عبدالسلام صبحي طه
من طرائف الفرنجة في بغداد
في أواخر ستينيات القرن المنصرم زار وزير الثقافة الفرنسي (الكاتب آندريه مالرو) بغداد، صحبة وفد رسمي، وبالطبع قبلته كانت حيث (المتحف العراقي)، كان يشتغل حينها على تقديم مراجعة لكتاب ( فنون سومر وحضارتها لمدير متحف اللوفر آنذاك الاثاري الشهير آندريه بارو )، كانت زيارته شخصية وبلا بروتوكولات ولم يبلغ بها احدا، توغل عميقا في قاعات المتحف العراقي وتاه غير آسف على نفسه، اقفل المتحف أبوابه و تُرك السيد مالرو ليواجه مصيره وحيدا وسط قاعات تعج برائحة يعرف جيدا كيف يثمل بها، لكن نداء الطبيعة كان اشد وقعا، وكان شتاء بغداد قارسًا في ذلك العام، تلفع السيد مالرو بدفء افكاره وحاول ان يغفو طويلا حتى الصباح عل آلهة الاحلام نانشه ترأف بحاله، في اليوم التالي كان مرآه مثيرا للشفقة حين جرى العثور عليه مركونا في احدى زوايا القاعات ، وقد تصرف كعجوز فاقد السيطرة على وظائفه البايولوجية !!! وهو يرتجف على الارض، تلاشت هالة مالرو العاجية، حين سمع صرير الباب وانطلق يصرخ : تاكسي ...تاكسي.
الفوتوغراف : أندريه مالرو صحبة عمدة باريس جاك شيراك في المُتحف العراقي في رحلة لاحقة ( سبعينيات القرن المنصرم).
1023 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع