سر هوس النظام الايراني بالممارسات القمعية

                                                          

                          منى سالم الجبوري

سر هوس النظام الايراني بالممارسات القمعية

على مر العقود الاربعة المنصرمة من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي صار العالم کله يعرف جيدا بأنه نظام دکتاتوري مبني على أساس الممارسات القمعية والسجون والتعذيب والاعدامات، لم تکن هناك معارضة تمکنت من الصمود بوجهه ومواجهته بکل قوة ورد الصاع له صاعين کما کان الحال ولايزال مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية خصوصا وإنه قد أثبت دوره وحضوره في داخل وخارج إيران على حد سواء وصار معروفا بأنه يمثل کافة أطياف وشرائح الشعب الايراني ويقف من جميعها نفس المسافة ويحمل برنامجا سياسيا متکاملا لإيران مابعد إسقاط هذا النظام، ولأن هذا المجلس قد مثل وجسد روح المقاومة والرفض بوجه النظام ويصر على مواصلة الصراع ضده حتى إسقاطه، فإن رفض الشعب الايراني ومواجهته للنظام صار يعني للأخير تجسيدا عمليا للأفکار والطروحات والمبادئ النضالية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومن هنا کان النظام مهووسا بحملات القمع الوحشية للتحرکات والانتفاضات المندلعة بوجهه بل وحتى إنه لم يعد يفرق بين هذا المجلس وبين الشعب الرافض له.

هذا النظام الذي يعيش هاجس السقوط لأنه لم يتمکن من إقصاء المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق والقضاء عليهما، کما فعل مع الآخرين ورأى بأم عينيه کيف ينتقلان من نصر الى نصر ولايشعران بکلل أو ملل من نضالهما ضده، فإن مخاوف النظام تتسارع وتتزايد مع کل نشاط أو تحرك معادي له حتى لو کان عاديا فهو يرى في کل رفض وإحتجاج ضده المقاومة اايرانية ومجاهدي خلق.
إنتفاضة 28 ديسمبر2017، ومن بعدها إنتفاضة 15 نوفمبر2019، واللتان کانتا وبحق ملحمتان غير عاديتان خاضهما الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ضد النظام الايراني وقد أثبتتا له بأن الشعب والمقاومة الايرانية ليسوا ببعيدين عنه وبإمکانهم حسم أمرهم في الوقت المناسب، ولذلك فإن المساعي الحثيثة وغير العادية للنظام من أجل تقوية أجهزته القمعية منحه الاولولية، إنما هو من أجل جعلها مستعدة على أفضل مايکون من أجل مواجهة أي طارئ ولاسيما وإن الذکرى السنوية الاولة لإنتفاضة 15 نوفمبر 2019 تقترب ويزداد قلق وتوجس النظام من إحتمال أن يصبح حافزا لإندلاع إنتفاضة عارمة ضده.
الحقيقة التي يجب تذکرها دائما هو إنه لم تتمکن الممارسات القمعية الاستثنائية للنظام يوما من أن تثبط عزم وإصرار المقاومة الايرانية على مواصلة النضال من أجل تخليص الشعب من هذا النظام المتاجر بالدين، بل وإنها قد ساهمت أيضا في جعل الشعب يزداد إيمانا ويقينا بضرورة وحتمية مواصلة النضال من أجل إسقاط النظام، وإن النظام الايراني يعلم جيدا بأنه يواجه خصما وندا قويا لايمکن أبدا من إقصائه والقضاء عليه، ولذلك فإن هاجس خوفه من السقوط يزداد ويتضاعف حتى يصبح النظام ومن فرط أوضاعه البائسة يصير في حالة نفسية أقرب ماتکون للمتوتر وغير المستقر الذي يتخبط من جراء ذلك ويناقض نفسه بنفسه والاهم من ذلك إنه يعيش ويواجه حالة من الانقسام والتناحر الداخلي وصلت الى ذروتها بالدعوة لإعدام روحاني ألف مرة!!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع