سعاد عزيز
مجزرة ١٩٨٨، المنجل الذي سيحصد روح النظام الايراني
يشعر القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحالة من القلق البالغ من جراء التطورات الجارية بخصوص مجزرة عام 1988، الخاصة بإبادة أکثر من ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق ولاسيما بعد أن أثبتت الادلة والقرائن تورط القادة والمسٶولون من أعلى المستويات فيها وإن المبررات التي طرحوها بخصوص تبرير الجريمة ولاسيما من ناحية التوقيت قد تم دحضها، ولعل إتجاه أوساط ومحافل دولية وبشکل خاص المعنية بحقوق الانسان على الترکيز على هذه المجزرة وضرورة أن تأخذ مجراها القانوني ويتم الاقتصاص من مرتکبيها، الى جانب إصرار زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي على تفعيل هذه المجزرة کدعوى قانونية ضد النظام خصوصا وإنها قد أبلت بلائا حسنا في قيادة حملة المقاضاة عام، من أجل محاسبة ومحاکمة قادة النظام الذين إرتکبوا هذه المجزرة، قد جعل من إحتمال تدويل هذه المجزرة في المحاکم الدولية ضد النظام الايراني أمرا قابلا للإحتمال.
أکثر ما يقض مضجع قادة ومسٶولوا النظام الايراني ويفقدهم صوابهم، هو إنه ليست المقاومة الايرانية لوحدها من تهتم بهذه المجزرة وتتابعها وإنما هناك أوساطا ومحافل دولية وتنظيمات وشخصيات مٶيدة لنضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية، وإن عقد مؤتمر في بلدية سان أنطونيو سوزا في إيطاليا، حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وحركة مقاضاة المتورطين في مجزرة عام 1988، وضرورة فرض عقوبات على نظام الملالي، بالتعاون مع جمعية إيران الحرة والديمقراطية، واتحاد بلديات سوزا والرابطة الوطنية لأحزاب منطقة سوزا. قد کان نشاطا بهذا الاتجاه ولاسيما وإنه حظي بتغطية إعلامية کما کان محط إهتمام أوساطا سياسية وحقوقية وهو نشاط يدعم الدعوة التي وجهتها السيدة مريم رجوي إلى الحكومات والمحافل الدولية عشية جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، حيث يبدو إنها لقيت وتلقى أصداءا طيبة لايمکن تجاهلها.
الحقيقة التي يجب أن لانتغافل عنها أبدا ونضعها نصب أعيننا، إن مجزرة عام 1988، لم تکن جريمة عادية يمکن التغافل أو صرف النظر عنها، بل إنها کانت جريمة ضد الانسانية وبإمتياز ولاسيما إذا ماعلمنا بأن منظمة العفو الدولية کانت قد أدانت قبل 32، عاما هذه المجزرة وإعتبرتها جريمة ضد الانسانية وطالبت بمحاکمة قادة النظام المتورطين فيها ومحاکمتهم، ومع إن الظروف والاوضاع الدولية أبان تنفيذ المجزرة ولأعوام طويلة بعدها قد خدمت النظام من جوانب عديدة من حيث التستر والتغطية ولکن وبفضل المساعي الحثيثة والمتواصلة للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة رجوي، فإن جهود ومساع النظام قد تبددت وصارت الحقيقة تظهر رويدا رويدا، والذي يجب قوله هنا بأن هذه المجزرة لو تم تفعيلها حقا فإنها ستحصد روح النظام وتجهز عليه لأن الذين يقودونه اليوم متورطون به!
1040 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع