سعاد عزيز
أکثر من هدف وراء المطالبة بإستيضاح روحاني
لايبدو إن التحذيرات الاخيرة التي وجهها المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لجناحي النظام بإيقاف الهجمات التي يشنها العديد من الوجوه السياسية المحسوبة عليه ضد الرئيس حسن روحاني تلقى آذانا صاغية خصوصا وإن إحتدام وتصاعد تلك الهجمات إرتبطت بصورة وأخرى بقضية مطالبة 44 برلمانيا بإستيضاح روحاني لازالت على حالها، وبهذا الخصوص وفي سیاق مناقشة مسألة استیضاح روحاني، عقد ذوالنوري، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، وزملائه، مؤتمرا في مدینة قم، يوم الاثنين 19 أكتوبر، وذلك بعد أن شاع خبر إحتمال العدول عن الاستيضاح بعد تحذيات خامنئي، حيث قال بالحرف الواحد:" لم یلغی استیضاح حسن روحاني من جدول أعمال المجلس الحادي عشر ولا یزال ساريا. ملف الاستیضاح بين يدي. وقع علیه 44 شخصا وسحب 11 شخصا توقيعاتهم. نطلب من النواب الآخرين التوقيع على الاستیضاح لکي تستقیم الأوضاع الحالية غير المستقرة من خلال استیضاح الرئيس".
التصريحات المتزمتة ضد روحاني لاتزال مستمرة ومتواصلة، وشن الهجمات عليه لم تتوقف مع إن الترکيز عليها بهذه الصورة وإيلائها إهتماما إعلاميا غير عاديا على الرغم من إن هناك عدد کبير من المشاکل والازمات التي يواجهها الشعب وکلها أهم من قضية الاستيضاح التي من المحتمل جدا أن تکون مجرد زوبعة في فنجان من أجل أهداف وغايات أخرى.
المطالبة بإستيضاح روحاني تم التشديد عليها من جانب البرلمانيين المحوبين على خامنئي بعد أن أصبح البرلمان بعد الانتخابات الاخيرة وهندسة خامنئي لها تحت هيمنة جناحه، خصوصا وإن رئيس البرلمان قاليباف المرشح سابقا للرئاسة، معروف بعدائه الشديد لروحاني ورغبته في الانتقام منه، يعمل على تأجيج النار أکثر، لکن المهم هنا أن ننتبه الى جملة أمور وعوامل تقف وراء تسليط الاضواء على قضية الاستيضاح ولفت أنظار الناس إليها أعلاميا ولعل من أهمها وأبرزها:
ـ الاوضاع بصورة عامة سيئة جدا ولم يعد بوسع النظام أن يفعل أي شئ حيالها أو يقدم مايمکن أن يوقف من إستمرار تدهورها.
ـ حالة السخط والغضب الشعبي تتزايد في سائر أرجاء إيران وتتجسد أکثر في الاحتجاجات المستمرة في کافة أنحاء إيران والذي يدفع النظام للشعور بالقلق والتوجس من ذلك هو إن هذا الاحتجاجات لاتتوقف مع قرب حلول الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي إعترف محمد رضا باهنر، النائب السابق لرئيس البرلمان من إنه لو لم يقض النظام على احتجاجات نوفمبر 2019 لكانت ستتحول إلى ثورة شاملة لم يكن بالإمكان السيطرة عليها. وإن النظام يحتاج الى ثمة قضية يشغل بها الرأي العام.
ـ تزداد عزلة النظام داخليا وخارجيا في مقابل إزدياد دور وحضور المعارضة الرئيسية للنظام والمتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وتزايد الحديث بشأن طرحها کبديل للنظام، خصوصا وإن صحيفة"مردم سالاري"الحکومية قد أشارت في 27أکتوبر الجاري، في سياق تقرير لها تحت عنوان"إيران والتخطيط النووي الجديد للعدو" إلى مؤتمر مجاهدي خلق في 16 أكتوبر حول الكشف عن مركز صنع القنبلة النووية للنظام وكتبت: هذا الكشف عرقل تشكيل جبهة دولية بمحورية أوروبا وروسيا والصين لصالح النظام في أكثر الظروف حساسية.
1042 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع