التعليم العالي وإنصاف الطلبة الموهوبين

                                                     

                             د. فاضل البدراني

التعليم العالي وإنصاف الطلبة الموهوبين

كشفت نتائج السادس الاعدادي في سنة 2020 عن فشل وزارة التربية وإرباكها في إدارة الملف الامتحاني لطلبة السادس الاعدادي لا سيما الفرع الاحيائي بشكل كبير إذا ما قورن مع أداء نظيراتها في البلدان العربية، ومن تداعيات هذا الخلل الحاق الغبن للطلبة الموهوبين، قبل أن ينتقل هذا العبء على وزارة التعليم العالي كمخرج ثقيل الوطأة ستواجهه، ومن مؤشرات الخلل الحاصل، حالة التضخم في ارتفاع معدلات الطلبة الحاصلين على درجة من 97 صعودا، إذ ينم عن وجود تهاون في أداء المراقبة الامتحانية وبعض المخاوف من تسرب الأسئلة ليستفيد منها الطالب الكسول وتخسر الدولة قدرات الطالب الذكي .

وبعد بلوغ عدد الطلبة من أصحاب الدرجات العالية بالآلاف وضع وزارتي التربية والتعليم العالي أمام إختبار حقيقي من مدى الجدية وعدم التهاون بالاستفادة من الأذكياء وفرزهم عن الطلبة القناصين سواء الغشاشين أو أصحاب السماعة والهيتفون والبلوتوث، أو ربما الأسئلة الجاهزة، هذا يتداول لدى أولياء أمور الطلبة، فدول العالم تبذل سنويا جهودا مضنية للوصول الى الموهوبين من بين جموع الطلبة وعددهم موهوب واحد من كل 100 الف طالب، لكننا في العراق لا نضع هذه الخطوة في المنظور العلمي، وقد يحصل التهاون مع الغشاشين مقابل هدر وفقدان المواهب الذكية، لتضيع آمالهم وطموحاتهم بالحسرات والنكبات وقد تصل لمستوى الانتحار لا سمح الله ،ولتفادي هذه الافرازات السلبية نطرح أمام وزارتي التربية والتعليم العالي خارطة طريق تتضمن عددا من المقترحات العلمية لمعالجة وضع طلبة السادس الأحيائي وفق ما يأتي :
1- الرجوع الى درجات الامتحان التراكمي للمرحلتين الرابع والخامس ومقارنتها بالدرجة الأخيرة، وهو معيار علمي يكشف مستوى الطالب الحقيقي والأخذ بها.
2- وضع امتحان شامل بالمواد الدراسية للسادس الأحيائي لكل طالب حاصل على معدل 95 صعودا ذلك معيار علمي لكشف مستوى الطالب.
3- الغاء الدرجات المضافة (5) درجات لأبناء بعض الشرائح لأنها درجة كبيرة تغير المعادلة في القبول وتضعف فرص الأذكياء.
4- في حال الاستمرار بمنح الدرجات ينبغي إنصاف أساتذة الجامعات المضحين في خدمة مسيرة التعليم العالي ومنح أبنائهم (5) درجات كما يحصل في بعض بلدان العالم.
5- في حال عدم استيعاب الجامعات لأصحاب معدلات 98 في كليات الطب، ينبغي أن تتحلى التعليم العالي بمزيد من الرعاية العلمية وتقبلهم وتضع الطالب بين خيار القبول بالواقع أو ضمان القبول والتأجيل للسنة الدراسية القادمة.
6- المفروض من وزارة التعليم العالي اعتماد التوسعة بقبول طلبة كلية الطب ضعفي أعدادهم بالسنوات الماضية وعدم جعلهم ضحية إرباك عالمي حصل بسبب جائحة كورونا.
7- الإبقاء على التعليم الموازي لمنح الطلبة الاذكياء فرصة ثمينة لتحقيق طموحهم في دراسة الطب.
8- يمكن الاتفاق مع بعض الجامعات الرصينة في البلدان العربية قبول أصحاب المعدلات العالية ضمن اتفاق منحة دراسية وتخفيف الزخم.
9- المناشدة المقدمة من الطلبة الشباب الطموحين الى فخامة الرئاسات الثلاث ومعالي وزير التعليم، إذا حققنا معدلات من 97 صعودا الى 99، ماذا بوسعنا أن نقدم لكم ونحن أبنائكم اليس من حقنا أن نكافأ منكم بمقعد في كلية الطب، وقد بذلنا جهودا مضنية لبلوغ هذه المعدلات العالية ؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

797 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع