بيلسان قيصر
العراق والإنتخابات الامريكية
العراق فعلا بلد العجائب، واعجب ما فيه هي الطبقة السياسية التي تحكمه بعد العزو الامريكي، فمع ظهور النتائج الأولية للإنتخابات الامريكية، وقبل إقرارها دستوريا وإعتراف الرئيس ترامب بها، وإنهاء الطعونات التي شابت الإنتخابات من قبل المحاكم الامريكية المختصة، فقد تهافت سياسيو العراق لإرسال برقيات التهاني للرئيس بايدن، وكانت بعض التهاني مثيرة للسخرية فزعماء الأحزاب الشيعية أعلنت تأييدها للرئيس بايدن على الرغم من عدائها المعلن لأمريكا بإعتبارها قوات احتلال، بل ان نوري المالكي نشر صورة تجمعه مع بايدن، عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي اوباما، خلال زيارته للولايات المتحدة وقراءة الفاتحة على قتلة الغزو الامريكي للعراق. ولا نعرف ما يمثله قزم ايران عادل عبد المهدي من الناحية الرسمية ليقدم التهاني لبايدن، بل ويطلبه بتغيير سياسته مع ايران؟
في البداية تضاربت التهاني من قبل الزعماء الشيعة، ومن المعروف وفق سياقات البروتوكول تكون التهنئة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقط، وحتى هذه البرقيات كانت بسياق مختلف بعض الشيء من حيث اللهجة.
ربما الحمق والغباء المنقطع النظير من أهم سمات زعماء الغزو الامريكي الايراني، لأن اصواتهم بدعم بايدن إنما هو صدى لولاية الفقيه لا أكثر، وهم يظنون ان بايدن سيفتح القمم ويطلب من المارد الجعفري تغيير العلاقات مع ايران، والعودة الى إتفاقية النووية مع ايران، ويرفع فورا الحظر عن ايران.
ـ ان الرئيس بايدن سوف لا يتسلم دفة الحكم في الولايات المتحدة الا بعد الربع الأول من العام القادم، فترامب سيبقى هو صاحب القرار.
ـ ان مجلس الشيوخ ذو اغلبية جمهورية، ولا يمكن رفع الحظر عن ايران والعودة الى الإتفاقية النووية إلا بعد موافقة مجلس الشيوخ.
ـ كافة العقوبات التي فرضت على ايران كانت مقترحة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والديمقراطيون هم الغالبية في تلك الوزارة، اي هم من الحزب الديمقراطي.
ـ ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وليس دولة فوضى كالعراق، فالرئيس الامريكي لا يقرر حسب أهوائه، بل هناك مؤسسات تقف وراء قراراته.
ـ كان الرئيس بايدن هو المسؤول عن ملف العراق خلال رئاسة أوباما، وهو لديه خبرة كبيرة في الشأن العراقي، وموقفه من العراق ليس من اولوياته.
ـ هناك ملفات أكثر أهمية عند بايدن من ايران والعراق، منها الكورونا، إكمال السور مع المكسيك، العلاقات مع الصين، العلاقات مع الاتحاد الأوربي، المهاجرين الى الولايات المتحدة، البطالة، وغيرها.
ـ لأن الرئيس ترامب ما زال صاحب القرار الأول في الولايات المتحدة، فالمجاهرة في تأييد بايدن قد يجعله يصدر قرارات ضد العراق، وندخل في أزمة ونحن والحمد لله في غنى عن الأزمات، وكان يفترض التريث من قبل القيادة العراقية في إصدار التهاني، معظم رؤساء دول العالم تمهلوا في إرسال برقيات التهنئة لبايدن، فما قيمة زعماء العراق بالنسبة لبقية زعماء الدول المتقدمة؟
لا يوجد تفسير للسيل من التهاني لبايدن سيما من قبل رؤساء الوزراء السابقين نوري المالكي وعادل عبد المهدي سوى التملق للولي السفيه في ايران، لكن الا يكفيهم التعبد في محراب الخامنئي وهم الأقرب الى القبر؟ فعلا يموت الكلب وعينه على المزبلة.
طلقة طائشة
لم تتمكن ايران من تحقيق مطامحها في العراق على مَر التأريخ إلا في ظل الوجود الامريكي في العراق. الاتفاقية العراقية الامريكية عام 2009 كتبت من قبل ايران واقزامها في العراق وليس الولايات المتحدة.
بيلسان قيصر
تشرين الثاني 2020
البرازيل
1046 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع