمصالح ايران الاقليمية ‘ فبوجود هذا التحالف الغير مرئي يفسح المجال لايران ان تتصرف داخل العراق بحيث يعوضه عن الاضرار الناجمه عن التزاحم التركي وهكذا و هدف الكل منع نهوض العراق عن طريق اعادة الاستقرار ....!! فليس هذا المحتل الخبيث بعيد عن كل قوة اقليمية تتدخل لتعميق الخلافات العرقية و الطائفية وكان اول خطه لاضعاف طويل الامد في العراق هو تثبيت تكوين الشعب العراقي في الدستور على اساس مكون وليس شعب الموحد في وطن واحد بروح الوطنية مثل الدول الاخرى في المنطقة عموما . فبمجرد وجود هذا النص الدستوري يعني وجود ثغرات امام الاطماع الاقليمية للتدخل في شؤون العراق بحجة الدفاع عن حقوق مكونات مماثلة في بلدان المنطقة .
( 3 ) كسر الارادة ونشر اليأس
وها نحن نعيش مرحلة هبوب عاصفة التغيير في أكثر من موقع ضمن هذه المنطقة التي كانت ولا تزال أخطر منطقة في عالم الجنوب خاصةً وعلى الكرة الأرضية عامة، وفي المراحل السابقة، حتى عندما كان يحصل التغيير لا يلامس عمق الأحداث أو الأنظمة او حياة الناس ولا يتعدى انقلابا من فوق وبعد ايام معدودة ترجع الأمور، كل الأمور، كما كانت ‘ ولكن عملية احتلال العراق خطط له خارج هذا التوجه ‘بعض كان من غباءهم او لاسباب مشبوهة كانوا يبررون اخطاء المحتل بان مصدر القرار الامريكي الذي قرر (تحرير )العراق لم يكن كالانكليز عندما احتل العراق في بداية العشرينات لها الخبره في الوضع العراقي لكي تتعامل مع الوضع دون حدوث اضرار بارادة العراقيين ‘ ان التخطيط لاحتلال العراق امريكيا ‘عمل له بكل دقة وحدد جميع الاهداف المرحلية والبعيدة المدى بدقة وكما اشرنا اكثر من مرة بحيث يكون نتائجة تمديد الخراب في هذا البلد حتى ان تصل المصدر القرار الاصلي ( الصهيوني ) الى قناعة ان امن كيانه المسخ مضمون لان ذلك ما يكون ممكنا بوجود العراق الذي يصفة التاريخ ...!! ويشمل هذا التخطيط حتى تفاصيل دقيقه للافساد المجتمعي في العراق بعد الاحتلال .
عندما كنا مجموعة نناقش توسع الفساد المستشري في البلد ‘روى لي صديقي مايلي : كان في منطقتنا في بغداد رجل يعمل عريف في المرور وبعد شكاوي كثيرة لتصرفاته السيئة في عمله وتقديم اكثر من شكوى ضده سجن لمدة ثلاث سنوات وطرد من الخدمة ‘ بعد خروجة من السجن فتح محل لتصليح (صوبات نفطية ..!!) وكتب اغرب لوحة على محلة كاعلان بان السجن وطرده من الوظيفة لم يعلمه اي درس ‘ واللوحة تقول : ( اذا تاخر صاحب الصوبه لاستلامه في اليوم المحدد له لنا الحق التصرف به مقابل حق التصليح ) لتنفيذ قراره الغريب باع عدد من صوبات المواطنين ولكن حصل من بعضهم ضرب مبرح و اجباره التعويض ‘ مرت الايام وتم ( تحريرنا ) من قبل قوات عم سام ومن ساعده ‘ فاجأ اهل محلتنا بعد مرور اقل من شهر من الاحتلال دخول عريف المرور الى المنطقة بملابس عقيد شرطة ومعه حماية مجموعة من المسلحين من افراد الشرطة واول فعلته التحرريه انتقم من كل من حاسبه على بيع صوباتهم النفطية بتهمه الانتماء للحزب الحاكم او الطائفية ...ألخ و بعد عدة اشهر سمعنا ان عريف المرور المطرود نقل الى احد المحافظات مديرا للشرطة .... وبعد ان روى لنا هذه الحكاية سال : بعد هذه الاحداث لماذا تتعجبون من توسع الفساد ؟ اجزم ان هذه الظاهرة مخطط لها منذ الاحتلال وان عريف المرور الذي قرربنفسه ان يكون عقيدا الان هو احد التجار الكبار يتنقل بين بيروت و دبي و اماكن اخرى ...وان ( برمير ) سلم مصير البلد لرفاق متمرسين في التحول من منافق سياسي تحت عنوان معارض الى مجاميع يتمسكون بخيوط التطورات المطلوبة الى ان يشاء الله ....!!!
1159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع