د.مهند العزاوي
صقر للدراسات : تقرير حالة دلالات التصعيد العسكري في العراق
المقدمة
أرتفع الأسبوع المنصرم مؤشرات حرب العصابات ضد القوات الامريكية في العراق ، ولم تحدث خسائر بشرية أمريكية ، وصنفت تلك العلميات بانها من الدرجة الرابعة غير المؤثرة وفق لمبدا ( حالة الانكار ) ، واستخدمت فيها العبوات الناسفة على جوانب الطريق، والقصف بالصواريخ المتوسطة والصغيرة ، وتعدد الأهداف وتنوعها فضلا عن شمول عمليتها كافة محددات السوق العراقي من الجنوب وحتى الشمال
وتتجنب الحكومة العراقية تسمية الجهات المنفذة ، وقد اتخذت مسلك فتح باب الحوار معها حسب تصريحات المسؤولين ، ومن الواضح ان الحوار والزيارات الإقليمية لم تجد نفعا ، والجدير بالذكر ان العمليات ضد القوات الامريكية في العراق قد تخطى عمرها الزمني عام ونصف ، دون رد عسكري امريكي او رد فعل حكومي يقوض تلك العمليات المنظمة ، واليكم التفاصيل
التفاصيل
توجيه ضربات صاروخية يومية ضد مقر السفارة الامريكية في بغداد
توجيه ضربات صاروخية منتظمة الى مطار بغداد لم تحقق أهدافها
استخدام العبوات الناسفة ضد ارتال النقل اللوجستي لقوات التحالف الدولي ضد داعش ، المنسحبة من العراق نحو الكويت
ارتفاع مؤشر التسهيلات العسكرية المقدمة للجهات المنفذة ضمن سياق حرب العصابات في مناطق بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ومؤخرا الشمالية
عدم فاعلية القوات المسلحة العراقية في الحد من هذه العمليات
عدم مقدرة الحكومة العراقية من إيقاف نشاط هذه الجماعات المعروفة للحكومة
وقوع خسائر في صفوف المدنيين من جراء استخدام الصواريخ ذات التقنية الرديئة
اطلاق تصريحات وبيانات علنية من بعض فصائل الحشد الشعبي تشدد على استمرار القتال ضد القوات الامريكية واعتبراها قوات احتلال
اطلاق تسميات جديدة لفصائل وهمية بعد العمليات الانفة الذكر أعلاه
تطور في نطاق العمليات حتى بلغت الصواريخ إقليم كردستان العراق ، وتحديدا قاعدة حرير في أربيل ، وكما اوردت الاخبار سقوط عدد من الصواريخ قرب مقر للتحالف الدولي في منطقة “كردة جال” حسب تصريح مصدر مخول من قوات التحالف لشبكة روود الإخبارية
يبلغ المدى الزمني لهذه العمليات مايقارب عام ونصف دون رد فعل عسكري امريكي باستثناء قصف رتل قائد فيلق القدس سليماني في مطلع العام الحالي
يلاحظ تحديد قواعد الاشتباك وضبط نار امريكي صارم، دون الانجرار الى مواجهة او خوض حرب بالوكالة على الأرضي العراقية مع تلك الجماعات
3. التحليل
يشير أرتفاع التوتر في العراق ، ضمن تكتيك حرب العصابات ، مستهدفا القوات الامريكية ، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية ، ومقرات معنوية ذات صفة دبلوماسية ، الى تصعيد عسكري منظم ، ومن المرجح ان الجماعات الفاعلة والمنفذة لهذه العمليات ، مرتبطة بمسار استراتيجي إقليمي دولي ، بلغ مداه الزمني عام ونصف تقريبا ، وفي الغالب ترتبط هذه الجماعات المسلحة المنفذة بالحرس الثوري الإيراني ولم تخف ذلك
تؤكد مؤشرات التصعيد العسكري الى تنامي مقومات التأثير العسكري شبه النظامي في العراق لهذه الجماعات، وفق استراتيجية (قلة التكاليف وارتفاع المردود الاستراتيجي الباهض) ، ومن المرجح ان قواعد التمكين العسكري المنتشرة في العراق، قد منحتها حرية الحركة ، وانتخاب الأهداف ، والمناورة ، فضلا عن تخطي حاجز الردع المضاد ،وتتمتع القواعد العسكرية لتلك الجماعات بحصانة السلاح ، وأصبحت عصية على متخذ القرار العراقي ، مما يشير الى تحول العراق لمسرح حرب بالوكالة ، ولم لا يوجد في الأفق السياسي والعسكري الحكومي حلول قابلة للتطبيق تعالج تطورات هذا الموقف الخطير .
يشير ارتفاع مؤشرات التصعيد العسكري لتلك الفصائل ، الى هدف استراتيجي سياسي وعسكري ، ساعيا نحو الاحتكاك المباشر مع القوات الامريكية، واحتمال خوض حرب إجهاضيه محدودة على الأراضي العراقية
تشير هذه العمليات العسكرية وارتفاع القدرة الحربية وتنوع حيازة السلاح المتوسط والثقيل الى منحنيات هيمنة ونفوذ واضحة تسعى اليها لجهات المسلحة المعروفة للحكومة تمهيدا لفرض امر واقع سياسي وعسكري جديد بعد انسحاب القوات الامريكية
من المحتمل تتطور العمليات المسلحة لهذه الجماعات باستخدام طائرات بدون طيار واسلحة اكثر تأثيرا ، وقد تكون مخزنة في قواعد التمكين لهذه الفصائل في العراق
من المرجح استمرار حالة التوتر بين ايران الولايات المتحدة ، مما يصعد هذه العمليات ، وبلا شك انها مقرونة بتطور الموقف السياسي بين البلدين ، ومحاولات التأثير على نتائج الانتخابات الامريكية المقبلة
نستطيع ان نجزم ان هناك تحول في السياسات العسكرية الامريكية ، ويبدوا انها قد تخلت عن قيم الردع العسكري او الحرمان ، ومن المحتمل ان تنسحب القوات الامريكية من العراق بغض النظر عن من سيفوز بالرئاسة الامريكية.
المصدر صقر للدراسات
واقعية في التحليل- الدكتور مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات
01 تشرين الأول، 2020
634 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع