منى سالم الجبوري
ماذا وراء سياسة التهدئة وإسترضاء النظام الايراني؟
يقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام منعطف إستثنائي وهو يمر بمرحلة يراها معظم المراقبون السياسيون المعنيون بالشأن الايراني من إنها آخر مرحلة له، ولأول مرة تبدو عوامل الضعف والوهن والخوف والقلق على هذا النظام ظاهرة وماثلة للعيان أکثر من أي وقت آخر، والذي يجعل المتابع للأوضاع في إيران مقتتنعا من إن النظام الايراني في عنق الزجاجة وعلى حافة الهاوية، هو إن أوضاعه الداخلية وبشکل خاص الاقتصادية والامنية منها صارت على أسوأ ماتکون ولاسيما بعد إستمرار الاحتجاجات وتوسع دائرتها الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة بإستهداف مراکز ومواقع حساسة للنظام وکذلك إنهيار عملة النظام ووصولها الى حد صارت فيه مضربا للأمثال.
النظام الايراني الذي صار يشعر بقلق بالغ بعد أن جات المجتمع الدولي لايثق به ويشدد من طوق العزلة عليه ويتجه للإنفتاح على المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، ولاسيما بعد أن صارت وسائل الاعلام الدولية ترکز على محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وشبکته الارهابية والتي من المزمع أن تجري في أواخر شهر تشرين الثاني القادم في بلجيکا الى جانب إن الاوساط السياسية والاعلامية الدولية صارت أيضا تسلط الاضواء على مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إبادة أکثر من ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق في فترة قياسية وبالاخص بعد إعتراف وزارة الخارجية الامريکية رسميا بهذه المجزرة ودعوتها لتشکيل لجنة دولية محايدة من أجل التحقيق فيها، هذا الى جانب إعادة التحقيق في جريمة إغتيال القيادي البارز في المقاومة الايرانية، الدکتور کاظم رجوي، في جنيف في عام 1990، من قبل المدعي العام السويسري هذا بالاضافة الى مايجري من حديث عنه بخصوص دور ونفوذ الميليشيات العميلة لهذا النظام في العراق ودورها الارهابي التخريبي بهذا الصدد، فإن النظام الايراني يشعر بالکثير من القلق على مسار وسياق الاحداث والتطورات المتعلقة به، ولذلك فإنه ومن أجل التخفيف من الضغط المرکز عليه والعمل من أجل تغيير مسار وسياق الامور والاحداث، فإنه يلجأ وبطرق مختلفة من أجل من أجل الطعن والدس والافتراء على المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في سبيل تهيأة الأرضية للقيام بالأعمال الإرهابية ضدها. وإن أحد الطرق والاساليب الاخرى المتبعة من أجل سعي النظام لإنقاذ نفسه هو استخدام الصحفيين الأصدقاء ووسائل الإعلام التابعة أو التي تروج لسياسة التهدئة والاسترضاء معه والتي يبدو إن حبلها المنقطع قد تسبب ويتسبب بقلق بالغ في أوساط النظام وذلك بأن أساليبه المخادعة لم تعد تنطلي على العالم. وهنا، من المفيد جدا أن نشير الى التصريحات الاخيرة التي أطلقها المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، بالذكرى الأربعين للحرب الإيرانية العراقية الأسبوع الماضي بالإشادة بقرار سلفه بشرب “كأس السم”، تصريحات خامنئي قد تكون تلميحا إلى أنه ربما يستعد للشرب من الكأس المسموم مرة أخرى من أجل إنقاذ النظام من الانهيار مع اقتراب اقتصاده مرة أخرى من حافة الهاوية وفق صحيفة “واشنطن إكزامينر”، وهذا أيضا مايمکن حمله على إنه يجري في نفس السياق ولکن، هل سيتمکن النظام الايراني فعلا من إنقاذ نفسه من المصير الاسود الذي ينتظره في المنعطف الخطير الذي أشرنا إليه في بداية المقال، ذلك هو الامر الذي لم يعد هناك من يقتنع به.
851 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع