بيلسان قيصر
الحرب الأذرية الارمنية تكشف حقيقة النظام الايراني
يزعم الولي الفقيه ان نظامه يدعم الشيعة في جميع انحاء العالم، لأن الحفاظ على بيضة المذهب ونصرته والتوسع فيه يتجاوز حدود السيادة الوطنية الايرانية ويسمو عليها، وهذا ما نجده في نشاط الميليشيات الولائية العراقية التي تقاتل في سوريا وكذلك ميليشيات حزب الله والافغانية والباكستانية، ولكن هل هذه المسألة تتمحور فيها سياسية الولي الفقية أم هي حجة يتذرع بها، لأن القومية الفارسية هي التي تسمو على التشيع في ايران، وهذا ما لم تلتفت اليه الأحزاب الشيعية الولائية، وسأقدم لكم أدلة قوية على ان النزعة الفارسية تسمو على عقيدة التشيع.
اولا: أن غالبية عرب الأحواز هم من الشيعة، لكن النظام الإيراني يعاديهم، ولايسمح لهم بالتكلم باللغة العربية او إختيار اسماء عربية للمواليد الجدد، او إرتداء اللباس العربي، وهو يفرض عليهم تعلم اللغة الفارسية قسرا، وها يعني ان النزعة القومية (الفارسية) تسمو على العقيدة المذهبية، مع ان حوالي 80% من نفط ايران يستخرج من الأحواز العربية المحتلة.
ثانيا: من المعروف ان أكثر دولة في العالم يغلب على سكانها التشيع هي اذربيجان، حيث تصل نسبة الشيعة حوالي 90% من السكان، ولا تزيد نسبة الشيعة في ايران عن 60% من الشعب، ويصل عدد الأذريين في ايران حسب زعمهم (40) مليون، في حين تزعم الحكومة الايرانية انهم ثلث السكان (28) مليون مواطن تقريبا. ومعظم الاذريين الايرانيين يسكون في المدن والقرى الحدودية الايرانية ـ الأذرية ويطمحون الى عودة قرباخ الى السيادة الاذرية. في النزاع الأرمني ـ الأذربيجاني، يقف النظام الايراني مع ارمينيا الارثذوكسية ضد اذربيجان الشيعية، والسبب هو خشية النظام الايراني من دعم الحكومة الأذرية بسبب الأكثرية الأذرية في ايران والتي تصل الى نصف الشعب الايراني، مما يهدد العنصر الفارسي. من الطبيعي ان المواقف الدولية اتجاه اي نزاع تختلف بإختلاف المصالح، وهذا ما نعرضه.
تشهد الحدود الاذربيجانية ـ الارمنية معاركا متقطعة بين الجانبين بشأن أقليم (ناكورني قرباغ وتعني بالعربية جبال الحديقة السوداء) المتنازع عليه، ومن غرائب هذا الإقليم ان الأرض اذرية تأريخيا وجغرافيا وحسب وثائق الأمم المتحدة، لكن حوالي 95% من سكانه من الأرمن، وهم يرغبون بالحصول على الإستقلال، وقد منح الاقليم عام 1923 الحكم الذاتي. احيانا تخفت حدة الصراع لكن سرعان ما يتأجج مرة أخرى. واليوم يشهد البلدان حربا شعواء، ومن المعروف ان تركيا السنية تدعم الأذريين الشيعة، والروس يدعمون الأرمنيين، مع العلم ان السكوت الروسي عن مساعدة ارمينيا بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لان الاتفاقية تعني حماية روسيا للأراضي الارمنية فقط، وليس قرباغ منها. وربما هناك تفاهم بين اردوغان وبوتين حول هذا الموضوع. بالطبع تركيا تجري وراء مصالحها فالإستثمارات المشتركة مع الأذر تزيد عن(35) ملياردولار، وتعتمد تركيا بشمل رئيس على النفط والغاز الأذري، وترغب تركيا ببناء قاعدة عسكرية في اذربيجان مثلما فعلت مع قطر، والغريب في الأمر ان حزب العمال التركي المعارض يقاتل مع الأرمن ضد الأذر، اي على العكس من الحكومة التركية.
سبق ان سيطر الأرمن على الاقليم في حرب خلفت (30) ألف قتيلا. ومنذ ثلاثين عاما لم يتغير موقف الملالي الشيعة من دعم الأرمن ضد الأذريين الشيعة في مفارقة عجيبة، تركيا السنية والباكستان السنية تدعمان الاذر الشيعة، وايران الشيعية تدعم الأرمن المسيحيين ضد الشيعة الأذر. مثلا ايران منعت قبل شهرين الايرانيين الأذر من التظاهر ضد الأرمن في طهران، في حين تسمح للأرمن في التظاهر ضد الأذر سنويا وتحمي المتظاهرين في الاحتفال السنوي بمذبحة الأرمنيين المزعومة. وفي ايران يحظى كل من الأرمن والزرادشتيين واليهود على معاملة تفضيلية على اعتبار انهم من أهل كتاب، على العكس من أهل السنة والأذريين. ومن المتوقع ان تتفجر الأوضاع في ايران بسبب الأذريين، فموقف النظام الايراني ضد بلدهم الأصلي وقيام النظام الايراني بأرسال اسلحة الى الأرمن في قرباغ سيحفزهم للرد بالقوة على الملالي، وها ما يتخوف منه الملالي، سيما ان النظام يعيش في غرفة الانعاش بسبب العقوبات الامريكية. مع العلم ان النظام في اذربيحان علماني ولا يحكمه الملالي، ولا يأخذ بالأساطير كالنظام الايراني.
ثالثا: تقيم ايران علاقات قوية مع الصين الشيوعية، بل يمكن القول ان التنين الصيني سيبتلع العمائم الايرانية من خلال الإتفاقات الجديدة والاستثمارات الصينية في تحدي واضح للسياسة الامريكية، ولكن موقف الصين مع مسلمي الروهينغا واضحا، فهذه الأقلية تتعرض الى الإبادة الجماعية على يد الوثنية الصينية، مع هذا لم نسمع من نظام الملالي في ايران والعراق اي موقف لدعم هذا الأقلية المسلمة، في الوقت الذي تدعم اوربا المسيحية الأقلية المسلمة في الصين، وتستنكر الإنتهاكات التي تقوم بها القوات الصينية في إبادة وتهجير المسلمين.
هل عرفتم الوجه الحقيقي لنظام الملالي؟
طلقة طائشة
ربما لم يسمع البعض آخر نكتة ايرانية، فقد فرضت ايران عقوبات على الولايات المتحدة الامريكية، حيث نقلت وكالة أسنا الايرانية تصريحا لأمين اللجنة الايرانية لحقوق الإنسان علي باقري ان اللجنة أعدت لائحة بأسماء (45) شخصية امريكية شاركت في فرض العقوبات على ايران، وان اللجنة سلمت اللائحة للإدعاء العام في طهران لمتابعة العقوبات، وضمت القائمة دبلوماسيين ورجال مخابرات وقادة عسكريين. ربما جاءت العقوبات الايرانية ردا على العقوبات الامريكية الأخيرة التي شملت (18) بنكا ايرانيا. وقد وصف روحاني العقوبات الجديدة بانها (قاسية وارهابية وغير انسانية).
الطريف في الخبر ان المذيع عندما قرأ خبر العقوبات الايرانية على امريكا ارتسمت على وجهه إبتسامة عريضة، فهل تعرفوا مغزاها؟ ربما تذكر المثل العراقي (من هل المال حمل جمال).
بيلسان قيصر
البرازيل
تشرين الاول 2020
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع