خاطرة - لحظة هروب

                                                      

                             نوال الرشيدي

خاطرة - لحظة هروب

تُداهمني تلك اللحظة المُباغتة التي تأتي كالغصة تنبش حنايا الروح تُعيد لي ذلك الحزن الباق لحظة ما تود إنتشالي من الوجوه .. الموسيقى عناق الأطفال .. ومن التخفي من بين أكواب القهوة وأنا التي أتظاهر بقوتي وغطرستي أُحاول أن أُجيد عيش اللحظة .. أن أختبئ بي وأسراري 

لحظة إختطاف تهرب بي إلى البعيد ... وأنا التي جئت هنا لأُجيد إنغماسي لحظة تُشبه كومة ثقيلة تُقاوم رفضي تجبرني على الإستسلام والرحيل للتو علمت معنى الإختطاف أن تُختطف الروح والجسد معاً لجهة غير معلومة بلحظة ما تُشبه اللحظة الغاضبة
هاهي وقد بدأت تنخفض بي الأصوات تنطفئ من حولي أضواء الزوايا ... وبدا شيئاً ما يكسو الوجوه بالضباب فينسدل رذاذ أعلى الوجوه وعلى الأخضر من حولي .. أُحاول أن أستجمعني كلص باغت بحمل شئ معه وبدأ يتوارى خشية جُرمة وفضيحتة ..
أنزوي بهدوء أتخفى برداء أسود كظُلمة الليل تدمع عيناي إستسلامي لذلك الرحيل ... أختبئ بي وإنكساراتي أتوارى للبعيد أجر خطواتٌ متثاقلة إلى بقعة تسمع دوي أنيني وألمي ... تنسدل من عيناي دموع تحرق خدي .. أبكي غصة تلك اللحظة أخشى أن تفضحني العبرات المغموسة أن يطفو ذلك العالق الذي بداخلي .. هاأنذا أُغادر الجموع ... البالونات الملونة وجوه الضاحكين تنسدل من أمامي ستائر وهمية تُشبه أحلامي التي كانت تطفو أعلى السفوح فينساب أنين ذلك الحزن الباق ترى كيف للستائر أن تحمل صوراً موؤودة !؟
كيف لنا أن نُحولها لصور تحترق تتناثر ... تتطاير من حولنا ذرات رماد .. !؟ هاربة من عمق اللحظات التي تباعد بيني وبين الدفاتر التي بلا أغلفة .. تتطاير مع الريح أوراقاً تلفحني سموماً حارة تحرق ملامحي .. تملأني عبرات وألم
هاربة من الإختباء خلف ألم صامت ألم لا يُجيد البوح عدا أعلى الأوراق .. هاربة وجئت هنا أبحث عن لفافة ما أجبر بها إنكساراتي أتنهّد بقعة بدأت تتعالى ببعثرتي أستودعها حلماً أن أعود كما كنت طائراً حر طليق يعشق الأسفار والإبحار طائر يحمل وديعتهُ معه يتأملها في صباحاته ومساءاته لا يَوّد شيئاً عدا أن تبقى آمنة مبتهجة .. لوحة تتبدل ألوانها مع أضواء الشمس .. وأنوار القمر أن لا يُباغتني شئ عدا حلم مغلف بشرائط وردية ومشاعر أكتبها حروف تنادي باسم الحب ... وأن أرسم خيالاتي بألوان ملونة .. تشبه الورد والغيم والمطر ومظلتي الفوشية وطيور النوارس الهاربة كما أحلامي للبعيد ..

الكاتبة / نوال الرشيدي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

671 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع