داود البصري
قد يبدو العنوان أعلاه مثيرا للتساؤل ؟ فهل ثمة حرس ثوري في العراق ؟ و الجواب سيكون بألف نعم !! ..
فما أقصده تحديدا هو تلكم القيادات العراقية الحاكمة و المتصدرة و التي هي اصلا قيادات مضمومة وفاعلة في مؤسسة الحرس الثوري الإيرانية و ما أعنيه على وجه الخصوص العميد الحرسي وقائد فيلق بدر الذي هو فرع من فيلق ( القدس ) وبطل حملات التعذيب الشهيرة ضد الأسرى العراقيين في إيران أيام الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، و بطل مجزرة الطيارين العراقيين بعد الإحتلال الأمريكي عام 2003 و احد أكبر الوجوه الحاقدة في تاريخ السياسة العراقية ووزير النقل و المواصلات الحالي الرفيق هادي العامري! و الذي إنشق عن جماعته الأصليين في المجلس الإيراني الأعلى و أنضم لسيده الجديد و المبارك من سماحة ( ولي العصر و الزمان ) الرفيق علي خامنئي و أحتل وزارة النقل العراقية بما لها من مواصفات و قياسات و مهام لوجستية فاعلة وذلك عبر دورها الكبير في تنفيذ الإستراتيجية ألأمنية الإيرانية في العراق و المنطقة ، فالتحقيقات الأخيرة بشأن ملف فساد أجهزة السونار و كشف المتفجرات التي أزاح عنها القضاء البريطاني القضاء و فجر فضيحتها المدوية بعد إعتقال و محاكمة رجل أعمال بريطاني باع للعراق أجهزة فاسدة لكشف المتفجرات بملايين الدولارات وهي في حقيقتها مجرد ألعاب أطفال مما تسبب في مصرع آلاف العراقيين مجانا بسبب الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين و التي مرت شحناتها المتفجرة أمام عيون السيطرات الأمنية دون وجع قلب !! ، فقد تبين بأن الرفيق هادي العامري أيام ترؤسه للجنة الأمن و الدفاع البرلمانية ( يا سلام على الأمن و الدفاع )!! كان قد زكى تلكم الأجهزة الفاسدة و أكد على أهميتها و صلاحيتها بل و تحدى من يطعن بكفاءتها!! فلما دار الزمن و أنكشفت الحقائق ، بلع ذلك الوزير الخطير حاليا تصريحاته السابقة و أبتلع لسانه وصمت صمت القبور عن الفضيحة في ظل صمت الحكومة العراقية المخزي عن توضيح مسؤوليتها في ذلك الملف الذي يراهن الجنرال المالكي على عنصر الزمن و توالي الفضائح من أجل إغلاقه كبقية القضايا الفضائحية الأخرى التي أغلقت ملفاتها وطواها النسيان ؟ ولم يتوقف مسلسل فضائح قائد الحرس الثوري العراقي و مسمار إيران الفعلي في الحكومة العراقية عند ملف الجهاز المذكور ، بل رشحت معلومات حول تورط إبن العامري في ملفات فساد وزير تجارة حزب الدعوة الهارب عبد الفلاح السوداني و المحتمي خلف جنسيته البريطانية ، وحيث بات لأبناء المسؤولين العراقيين حظوة كبيرة في صفقات قطط العراق السمينة الجدد !! ، و يبدو أن ضعف ذاكرة الشعب العراقي المؤسفة قد رسمت للفساد حدودا و إمبراطوريات هائلة من التوسع و الفوضى المهلكة ، فلو كان العراقيون يمتلكون ذاكرة الفعل و التصرف لما سمحوا لأولئك العناصر بالتسلل للسلطة وعن طريق الإنتخاب!! و تلك قمة المهزلة ؟ فتصوروا رجل منشق عن الجيش العراقي برتبة متدنية يتحول في إيران ( لسائق ماطور ) للحرس الثوري ، و يشترك في قتال الجيش العراقي و بما يشكل حالة خيانية واضحة ، ثم يساهم في فرق التعذيب لأسرى الجيش العراقي في إيران بنشاط وفاعلية في منظمة عبد العزيز الحكيم المسؤولة عن تعذيب أسرى الحرب وقتلهم ، ثم بعد توقف الحرب و فشل إيران في مشروعها لتصدير الثورة يظل مقيما لسنوات هناك في ظل المؤسسة الأمنية الإيرانية ثم بعد إحتلال العراق يقوم وعصابته بتنفيذ جرائم قتل مخطط لها ضد طياري العراق و جمعا من خيرة ضباطه تحت ستار فرق الإغتيال الخاصة بقيلق بدر الإرهابي!! ليدخل الإنتخابات و يفوز و يتحول لرئيس لجنة الأمن و الدفاع البرلمانية و بما يعني بأن كل ملفات الأمن العراقية تجد نسخا لها في وزارة الحرس الثوري و في مخابراتها!! ثم يتحول بعد ذلك ليكون وزيرا للنقل و يطلق التصريحات و التهديدات السياسية و العسكرية وبما لايتناسب و منصبه ويكون مركز قوة في حكومة متهالكة!!! ماذا نسمي كل ذلك ؟ ومن المسؤول عن تسرب ثعابين الحرس الثوري الإيراني لمسارب السلطة في العراق ؟ أليس هو جزء من الشعب العراقي الذي ألغى ذاكرته وحتى عقله ليكافيء القتلة و المجرمين!!... لا أقول سوى تلك الجملة الخالدة التي تختصر كل قول و لاقول بعدها: ( و الله حالة... و الله طرطره )..؟..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع